زهرة الجمال التي لطالما متع الناس نظرهم بها في ريف وقرى الساحل السوري، وكثيراً ما انتظروا تفتحها في الربيع لكي يغنوا لها أغاني العشق والجمال، حتى إنهم سمّوا بناتهم باسمها تيمناً بجمال "التوليب".

في هذه الأيام (بين شهري آذار وآيار) ينتشر التوليب بكثافة في قرى الساحل السوري ومنها قرية "جيبول" التي تعيش فيها المدرسة "نورا نوفل"، وتقول "نوفل" لمدونة وطن "eSyria": «هي زهرة رائعة موسمها قصير وذات لون أحمر مائل إلى "الأورانج"، أخشى عليها من الانقراض نظراً إلى حجم القطف الجائر لها، في قريتنا ما تلبث أن تتفتح حتى يشن الناس هجوماً عليها ويقطفون منها باقات يزينون منازلهم بها، بالنسبة لي أحبها كثيراً وأشعر بأنها تشبهني وتخفي بداخلها الإخلاص والمشاعر الجميلة».

إنها زهرة بلا رائحة وتكمن أهميتها بقسوتها وصمودها المرافقين لجمالها وهي مرغوبة جداً في العالم، حيث يتم وضعها في "فازات" الزهر (المزهريات) خصوصاً في المكاتب والمنازل، وتعدّ الأشهر في العالم للمكاتب

والتوليب زهرة برية سورية تنتشر في جبال الساحل السوري على ارتفاعات تفوق 900م، ويقول الباحث "إياد السليم" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" في 16 شباط 2014 عن مواقع انتشارها: «تنتشر في عدة مناطق سورية في الداخل والساحل وبأنواع أو ألوان مختلفة منها "الأبيض، البني" و"الأحمر" وهو اللون المنتشر في الساحل، حيث نجدها في المناطق التي ترتفع فوق 900 متر وهي البيئة المناسبة لنموها، كما أنه يمكن العثور على بعضها في الوديان والجرود التي ترتفع أكثر من 400م عن سطح البحر».

زهرة التوليب

يعدّ "التوليب الأحمر" (الساحلي) من أجمل الأنواع في العالم، ويوجد وسط الزهرة رسمة مميزة بعكس الأنواع الأوروبية التي غالباً ما تكون ذات لون واحد لا يتخلله أي إضافات.

لكن "التوليب" يبقى زهرة الزينة والجمال فقط، ويقول "السليم": «إنها زهرة بلا رائحة وتكمن أهميتها بقسوتها وصمودها المرافقين لجمالها وهي مرغوبة جداً في العالم، حيث يتم وضعها في "فازات" الزهر (المزهريات) خصوصاً في المكاتب والمنازل، وتعدّ الأشهر في العالم للمكاتب».

رسمة التوليب

تراجع أعداد "التوليب" يعلله "السليم" بالقول: «ينمو التوليب في الأراضي المكشوفة وقد يصل ارتفاع النبتة فوق التربة إلى 30سم، لكنني لم ألحظ وجوده يوماً بين الأحراج، وزهرة "التوليب" تنمو من بصلة وهي تتضرر من حراثة الأرض وهذا السبب وراء تناقص أعدادها».

اللافت أنه ورغم اهتمام الناس بهذه الزهرة إلا أنهم لا يزرعونها في منازلهم وحدائقهم، ويوضح "السليم": «صحيح أنها زهرة جبلية رائعة منتشرة ولكنها ليست شائعة، وعلى الرغم من جمالها فإنك لا تجدها مزروعة في البيوت الجبلية، من أسباب ذلك هو عمق بصلتها الكبير تحت التربة، فإذا أردت اقتلاعها قد تحفر وتحفر دون جدوى».

الباحث "إياد السليم"

سحر هذه الزهرة يجذب عدسات المصورين لها، ويقول المصور الضوئي "مازن يونس": «أنتظر موسم الربيع انتظاراً حتى أصوب عدستي نحو هذه الزهرة الجميلة وألتقط عشرات الصور لها في مناطق مختلفة وأشكال وأساليب متنوعة، فهي زهرة ساحرة تحفز عين المتلقي للنظر إليها بإعجاب، وكم هو جميل أن تنقل إلى الناس الجمال عبر حقل من التوليب الجميل في صورة ضوئية».

جدير بالذكر أن التوليب زهرة من ضمن المنظومة البيئية السورية ولها دورها في عملية التوازن.