لاسمه وقعٌ غريب، ولشجرته جذع يتغير لونه بين فصل وآخر، ومن الجذع اكتشفت عدة فوائد لشراب سكري يستخلص منه بطريقة بدائية في الربيع، ويحمل بعض منه اسماً سورياً على مستوى العالم.

شجر "القيقب" السوري هو واحد من فصيلة كبيرة من الفصيلة القيقبية أو الصابونية، ومن الواضح أن اسمها الأخير له علاقة باستخدامات معينة لثمار بعض أشجار هذه الفصيلة، وقد أدرجت في الفصيلة الصابونية منذ وقت قريب وفقاً لتوزيع عالمي جديد للأشجار.

حول العالم يوجد أكثر من 125 نوعاً، أكثرها ينمو في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، وهذه الأنواع في أغلبها من النوع النفضي المتساقط الأوراق شتاء، ومنها ما هو دائم الأوراق يوجد في قارة "آسيا"، وتختلف أطوالها من 4 متر حتى 30 متراً في "كندا" التي اتخذتها شعاراً وطنياً منذ العام 1965، ولأوراقها وجذعها ألوان جذابة في الخريف، الأمر الذي جعلها من نباتات الزينة المنتشرة حول العالم بكثافة، وفي "سورية" هناك أنواع حملت كلها اسم "القيقب السوري"، وفي محميتنا بعض أشجار "القيقب"

يوجد من شجر القيقب نوع يحمل اسم "القيقب السوري Acer Syriacum" عالمياً، كما يقول في حديث مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2015، المهندس "فادي محمود" مدير محمية "أبو قبيس": «حول العالم يوجد أكثر من 125 نوعاً، أكثرها ينمو في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، وهذه الأنواع في أغلبها من النوع النفضي المتساقط الأوراق شتاء، ومنها ما هو دائم الأوراق يوجد في قارة "آسيا"، وتختلف أطوالها من 4 متر حتى 30 متراً في "كندا" التي اتخذتها شعاراً وطنياً منذ العام 1965، ولأوراقها وجذعها ألوان جذابة في الخريف، الأمر الذي جعلها من نباتات الزينة المنتشرة حول العالم بكثافة، وفي "سورية" هناك أنواع حملت كلها اسم "القيقب السوري"، وفي محميتنا بعض أشجار "القيقب"».

زهور القيقب

لا يشكل "القيقب" غابات في "سورية"، ولكنه ينتشر مرافقاً في غابات السنديان والبطم والصنوبر البري شمال "اللاذقية" في مناطق "البسيط" و"بلوران"، وفي جبال "القدموس" مع أشجار السنديان، وفي "طرطوس" أيضاً في مناطق "الشيخ بدر"، وفي محمية "جبل الكهف"، كذلك في محمية "أبو قبيس"، يذكر المهندس "محمود": «في "سورية" له بعض الاستخدامات الاقتصادية، وأهمها صناعة الآلات الموسيقية التي تتمتع بجودة عالية جداً، وتحافظ على جودتها سنوات طويلة وخاصة آلة الكمان، والشجرة قليلة الانتشار عموماً، لذلك يجب المحافظة على ما يوجد منها، وهو ما نفعله في المحمية، على أن هناك في العالم الشمالي صناعة قائمة على استخراج زيت من جذع "القيقب" الأميركي فقط يسمى زيتاً أو "عصارة الأسفدان Maple Syrup"، ويستخدم في صناعة الحلويات، طعمه سكري يكسب الأطعمة نكهة طيبة، وهي لذلك تزرع في عدة بلدان ومنها الصين واليابان وكندا والولايات المتحدة».

تنمو أوراق "القيقب" بشكل متقابل مزدوج تنشق منها ألوان الخريف الجذابة، وتسمى ثمارها الثمار المفتاحية أو المفاتيح بسبب شكلها، ولكل ثمرة جناح رقيق مسطح حيث تنمو عادة بذرتان وجناحان على كل جانب من البذور، وتتغذى السناجب والفئران والطيور على تلك البذور، والأوراق الجذابة وثمارها في الخريف هي ما يجعل من هذه الشجرة مميزة وجذابة، حيث تحمل في الربيع أزهاراً حمراء، ويتحول لون الأوراق الليموني (أخضر غامق) إلى البني أو البنفسجي في الخريف، أو إلى الأخضر الفضي أحياناً حسب النوع (عن الموسوعة العربية العالمية، ج 18).

م. فادي المحمود

استخدم السكان المحليون في الجبال السورية بعضاً من ثمار "القيقب" في تغذية الحيوانات من أبقار وخراف وماعز، حيث تقطف وتضاف إلى "التبن" والبرسيم وغيره، وتتمتع بطعم سكري يساعد على سهولة قبولها، يتحدث الشاب "محمود أحمد" من قرية "دوير بعبدة" التي تحتوي أراضيها على بعض من "القيقب" عن إنتاج هذا العصير، فيقول: «فيما مضى كان عصير "القيقب" ينتج بطريقة بدائية تتمثل في إدخال أنابيب في جذع الشجرة في أيام الربيع بين شهري شباط وآذار، حيث تكون الأشجار في ذروة اختزانها للماء أي ما يسمى هنا شعبياً (سرت فيها الماوية)، فيتدفق السائل على شكل قطرات تتجمع في الأوعية ويأخذ وقتاً لا بأس به، وحديثاً توصل الأنابيب إلى الشجرة وينقل السائل فوراً إلى مركز تجميـع حيث يتم غليه ككل السوائل السكرية للحصول على سكر "القيقب" الذي كان في القرن السابع عشر والثامن عشر تجارة رابحة في العالم، واليوم عادت أسعاره للارتفاع كثيراً».

ورق القيقب