يسمى عالمياً باسم "العرعر السوري" وهو من النباتات المهمة لعسل النحل، يتميز بخشبه الخالي من العقد، عدا فوائده البيئية الكثيرة وأهمها منع انجراف التربة في المناطق الجبلية حيث ينمو.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 كانون الثاني 2015، الدكتور "سمير نصير" اختصاصي مادة "الزيتون" في كلية الزراعة بجامعة "تشرين"، الذي تحدث عن شجرة "العرعر السوري" "Syrian juniper"، ويقول: «إن بداية تصنيف هذا النوع من الأشجار في منطقتنا كانت من قبل العالم الفرنسي "جاك بيلاردوا" (1834-1755) الذي زار "سورية" و"لبنان" و"فلسطين" منتصف القرن الثامن عشر، وذلك في كتاب عن النباتات الطبية والنادرة صدر في "باريس" عام 1810، ويسمى هذا النوع من الأشجار "عرعر الشام"، و"عرعر نووي"، و"دفران"، و"العدريش"، وهو ينتمي إلى فصيلة "السرويات"، وينتشر في جبالنا الساحلية كنبات مرافق في الغابات الصنوبرية الغربية؛ التي تسود فيها غابات الشوح والأرز، كما ينتشر على جبل "الشيخ" وجبل "لبنان" ويمتد انتشاره إلى "تركيا" وجبال "اليونان"، وإلى الجنوب العربي كما في جبال "عسير" و"السراة" في "اليمن"».

من المعروف عالمياً أيضاً، أن موطن هذه الشجرة، هو ولاية "كاليفورنيا" الأميركية، التي صدرتها إلى العالم منذ 150 سنة، اللغز الكبير هو كيف يمكن تواجد نوعين من الأشجار البرية متطابقين في بقعتين من كوكبنا، ومنفصلتين جغرافياً بمحيط، وبعشرات آلاف الكيلومترات. النوع السوري أوراقه أطول قليلاً، ومتباعدة، ولكن لا ننسى أن هذه الشجرة المحبوبة عالمياً قد عُدلت وهُجنت كثيراً، أما شجر "العرعر" النادر والشهير في المغرب العربي، الذي تُصنع من خشبه تحف تقليدية، فهذا نوع آخر، ولو كان من عائلة قريبة

الباحث السوري "إياد السليم" وثق تواجد أنواع برية من فصيلة "السرويات" ومنها "العرعر" في منطقة "الدنبية" في محافظة "طرطوس"، كما وثق وجود نحو 70 شجرة أخرى قرب قرية "بملكة" في "طرطوس" أيضاً، نامية وسط ريف صخري عمودي يرتفع نحو 80م، نبت بعضها في شقوق بين الصخور، حيث يستحيل غرسها فيه، الأمر الذي يضع فكرة أصل "العرعر" الأميركية محط التساؤل، ويقول الباحث "السليم": «من المعروف عالمياً أيضاً، أن موطن هذه الشجرة، هو ولاية "كاليفورنيا" الأميركية، التي صدرتها إلى العالم منذ 150 سنة، اللغز الكبير هو كيف يمكن تواجد نوعين من الأشجار البرية متطابقين في بقعتين من كوكبنا، ومنفصلتين جغرافياً بمحيط، وبعشرات آلاف الكيلومترات.

العرعر في غابات البسيط

النوع السوري أوراقه أطول قليلاً، ومتباعدة، ولكن لا ننسى أن هذه الشجرة المحبوبة عالمياً قد عُدلت وهُجنت كثيراً، أما شجر "العرعر" النادر والشهير في المغرب العربي، الذي تُصنع من خشبه تحف تقليدية، فهذا نوع آخر، ولو كان من عائلة قريبة».

يصل ارتفاع الشجرة إلى عشرين متراً، ونموها بطيء، لأشجارها المذكرة شكل هرمي، أما المؤنثة فتتزين بثمار لونها فضي شكلها كروي، تتجمع على شكل عناقيد، تفيد "الموسوعة العربية الشاملة" (الجزء 16 ص 238) بأن "العرعر" يمتاز بمخاريطه شبه العنبية، وتختلف ألوان هذه الثمار ذات الأريج بين الأزرق والأحمر، وعادة ما تنمو الأزهار المذكرة والمؤنثة على أشجار مختلفة، ولا تنمو البذور إلا على الأشجار المؤنثة، وقد تكون أوراق "العرعر" إبرية وشائكة أو شبيهة بالحراشف، وتكون ملتصقة بالأغصان.

من غابات العرعر

لـ"العرعر" وعائلة "السرويات" عموماً أهمية كبيرة من النواحي الاقتصادية والبيئية والسياحية والطبية والغذائية، يذكر الدكتور "هشام قطنا" في كتابه "علم الغابات والتشجير الحراجي" (جامعة دمشق، 1971): «إنها تنتج كتلة كبيرة من الأخشاب المتنوعة الاستعمالات؛ التي تدخل في صناعة السفن والبناء وعجينة الورق وأقلام الرصاص وغيرها، كما يستخرج منها مواد عفصية ومواد كيمياوية عديدة ومتنوعة تستخدم في صناعات الحرير والسللوز والبلسم والعطور والكحول وحمض الخل، وتحتوي بذورها على كمية كبيرة من الزيوت منها زيت السيدر الذي استعمل في التحنيط في زمن الفراعنة، وتعد مصدراً مهماً وغزيراً للمواد الأولية التي تستخدم في تركيب الفيتامينات، وتحضير العقاقير لعلاج التقلصات التشنجية والاضطرابات العصبية وأمراض الكلية والمثانة، كما تعد بعض الأوراق و"النموات" الفتية لبعض الأنواع علفاً شهياً للأيائل ولبعض الطيور والسناجب».

من الضروري أخيراً إيجاد التشريعات اللازمة التي تحمي هذه البقية الباقية من الأشجار في مختلف المناطق السورية وتوثيق تواجدها واعتبارها مناطق محمية، خاصة تلك المتواجدة في محافظة "طرطوس" التي تجاوز عمرها مئات السنين.

د.سمير نصير