في يومها الثاني شهدت "المسابقة البرمجية السورية" منافسة شديدة في مختبر "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في "اللاذقية" وأفضت إلى نتائج مفاجئة تمثلت بتتويج ثلاث فرق تأهلت للمشاركة في المسابقة الإقليمية التي ستقام هذا الشهر في شرم الشيخ بمصر.

وبحضور كادر فرع الجمعية في اللاذقية افتتح السيد وزير التعليم العالي الدكتور "مالك علي" ورئيس مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" الدكتور "راكان رزوق" المسابقة صباح يوم 8/11/2013 ، وتابعا بشكل شخصي ومباشر مجريات المسابقة التي بدأت بحضور كل الفرق المشاركة والمدربين وبعد توفير كل المستلزمات المطلوبة لانطلاقها من حواسيب وشبكات وبرمجيات ومراقبين ومحكمين علميين معتمدين وجميع هذه الخبرات داخل وخارج البلد هي خبرات سورية بمستويات عالمية، كما أن كادر "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" ومتطوعيها في "اللاذقية" قد بذلوا جهوداً لوجستية وتقنية وخدمية كبيرة كي تحقق المسابقة غايتها المرجوة وتحقق المقاييس العالمية المطلوبة.

هذه المسابقة هي رافعة كبيرة لأحلام ألاف الشباب الدارس للمعلوماتية ويطمح من خلالها إلى ربط مخزونه العلمي والابداعي بالواقع وبمواصفات قياسية عالمية كما هو حال إجراءات المسابقة اليوم وتحقيقنا نتائج مفاجئة ومميزة على الصعيد العالمي دليل واضح على تفوقها

وقد بدا واضحاً من خلال جولة "مدونة وطن" على المختبر الاهتمام الكبير الذي يوليه الطلاب للمسابقة، فقد كان الجميع منشغلاً بحل المسائل المقدمة، وبدت المنافسة على أشدها حين تمكن أحد الفرق من حل خمس مسائل في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين، ويلفت الطالب "مارسيل زكور" من جامعة "البعث" إلى أن مشاركة فريق جامعة البعث هي الأولى لهم ولكنهم يطمحون إلى تحقيق نتائج مميزة أسوة بباقي الفرق رغم الظروف الصعبة التي شهدتها المحافظة.

وتعتمد آلية المسابقة كما يقول المدرب المهندس "أسامة غانم" من مدربي فريق جامعة "تشرين" على إعطاء كل الفرق عشرة مسائل عليهم الإجابة عنها خلال الوقت المحدد و«عند حل كل مسألة يضاف بالون يوافق لون المسألة إلى طاولة كل فريق، وتعتمد هذه الآلية في المسابقات الدولية أيضاً، وتغذي هذه المسابقة روح فكرة عمل الفريق الواحد لحل المشاكل المقدمة كما تدفع المتسابقين إلى التعاون بينهم لتحقيق النتائج الصحيحة بأسرع وقت، وهو أمر يؤخذ بالاعتبار عند تقييم النتائج إضافة إلى عدد المحاولات لحل نفس المشكلة برمجياً».

تعد هذه المسابقة فرصة للمتسابقين للتقدم في سوق العمل وتحقيق نتائج واقعية على صعيد حل المشاكل المجتمعية بطريقة علمية ذات فائدة عملية، وفي تصريح خاص لمدونة وطن e-Syria قال الدكتور "جعفر الخير" رئيس اللجنة التنفيذية للمسابقة "الوطنية البرمجية الجامعية في سورية عقب" إعلان النتائج أن «التطور اللافت الذي شهدته المسابقة منذ تأسيسها عام 2010 على المستوى الوطني أدى لزيادة عدد الفرق المشاركة إلى الضعف تقريباً كذلك زيادة عدد الشركاء المساهمين مساهمة فعالة في المسابقة ودعمها على مختلف الصعد كما هو حال وزارة التعليم العالي حيث افتتح الوزير شخصياً المسابقة وتابع تفاصيلها، وقد تم طرح مسائل هي تحديات رياضية تنتمي الى الواقع ويجب اختيار أفضل خيار يحقق عدة متطلبات، ويتم تحويل الحل الى برنامج قابل للتنفيذ من خلال أسئلة وضعها عدة حكام سوريين».

أما أصغر أعضاء لجنة التحكيم الطالب "يزن شاهين" طالب سنة خامسة معلوماتية من جامعة "تشرين" فقد اعتبر أن «هذه المسابقة هي رافعة كبيرة لأحلام ألاف الشباب الدارس للمعلوماتية ويطمح من خلالها إلى ربط مخزونه العلمي والابداعي بالواقع وبمواصفات قياسية عالمية كما هو حال إجراءات المسابقة اليوم وتحقيقنا نتائج مفاجئة ومميزة على الصعيد العالمي دليل واضح على تفوقها».

وشارك بالتحكيم في المسابقة حكام آخرون من داخل الوطن وآخرون من خارجه فمن مصر شارك المدرب "محمد عبد الوهاب" من جامعة الإسكندرية، والمهندس "شادي صالح" من جامعة كارل التشيكية، وهو سوري شارك سابقاً في المسابقة وحقق نتائج مميزة.

وفي مساء اليوم نفسه تم في فندق ومنتجع "روتانا" إعلان نتائج الفرق الفائزة والتي صدمت كثيراً من التوقعات ونجحت خلالها فرق تشارك للمرة الأولى في تحطيم نتائج فرق عريقة ولم يكن هناك خاسرين في هذه المسابقة إذ تم تقديم شهادات مشاركة لكل متسابق تقدم له فرصة طيبة في سوق العمل.

فقد نجح فريق " Nirto++" من جامعة "دمشق" المكون من الطلاب (فراس قصار، نور الأسدي، خالد قطيني، والمدرب "جاد دروس") في تخطي الفرق المشاركة وهي ثمانية عشر فريقاً فنجح بحل ثمانية مسائل من أصل عشرة فاحتل المركز الأول، وقد تمكن الفريق بالتعاون ما بين أعضاءه الثلاثة أيضاً في حل أصعب مسألة مطروحة فنال أيضاً جائزة لجنة التحكيم وقد سلم الجائزة للفريق السيد وزير التعليم العالي.

ونجح فريق " Smashers " من جامعة "تشرين" (نضار جرار، مجد غدا، سامي عماد والمدرب علي ابراهيم) في حل 6 مسائل من أصل عشرة فنال المركز الثاني وقد قام الدكتور "راكان رزوق" رئيس مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" بتسليم الفريق جائزته، وتفوق على فريق جامعة "البعث IT" (مجد عاقلة، حسين الحسين، مارسيل زكور والمدرب كنان ابراهيم) الذي حل أيضاً 6 مسائل بفارق التوقيت فحل في المركز الثالث وسلمه الجائزة الدكتور "هاني شعبان" رئيس جامعة تشرين، في حين حققت الجامعات الخاصة التي تشارك للمرة الأولى في المسابقة نتائج طيبة قياساً إلى خبرتها ومشاركتها للمرة الأولى كجامعتي "اليرموك" و"الوادي" حيث تم منحهما جوائز خاصة.

الفرحة العارمة للطلاب الفائزين لم تمنعهم من القول أنهم مصرين على إكمال المشوار وتحقيق نتائج عالية المستوى في المراحل القادمة من المسابقة العالمية، الطالب "فراس قصار" من فريق دمشق الفائز بالمركز الأول اعتبر نجاح فريقه وساماً على صدر كليته وتقديراً كبيراً لتعب الأساتذة والمدربين في تقديم الأفضل لهم.

كما تم أيضاً توزيع العديد من الجوائز والدروع التذكارية حسب الفئات والأعمال، فتم منح جائزة للمبرمج العنيد، والمبرمج الصامت، وجائزة باسم الفارس الأسود، وأخرى لأسرع حل (نالها الفريق الفائز بالمركز الأول بزمن قدره 7 دقائق) وجائزة أخرى لأفضل فريق حل عدة مسائل من المرة الأولى (ونالها فريق جامعة تشرين)، وجائزة للفريق الذي أرسل رسالة خطأ عدة مرات قبل أن يرسلها بشكل صحيح.

وقامت الدكتور "كندة الشماط" وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل التي حضرت حفل الختام بتقديم جائزة خاصة للعنصر الأنثوي في المسابقة (من نصيب جامعة تشرين)، وفي سبيل دعم أكبر للفائزين فقد قدمت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية منحة للفرق الفائزة للمشاركة في المسابقة الإقليمية المقبلة في شرم الشيخ تشمل كافة نفقات السفر والإقامة والمسابقة.

وقدمت شركة "سيرياتل" أحد أبرز الشركاء في المسابقة جوائز نقدية وعينية للفرق الفائزة مع وعود بتدريبها ضمن الشركة في "دمشق" لإتاحة الفرصة لهذه الفرق لصقل خبراتها وتجاربها وربطها بالمسائل البرمجية الواقعية وحلولها.