صمت الفنان "نضال سيجري" اليوم 11/7/2013 وانتقل إلى جنات الخلد حيث وافته المنية في منزل أخته الواقع في المشروع "السابع باللاذقية" مدينته التي عشقها وأحب كل ما فيها حتى جدرانها المعتقة..

لطالما بحث الفنان "نضال سيجري" عن الأحلى.. ولطالما قال «الصورة أجمل، لأنها لا تكبر فالجميع حين يقف لأخذها يبتسم يكبرون ويذهبون، والصورة تبقى الصورة وبنفس اللحظة، وهي ذاكرة تدعو للابتسامة أحياناً والشعور بالاشتياق والحنين أحايين أخرى، رغم القهر والوجع والانتكاسات، فإننا نبتسم لأخذ صورة.. لا نعرف لما تدوننا في لحظة ما؟؟ »

أستمتع بالعمل المسرحي كما التلفزيوني ففي هذا الأخير يصبح العمل ممتعاً بعد أن يتمكن الممثل من تقنياته.. لكن العمل مع المسرح فيه روح مختلفة لأنه الرحم الأول ولديه الغواية الأولى كما الفرحة الأولى..

الفنان المبدع السوري النبيل "سيجري" دخل إلى عمق المتعمق بالدراما لعب أدواراً تلاقت مع رهافة روحه.... فأنبت حكايات كانت حاضرة بتفاصيلها في حياتنا.. دخل قلوب الجميع.. لكن حبه الأوحد كان لأمه سورية..

سيجري يقدم باقة ورد لأستاذه

"نضال سيجري" الذي ما فارقته الابتسامة حتى في أحلك اللحظات ترجم فلسفته التي كانت تُخرج الألم فرحاً في عرضه المسرحي الأخير "نيكاتيف" ولأن "سيجري" حساس في قراءة ما بين السطور عالج نصوص الحياة عبر قضايا محملة بآلام الواقع وصدماته المتتابعة عبر تداعيات متلاحقة... كان يراهن دائماً على أبناء أمه "السوريين".. ويرجوهم بشدة أن يجتمعوا حباً "بسورية" ويحافظوا عليها شامخة..

قال الفنان "سيجري": « أستمتع بالعمل المسرحي كما التلفزيوني ففي هذا الأخير يصبح العمل ممتعاً بعد أن يتمكن الممثل من تقنياته.. لكن العمل مع المسرح فيه روح مختلفة لأنه الرحم الأول ولديه الغواية الأولى كما الفرحة الأولى.. »‏

أثناء بروفة عرضه "نيكاتيف"

وأضاف: « تعلمت على أيدي أساتذة من ممثلي "اللاذقية" كيف أقف على خشبة المسرح كنت أتمعن بكل حركة يقومون بها وأدقق كل كلمة يقولونها فقد كنت أسارع لرؤيتهم على الخشبة بعد انتهاء دوامي المدرسي، لما لهذا الفن من سحر لا يقاوم.‏ »

حرص قبيل كل عرض مسرحي على اختيار بعض الكتاب والمخرجين المسرحيين والفنانين التشكيليين وبعض الصحفيين والعديد من المتابعين للحركة المسرحية لمشاهدة "بروفة المسودة" بغية رفع سوية العمل. قال الفنان "سيجري" أثناء بروفة المسودة لعرضه "نكاتيف": «محكوم علينا تعذيب بعضنا فقبل الخروج للضوء ونحن بحالة جنين رغبنا سماع الملاحظات الحقيقية القاسية التي نحتاجها، من عين المحب والغيور على الحالة المسرحية، خلال عرض بروفة المسودة لنرمم النقص، ونهذب النص، ونزيل الزوائد التي قد تؤثر سلباً على العمل.. »

ليأتي العرض متماشياً مع ما طرحه "سيجري" خلال بروفة المسودة لكنه عمد إلى تعديل بعض المفاصل ليجعل العمل أكثر قرباً.

اليوم أسدلت الستارة لحياة المبدع "نضال سيجري" الذي أضحك الملايين رغم صرخات الألم من وجع الأم سورية عن عمر يناهز الثامنة والأربعين.. وتوقف إبداعه الذي يشكل مدرسة لشباب المسرح الجامعي ...

من أعماله الأخيرة فيلم "طعم الليمون" الذي تناول فيه يوميات عائلات لاجئين "فلسطينيين" ونازحين من الجولان "السوري"، بالإضافة إلى مهجرين "عراقيين" اجتمعوا بمنزل واحد، في حي فقير. شارك في العام الماضي 2012 في مسلسلين "الأميمي" و"بنات العيلة"، بالإضافة إلى صفته كمعاون فني في "أرواح عارية". وشارك في مسلسل "الخربة".. ولعل أشهر الأعمال "ضيعة ضايعة" الذي أبكى وأضحك الملايين...