تمكن "برهان حيدر" من تحضير الركيزة الأساسية لإطلاق "مهرجان عين البيضا للتراث الشعبي"؛ وذلك من خلال المتحف الذي جمعه وكان النواة التي انطلق منها المهرجان في جميع دوراته، بما فيها دورته الأخيرة التي اختتمت في 21 نيسان 2015.

المهرجان الذي يُعنى بالتراث تضمن فعاليات متنوعة تصب في خانة عنوانه العريض: "تراثنا أساس مستقبلنا"؛ حيث جال زواره على متحف "برهان حيدر" وتعرفوا موجوداته، بما فيها من حرفيين يعملون في حرفهم التي ورثوها عن الآباء، كذلك حضروا مسرحية بيادر التراث، كما شهد المهرجان تقديم أغانٍ تراثية ومحاضرات حول الأسلوب العمراني السوري وكذلك الآثار السورية.

علينا أن نواجه هذا الغزو الثقافي الذي تتعرض له بلادنا من خلال التمسك بتراثنا وثقافتنا، تمسكاً إيجابياً للانطلاقة منه نحو الأفضل وليس تمسكاً تعصبياً يخرجنا عن الزمن

جديد المهرجان في دورته الحالية كان تقديم ثلاث مهن لأول مرة: استخراج زيت الغار، صناعة المحراث الخشبي القديم، و"جرش" البرغل بواسطة "الباطوس"، حيث تم تصميم باطوس خاص لإقامة هذه العملية وسيبقى بعد المهرجان كجزء من المتحف، ويقول "برهان حيدر" صاحب الفكرة ومنفذها لمدونة وطن "eSyria" في 20 نيسان 2015: «طبقنا عملية جرش البرغل كما كان يفعل الأجداد، وكانت لوحة فنية جميلة يمكن العودة إليها دائماً كجزء من تراثنا وهويتنا الحضارية وقدرتنا على توظيف البيئة المحيطة بنا في خدمة حاجتنا المعيشية».

صناعة حصر القش

ويضيف "حيدر": «علينا أن نواجه هذا الغزو الثقافي الذي تتعرض له بلادنا من خلال التمسك بتراثنا وثقافتنا، تمسكاً إيجابياً للانطلاقة منه نحو الأفضل وليس تمسكاً تعصبياً يخرجنا عن الزمن».

مدير المهرجان "أيمن ياسين" يؤكد أن غايتهم أن يكون المهرجان ركيزة ومنصة انطلاق نحو المستقبل من خلال تشغيل بعض الحرف التقلدية القديمة لكي يشاهد الجمهور طريقة صناعة وعمل بعض الحرف التقليدية القديمة وصناعة هذه الأدوات بشكل حي، ويضيف: «ليست غايتنا أن نعود إلى صناعتها بذاتها، بل لكي تكون حافزاً للأجيال الحالية على الابتكار والتجديد بما يتناسب مع الحياة المعاصرة والابتعاد عن الثقافة الاستهلاكية التي تحاول طمس هويتنا من خلالها».

الرحى
"برهان حيدر" بشعره الأبيض وإلى جانبه "أيمن ياسين" مدير المهرجان