يعدّ "المراب" من النباتات التي يتميز بها الساحل السوري، وتعدّ ثماره من الفاكهة التي ينتظر الناس نضجها لكونها من المواسم القصيرة في الصيف، فثمارها لها طعم مميز ما بين الحلو والمز؛ وهو ما أكسبها تميزاً واختلافاً عن باقي الفاكهة الصيفية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 أيلول 2017، المزارع "سليمان عيسى"، الذي تحدث عن شجرة "المراب" ووجودها في الساحل السوري ومراحل تطويرها عبر الزمن بالقول: «تعدّ شجرة "المراب" من الأشجار الغنية بعطائها، الفقيرة بمتطلباتها، وقد مثّلت عبر تاريخها مصدراً للخير والجمال بثمارها الوفيرة وأزهارها الساحرة التي تكسب فصل الربيع جمالاً؛ فأزهارها كثيرة وكثيفة للغاية وتعطي منظراً أبيض كالثلج الناصع، فهي تمنح الجالس بقربها فرصة للاستجمام والتأمل، إضافة إلى أنها لا تتأثر بالعوامل المحيطة بها من تغيرات الطقس من حرارة وبرودة حتى لو هطلت الثلوج عليها بكميات كبيرة، بل على العكس تماماً يزداد عدد أزهارها بعد شتاء بارد ومثلج، لذلك نجدها منتشرة في معظم الجبال الساحلية ومتأقلمة مع أنواع التربة المختلفة، وقادرة على تحمل الجفاف. وتنبع أهمية شجرة "المراب" من كونها ذات أصل محلي ولا تحتاج إلى العناية الكبيرة التي تتطلبها الأشجار عادة، وكان الناس قديماً يقومون بقطافها من الأشجار المنتشرة في البراري والغابات، لكونها تنمو وحدها على السلاسل والرجوم الصخرية، ثم بدؤوا زراعتها في مزارعهم الخاصة واهتموا بها، وخصوصاً أنها من الأشجار المقاومة للأمراض التي عادة ما تصيب أصناف الأشجار المثمرة كالإجاص؛ وهذا انعكس على حجم العناية بها وقلل التكاليف المادية لكونها لا تحتاج سوى تقليم أغصانها وأحياناً وضع مادة الكلس على جذعها».

اتصفت هذه الثمرة ليس فقط بمذاقها الشهي وطعمها المميز، وإنما بفوائدها الطبية العديدة؛ فهي فاكهة هاضمة ومهدئة للمعدة، لكونها تحتوي الكثير من الفيتامينات، ونسبة من الأحماض العضوية والأملاح المعدنية النافعة، إضافة إلى احتوائها على سكر الفوكتوز؛ وهو ما جعلها فاكهة غير مضرة لمرضى السكري

وتابع: «عادة ما تكون ثمارها قاسية جداً مثل الصخر قبل النضج، لكن بعد أن تنضج تصبح طرية وحلوة ولذيذة جداً بلب "محبحب" ومذاق مائل إلى الطعم المز، وهذا ما ميز ثماره عن غيره من الفاكهة الصيفية، إضافة إلى أن ثمارها تكون خضراء اللون، ثم تصبح مائلة إلى اللون الأصفر أثناء النضج، وتعدّ من الفاكهة الصيفية ذات الإنتاج الوفير، لكن موسمها قصير لا يتجاوز الشهر تقريباً بعد نضج الفاكهة، لذلك لجأ العديد من الأهالي للاستفادة من الثمار عن طريق صنع عصائر طبيعية وخلّ لاستخدامها في الشتاء، فهي من الفاكهة التي لا يمكن تخزينها بسبب تعرضها السريع للتلف؛ لذلك لا يمكن أن نجد الثمار في مواسم غير موسم نضجها كغيرها من أنواع الفواكه الأخرى».

أزهار شجرة المراب

وفي لقاء مع المهندسة الزراعية "أميمة عباس"، حدثتنا عن خصائص وصفات هذا النوع من الأشجار بالقول: «توجد شجرة "المراب" في معظم مناطق جبال الساحل السوري وجبال "نابلس"، و"القدس"، ويناسبها المناخ المتوسطي البارد، فهي شجرة قديمة جداً زرعت قبل الميلاد بـ1000سنة، حيث زرعها الرومانيون في المناطق الساحلية، وكان القدماء يستخدمون ثمارها كدواء، واسمها العلمي "pirus Syriaca"، بينما اسمها الشعبي اختلف حسب المناطق الساحلية، فعرفت قديماً بعدة أسماء، منها: "المراب"، أو ما يسمى "الإجاص البري"، أو "العرموط"، فهي تتبع إلى الفصيلة "الوردية" التي تضم عائلة "التفاحيات"، حيث يعدّ المراب أحد أفرادها، وهي شجرة متساقطة الأوراق، وتزهر في شهري آذار ونيسان من كل عام، وتنضج ثمارها ما بين شهري آب وأيلول، ومقاومة للجفاف والبرودة بآن واحد، أضف إلى أنها تضم أكثر من 60 نوعاً، منها: الإجاص البري، والآشوري، والحامض، أو ما يسمى الثلجي، والصيني، والسوري الذي سمي "المراب"».

الدكتورة "هويدا حويجة" تحدثت عن فوائد ثمار "المراب" بالقول: «اتصفت هذه الثمرة ليس فقط بمذاقها الشهي وطعمها المميز، وإنما بفوائدها الطبية العديدة؛ فهي فاكهة هاضمة ومهدئة للمعدة، لكونها تحتوي الكثير من الفيتامينات، ونسبة من الأحماض العضوية والأملاح المعدنية النافعة، إضافة إلى احتوائها على سكر الفوكتوز؛ وهو ما جعلها فاكهة غير مضرة لمرضى السكري».

ثمار شجرة المراب
الثمار بعد النضج