له طريقة خاصة في صناعته، يحفظها ويتقنها معظم أهالي "بطموش"، معتمدين فيها على الحليب المتوافر بكثرة من الماعز التي يربونها، فيصنع على ثلاث مراحل تأخذ أكثر من 3 أشهر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 تشرين الثاني 2014، "محمد يوسف" مختار قرية "بطموش" الريفية التي تحتوي على 5000 رأس من الماعز، الذي تحدث عن صناعة "الشنكليش" في قريته ويقول: «لقد باتت صناعةً حقيقية تدر علينا المكاسب وتؤمن للقرية دخلاً جيداً سنوياً، حيث تعتمد على صناعة "الشنكليش" معظم عائلات القرية، إلى جانب زراعة التبغ والقمح.. وغيرها، وهي صناعة بسيطة ولا تحتاج إلى كثير من العناء، كما أن موادها الأولية متوافرة بكثافة في قريتنا التي تحتضن الماعز والأبقار فتنتج الحليب وتستثمر مشتقاته».

إنه طعامي المفضل الذي لا تكتمل مائدتي من دونه، ما يميزه طريقة تحضيره التي تضفي عليه نكهةً خاصة تختلف عن غيرها من القرى، لدرجة أنني أصبحت أعرفه من طعمه وأميزه من غيره، كما أن سعره مقبول والحليب الذي يصنع منه حليبٌ صافٍ وكامل الغذاء

"شنكليش" القرية التي ترتفع عن سطح البحر 1050 متراً يسمى "شنكليش الدو" وهو نوع مميز يشرح لنا عنه قائلاً: «نقوم بعملية "خض" اللبن (الحامض قليلاً ـ أي الذي مضى على ترويبه عدة أيام) حتى تفصل الزبدة عن "الدو"، ثم نضع "الدو" (ما تبقى من اللبن بعد أخذ الزبدة منه، ويطلق عليه البعض اسم "الشنينة") في أوعية ونغليه، بعد الغلي ينفصل الماء عن "القريشة"، وتصبح "القريشة" مادتنا الأولية الجديدة».

المرحلة الأخيرة من صناعة "الشنكليش"

ويتابع "يوسف": «نضع "القريشة" في أكياس من الخام ونبدأ عملية العصر حتى تخلو تماماً من الماء، ومن ثم نضعها في وعاء مفتوح ومدور يسمى "طشت" ونضيف إليه الملح، لتبدأ مرحلة العجن وكأننا نعجن الطحين، بعد العجن نقطعها إلى قطع كروية ونضعها في الهواء الطلق لتتعرض لأشعة الشمس لمدة يومين حتى تصبح قاسية».

المرحلة الثالثة تبدأ بعد أن تقسو الأقراص؛ حيث يتم وضعها في مكان لا يدخل إليه الهواء لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وبعدها تصبح شبه جاهزة ولا يبقى إلا غسلها بالماء جيداً وإضافة مادة الزعتر المطحون عليها من الخارج، بحسب المختار.

"محمد يوسف" مختار "بطموش"

يأتي الناس من مسافات بعيدة لشراء "شنكليش بطموش" المتميز عن غيره من القرى، يقول مدير مدرسة القرية "علي صقر" معلقاً: «الكثير من القرى تصنع "الشنكليش" لكن ليس كالنوعية التي ننتجها والتي لها طريقة خاصة، حيث إن معظم إنتاجنا من "الشنكليش" مصدره حليب الماعز المتميز بعكس القرى الأخرى التي تعتمد على الأبقار، وهذا ما يضيف إليه تميزاً إلى جانب تميز طريقة التحضير والبيئة التي يحضر فيها».

ويقول المهندس "نجم حسن" واصفاً "شنكليش بطموش": «إنه طعامي المفضل الذي لا تكتمل مائدتي من دونه، ما يميزه طريقة تحضيره التي تضفي عليه نكهةً خاصة تختلف عن غيرها من القرى، لدرجة أنني أصبحت أعرفه من طعمه وأميزه من غيره، كما أن سعره مقبول والحليب الذي يصنع منه حليبٌ صافٍ وكامل الغذاء».

الماعز في "بطموش"

وصل سعر كيلو غرام "الشنكليش" إلى أكثر من 1500 ليرة سورية في قرية "بطموش"؛ وهو قابل للازدياد نظراً للطلب الشديد عليه؛ حيث تنتج القرية سنوياً قرابة 2 طن.

يذكر أن هناك طرائق أخرى لصناعة "الشنكليش" إلا أنها غير متبعة في القرية، التي تختص بهذا النوع منه، حيث لا يخلو بيت منه سواء للزاد المحلي أو للبيع.