وها هي "الكرامبولا" تنمو في الساحل السوري وتعلن عن ثمارها النجمية الشهية، كشاهد حيّ على اعتياد الإنسان السوري منذ القدم على المجيء بنباتات غريبة من أقاصي الأرض، لتوطينها وإنتاجها محلياً، ومعظم الأحيان نجح في ذلك، وكان الناتج مماثلاً ومضاهياً أحياناً للأصل.

تعدّ "الكرامبولا" أو "فاكهة النجمة" واحدة من أغرب أنواع الفواكه وأكثرها ندرة في العالم، وقد اكتشفت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تشرين الثاني 2014، وجود هذه الشجرة النادرة أثناء جولة قامت بها في حديقة منزل المحامي "أكرم عابدين" في قرية "دمسرخو"، الذي كان قد أتى بغرستها المطعمة من الخارج منذ عدة سنوات، واعتنى بها لتصبح شجرة مثمرة، وعند سؤالنا له عن أصلها وأماكن نموّها، قال: «استوحت فاكهة "النجمة" اسمها من شكل النجمة الخماسية التي تظهر عند تقطيعها عرضياً، وهي فاكهة فريدة من نوعها توجد في المناطق المدارية، اكتشفت في أميركا منذ 150 سنة، وكما يقال إن موطنها الأصلي هو بلدان أندونيسيا وماليزيا وجنوب الصين، عرفت "الكرامبولا" شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، حيث يستعملها الكثيرون في تزيين الأطباق في أكبر المطابخ العالمية».

استوحت فاكهة "النجمة" اسمها من شكل النجمة الخماسية التي تظهر عند تقطيعها عرضياً، وهي فاكهة فريدة من نوعها توجد في المناطق المدارية، اكتشفت في أميركا منذ 150 سنة، وكما يقال إن موطنها الأصلي هو بلدان أندونيسيا وماليزيا وجنوب الصين، عرفت "الكرامبولا" شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، حيث يستعملها الكثيرون في تزيين الأطباق في أكبر المطابخ العالمية

وأضاف: «تصنّف "الكرامبولا" من الحمضيات، حيث تعد من الأشجار التي تنمو ببطء وتتكيف أكثر مع الطقس الدافئ، يجب حمايتها من الرياح بعمل حواجز ومصدات في الأجواء الباردة، كما تحتاج إلى ضوء الشمس المباشر وسقاية معتدلة، أما الإسراف في الري وقت الإزهار فيؤدي إلى عدم التلقيح والإنتاج، تنمو في جميع أنواع التربة، إلا أنها تفضل التربة المالحة قليلاً لتحسين النمو والإنتاجية، ويجب تخصيبها من 4-5 مرات في السنة، وبالنسبة لي فقد أثبتت فاكهة النجمة تأقلمها مع البيئة المحيطة بها بعد سنتين من زراعتها والاعتناء بها في فصل الشتاء، بعد ذلك لم تعد بحاجة لعناية خاصة أو حماية، وأكملت نموها الطبيعي كأي شجرة محلية».

فاكهة النجمة "الكرامبولا"

وعن مواصفاتها التي جعلت منها فاكهة متفردة في تميزها، قال: «هي ثمرة نجمية الشكل مكونة من خمسة رؤوس، خفيفة الوزن أشبه بحبة الفلفل، تصبح ناضجة عندما يتحول لونها من الأخضر إلى اللون الأصفر؛ وتكون بذلك أكثر حلاوة وجاهزة للأكل، طعمها اللاذع يتراوح بين الحامض والحلو مع القليل من المرارة، نكهتها مزيج معقد من الخوخ والأناناس والتفاح الأخضر والليمون، الثمرة كلها صالحة للأكل حيث يمكن أكل البذور والقشرة، يستعملها الماليزيون كعصير، ويعد من أفضل العصائر التي يمكن تذوقها».

ولا يقتصر سحر "الكرامبولا" على شكلها الجميل وطعمها الفريد، بل يتعدى ذلك إلى فائدتها الغذائية الكبيرة، وللحديث عن ذلك التقت مدونة وطن المهندس الزراعي "باسم بلقيس" ليقول: «هي فاكهة غنية بالألياف الغذائية، وتعد مصدراً جيداً لفيتامين "A"، وفيها نسبة 45% من الحاجة اليومية للفيتامين (C)، وتحتوي على كمية عالية من النحاس والبوتاسيوم والصوديوم، كما أنها خالية من الدهون المشبعة والكوليسترول والصوديوم، إضافة إلى احتوائها على خصائص مضادة للجراثيم تساهم في علاج الأمراض الخبيثة مثل الأورام السرطانية، حيث تثبط نشاطها وتمنعها من الانتشار».

أكرم عابدين

ويتابع: «إن تناولها يكافح العدوى التي تسببها البكتيريا، مثل المكوّرات العنقودية و"السالمونيلا" والبكتيريا القولونية، وتعالج التهاب العيون، ينصح بتناولها من قبل المرأة المرضعة لأنها مدرة للحليب، كما تنفع في نزلات البرد والإنفلونزا، وتكافح السمنة فالثمرة الواحدة منها فيها 40 سعرة حرارية، وتساهم في تأخير ظهور علامات التقدم في السن، إضافة إلى أن الماء المستخرج من أوراق وجذور "الكرامبولا" يعالج الصداع والقوباء الحلقية وجدري الماء، إلا أنه لا ينصح بتناولها لمن يعانون أمراض الكلى، بسبب عدم قدرتهم على التخلص من مركبات سامة للجهاز العصبي».

باسم بلقيس