ما ينشر في مدونة وطن يرتكز دوماً على تقديم المختلف والمميز والأصيل، وبهذه الروح قدمت المدونة الكثير من المواد الأصيلة التي تعرّف الناس إلى "سورية" بطريقة مختلفة عن السائد.

من هذا المنطلق، تم اختيار البحث المنشور في "المفكرة الثقافية" من "مدونة وطن - eSyria” بعنوان "موسيقا الشرق العربي، من أور إلى أوغاريت" لكاتب هذه السطور، ليكون مدرجاً في موسوعة "تاريخ الساحل السوري منذ مليون عام حتى الحقبة العربية الإسلامية"، وتقوم وزارة الثقافة السورية بإعدادها وتجهيزها للنشر في صيف العام 2015، وقد كلفت في سبيل ذلك مستشار وزارة الثقافة الآثاري الدكتور "بسام جاموس" صاحب العديد من المؤلفات العلمية المحكمة، وهو مشارك دولي في كثير من التنقيبات الأثرية عبر "سورية" كلها؛ بإعدادها بالتعاون مع مجموعة من الباحثين والعلماء السوريين من وزارة الثقافة ومديريات السياحة والأوقاف وكليتي العمارة والتاريخ في جامعة "تشرين"، إضافة إلى أساتذة ومختصين ومثقفين.

الدور التاريخي للموسوعة هو التوثيق العلمي والمعرفي المنهجي للساحل السوري، وهو يوثق مختلف أنواع الإنجاز الحضاري في الساحل إضافة إلى التركيز على العلاقات الحضارية التي كانت تربط هذه المنطقة بمختلف مناطق الشرق العربي، وذلك ليكون هذا العمل مرجعاً علمياً للباحثين في تاريخ "سورية"، ويرقى إلى مستوى الدراسات العالمية

الدكتور "بسام" وفي حديث مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تشرين الثاني 2014، قال في شرح فكرة الموسوعة: «الدور التاريخي للموسوعة هو التوثيق العلمي والمعرفي المنهجي للساحل السوري، وهو يوثق مختلف أنواع الإنجاز الحضاري في الساحل إضافة إلى التركيز على العلاقات الحضارية التي كانت تربط هذه المنطقة بمختلف مناطق الشرق العربي، وذلك ليكون هذا العمل مرجعاً علمياً للباحثين في تاريخ "سورية"، ويرقى إلى مستوى الدراسات العالمية».

د.بسام جاموس

وعن البحث المختار قال: «بعد قراءتي للبحث وجدت أنه ينظر إلى المنطقة العربية المشرقية رؤية حضارية ترى في المنجز الحضاري وحدة متكاملة، يدافع فيها كاتب النص عن الدور المشرف الذي قدمه عرب المشرق للحضارة العالمية دون تحيز، مستنداً في ذلك إلى جملة كبيرة من المراجع العربية والأجنبية، والبحث الذي حمل عنوان "موسيقا الشرق العربي من أور إلى أوغاريت" بدأ من اللحظة الأولى لظهور الموسيقا وآلاتها من قلب الطبيعة، وصولاً إلى آخر ما أبدعته أوغاريت من تدوين موسيقي وعلاج للمرضى باستخدام آلة "الكنارة"، وكل ذلك مدعوماً بالصور والوثائق التي تؤيد ما ذهب إليه الباحث».

وأضاف الدكتور "بسام" بالقول: «إن العمل على توثيق المنجز الحضاري برؤية شاملة عملية مهمة في تقديم الصورة الحقيقية لهذه المنطقة المهمة من العالم، وأهميتها تأتي في ظل اشتغال غربي دائم لسحب البساط من تحت أقدام أي منجز عربي مشرقي لوضعه في قلب الحضارة اليونانية؛ التي استندت في نهضتها على ما قدمه المشرق العربي سواء في بلاد الشام أم في مصر، فكثيرون من فلاسفتها وعلمائها نهلوا من منابع الشرق، وليس "يوروبيدس" الذي قال "إن الموسيقا شرقية" الأول بينهم، فقد اعترف "هيرودوت" أن "اليونانيين فينيقيون"، وهم من علم اليونانيين الحرف والأبجدية».

كمال شاهين - كاتب البحث

وفي المفكرة الثقافية، وعبر سنواتها الست قدم الكثير من المواد ذات الخصوصية المحلية، والتوثيق لمئات من الشخصيات والفنون والمعارف السورية بلغة تبتعد عن الحشو وتركز على الأصيل في أصالته وواقعه، وسوف تستمر في عملها هذا مؤكدة الثقة في قدرتنا كسوريين على الإبداع، لا نختلف في ذلك عمن أبدع "الموسيقا" و"التنويط" و"الحرف"، وغير ذلك من منجزات لا تزال حاضرة بيننا منذ آلاف السنين.