مازالت السيدة "سلوى زيدان" تعتمد الطريقة التقليدية في قشر الحنطة، حيث تضعها في "الجرن الخشبي" وتقوم بدقها بواسطة المطرقة حتى ينفصل القشر عن الحبة.

تقول "زيدان" في حديثها لمدونة وطن "eSyria" في 20 نيسان 2015، إنها كلما أرادت أن تطهو طعاماً فيه قمح، تقوم قبل يوم بوضع القدر الذي تحتاج إليه في الجرن الخشبي، ثم تتناول المطرقة بيدها وتطرقه (تدقه) قرابة 45 دقيقة من الزمن.

من خلال هذه العملية تنفصل الحنطة عن قشورها، وتصبح عملية الطهي أسرع وأفضل نكهة

تشير السيدة الخمسينية إلى فوائد هذه العملية قائلة: «من خلال هذه العملية تنفصل الحنطة عن قشورها، وتصبح عملية الطهي أسرع وأفضل نكهة».

أثناء العمل

بعد الانتهاء من الطرق أو الدق كما تسميه، تقوم السيدة بتعريض الحنطة لأشعة الشمس قرابة ربع ساعة من الزمن، ثم تعمل على "تنسيفها" (تخليصها من القشور نهائياً) عن طريق الهواء مستخدمةً طبق القش.

تقول "زيدان" التي تعيش في قرية "عين البيضا" شمال شرق "اللاذقية": «كل طبخة تحضر مكوناتها من الحنطة وحدها، أي إننا لا نقوم بتحضير كل الموسم مرة واحدة لكيلا يتضرر ويصبح غير صالح للطهي».

جرن البرغل والمدقة

ترافق عمليات دق الحنطة أجواء اجتماعية ريفية كتلك التي كان يعيشها الأجداد، وتتحدث "زيدان" عن هذه الأجواء قائلة: «كل أولادي تعلموا "دق الحنطة" وكذلك نساء الحي، وكثيراً ما نتفق على موعد واحد لدق الحنطة، ونجتمع في المنزل، واحدة تعمل والبقية من حولها يتسامرون ويتحدثون وسط أجواء من الفرح والتسلية، كما أننا نقوم باستعارة الجرن من بعضنا، خصوصاً أنه خشبي سهل الحمل والنقل، على خلاف الجرن الحجري الذي يصعب تحريكه».

"سليمان داؤود" هو الذي صنع الجرن للسيدة "زيدان" يقول إنه يذكرها منذ قرابة أربعين عاماً وهي تقوم بدق الحنطة، ويضيف: «إن طبخة "القمحية" التي تنتجها بعد هذه العملية تعد من أشهى الأطعمة التي تذوقتها في حياتي».

مع مراسل المدونة

يذكر أن السيدة "سلوى زيدان" كانت مع أدواتها (الجرن والمدقة والقمح) جزءاً من جناح متحف برهان حيدر للتراث الشعبي في "مهرجان عين البيضا" خلال شهر نيسان 2015.