يصنع "سليمان داؤود" الملاعق الخشبية مذ كان في سن الثانية عشرة، ويعتمد في صناعتها على أخشاب شجر "القيقب" الذي ينتشر على ضفاف الأنهار.

يقول "داؤود" لمدونة وطن "eSyria" في 20 نيسان 2015: «هو أفضل أنواع الأخشاب لصناعة الملاعق، ولا يصلح قطعه إلا بعد اكتمال القمر وعندما يبدأ النقصان، ونسميها نحن الحرفيون "القطع بالنقصة" أي مرحلة نقص القمر، والملاعق التي تصنع من خشب النقصة تدوم أكثر بكثير من الملاعق التي تصنع من خشب قطع في أوقات أخرى».

جديدي هذا العام: مدقات بأحجام صغيرة لكسر الزيتون (مطرقة خشبية)، وعكازات من خشب الريحان، "غازولة" صوف، ومنفضة لأعقاب السجائر، وبعض الأعمال الفنية

الرجل الستيني يواظب كل عام على المشاركة في مهرجان "عين البيضا"، وتكون منتجاته جزءاً من متحف "برهان حيدر للتراث الشعبي"، حيث كان "حيدر" وراء دفعه من أجل تفعيل مهنته أكثر مؤخراً.

في هذا العام أضاف "داؤود" أصنافاً جديدة إلى جناحه في المعرض الذي كان في السابق مخصصاً للملاعق بأنواعها وأحجامها فقط، يقول: «جديدي هذا العام: مدقات بأحجام صغيرة لكسر الزيتون (مطرقة خشبية)، وعكازات من خشب الريحان، "غازولة" صوف، ومنفضة لأعقاب السجائر، وبعض الأعمال الفنية».

من خلال جناحه يوثق العم "داؤود" كل أنواع الملاعق الخشبية التي عرفها أجدادنا ومن سبقوهم، بدءاً بالمغرفة الكبيرة انتقالاً إلى الملاعق الصغيرة وانتهاءً بالكف وهو يعد حديثاً نوعاً ما، بحسب الباحث التراثي "برهان حيدر".

بيده "الغازولة"

لا يدخل محترف صناعة الملاعق الخشبية أي مادة صناعية لملاعقه، ويقول الباحث "حيدر" معلقاً إنها صناعة نظيفة تماماً ومن الطبيعة بالمطلق، فأخشابها من البيئة المحيطة بنا وأدواتها تراثية، وعند الانتهاء من تحضير الملعقة يتم طلاؤها بالزيت الطبيعي لحفظها، وبعد ذلك تدخل حيز الاستخدام وتعيش لعشرات السنين شريطة عدم تعريضها للشمس والرطوبة لفترات طويلة.

آخر العاملين في صناعة الملاعق الخشبية في المنطقة يبحث عن شخص يعلمه المهنة من بعده، ويؤكد أن سوقها مازال رائجاً لدى شريحة كبيرة من الناس، ويوضح أن سعر الملعقة يبدأ من "200" ليرة سورية ويصل إلى "2500" ليرة سورية حسب نوعها وحجمها.

ملعقة قيد التحضير