عشرون عاماً ويداها تغازلان الإبرة والأقمشة فتنتجان أشغالاً يدوية أشبه ما تكون لوحات فنية، تعكس تجربتها وحبها للحياة وتعطي انطباعاً عن المرأة السورية المعطاءة شريكة الرجل بالهم والعمل والنجاح.

"انتصار عابد" سيدة سورية تعلمت فنون الخياطة من والدتها وطوّرت موهبتها بالبحث الدائم عن كل ما هو جديد، وفي حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2015، قالت: «منذ صغري أحب الأشغال اليدوية، وزاد عشقي لها عمل والدتي في الخياطة، وكان لديها مشغل للخياطة فتعلمتها من أمي قبل حوالي 20 سنة وهو ما أضاف إليّ الكثير، ولم أتوقف عند الخياطة؛ بل حاولت جاهدة تعلم كل ما له علاقة بأدوات المهنة وهي "الإبرة والخيط والأقمشة"، وإلى جانب الخياطة أقوم بصنع لوحات جدارية مصنوعة من القماش وحقائب ووسائد مطرزة ومشكوكة بالخرز وأنواع أخرى من المصنوعات التي تعود عليّ وعلى أسرتي بالنفع المادي».

بإمكاني رسم أجمل وأروع اللوحات، وكل منتج لديّ هو بمنزلة لوحة تشكيلية

وتتابع: «الأشغال اليدوية بكل أنواعها "الكنفة، الخياطة، الإيتامين، التيج، اللف، والسنارة" أضافت إلي الكثير، وإلى جانب المردود المادي منحتني هذه المهنة بعداً اجتماعياً ونفسياً؛ فمن خلالها كونت علاقات وصداقات ساهمت بتكوين شخصية خاصة بي كعنصر فاعل بالمجتمع، وعملي كان خير سند لي في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؛ التي دفعتني للانتقال من "حمص" إلى "اللاذقية"».

السيدة انتصار عابد وسط منتجاتها من الأشغال اليدوية

وأضافت السيدة "انتصار": «بعد استقراري في "اللاذقية" ومن خلال عملي بالأشغال اليدوية سمعت عن جمعية "موازييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" وانتسبت إليها منذ حوالي شهر ونصف الشهر، وقمت بالتعاون مع إدارتها بتعليم الأشغال اليدوية لخمس سيدات، كما علمت "الإيتامين" لشابين، وهذه نقطة البداية لمشوار جديد في حياتي العملية حيث سنعمل في الجمعية على تعليم الفتيات مهناً تعود عليهن بالنفع المادي والاجتماعي، ومنها دورات في الخياطة والشك والتطريز».

ووصفت "انتصار" الإبرة بريشة الفنان والأقمشة بالألوان، قائلة: «بإمكاني رسم أجمل وأروع اللوحات، وكل منتج لديّ هو بمنزلة لوحة تشكيلية».

أشغالها اليدوية المميزة

أما عناصر النجاح بهذه المهنة فتشرحها بالقول: «لا بد لكل من يرغب بتعلم أي مهنة يدوية أن يكون محباً لها، ولديه موهبة وإصرار، لأن هذا سينعكس إيجابياً على اختياره، ولا بد من الاطلاع الدائم على كل جديد بهذا الجانب. وأنصح الفتيات بتعلم الأشغال اليدوية ولو على سبيل الهواية، لأن المهنة التي تتعلمها قد تكون يوماً مصدراً للرزق وعملاً لتأمين دخل مادي إضافي لها ولأسرتها».

"روعة إسماعيل" اقتنت من منتجات السيدة "انتصار"، وعن عملها قالت: «تمتاز أعمال "انتصار" بالحرفية والذوق الرفيع ودقة العمل، هذا إلى جانب تمازج الألوان، من خلال ما تابعته أرى أن ما تمتلكه يعد كنزاً لا بد من اكتشافه ونقله لجيل جديد للحفاظ على أشغالنا اليدوية والتركيز على ما هو قريب من مجتمعنا».

من أجواء المعرض

"أميمة حميدوش" رئيس مجلس إدارة جمعية "موزاييك" قالت: «هدفنا تعريف المجتمع المحلي بالجمعية، إضافة إلى تأمين دعم لصندوقها من خلال بيع المنتجات المتنوعة لأعضاء الجمعية "لوحات فنية، أشغال يدوية بأنواعها"، ويضم السوق مسرح عرائس لأحبتنا الأطفال، وأجنحة متنوعة، وقسماً لهدايا الأطفال».

يذكر أن السوق الخيري أقامته جمعية "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" بالتعاون مع الفوج التاسع البحري لكشاف "اللاذقية" تحت شعار "لعملنا بقية.. ولحلمنا بقية.."، في الفترة من 11 ولغاية 16 آذار 2015.