عشقُها لعالم الأطفال وقدرتُها على التعبير عن أفكارهم ومحاكاة عقولهم باحترام، جعلها واحدةً من الكتاب المتألقين في مجال كتابة القصة والسيناريو الموجهين للطفل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "ضحى جواد" بتاريخ 7 كانون الثاني 2020 لتتحدث عن موهبتها فقالت: «درست العلوم الطبيعية وعلوم الحاسوب، بالإضافة إلى اهتمامي وحبي للأدب العربي والعالمي. بدأت أشعر أنّ لدي موهبةٌ أدبيةٌ حين كنت في المرحلة الثانوية، وتنبأ لي وقتها مدرس اللغة العربية "محمد محسن" بمستقبل أدبي.

في الصيف الماضي نفّذت نشاطاً لمجلة "أسامة" برفقة الكاتبة "رنا محمد" في معرض الكتاب الذي أقامته مكتبة الأطفال العمومية في "اللاذقية"، حيث التقت الأطفال وعرفتهم بالمجلة، وقامتا بتوزيع نسخ عليهم، فالكاتبة "ضحى" ناشطة على أرض الواقع، تحب المجلة وتحاول تطوير أدواتها باستمرار، وحديثاً كتبت مواد إعداد لباب "لبيب وعلوم الحواسيب" في المجلة، ونشرت قصة "المدينة الغارقة" في مديرية منشورات الطفل، إضافةً إلى نشرها في دور نشر عربية، هي كاتبة لديها طموح ودقة في مجال العمل للأطفال

بدأت بالعمل على تطوير موهبتي في الكتابة بعد أن أنهيت دراستي، وبعد زواجي وإنجابي لثلاثة أطفال، وكنت لا أفوت أي فرصة لصقل موهبتي في الكتابة وتطويرها سواءً بالقراءة والاطلاع أو بالبحث والدراسة، شاركت في عدة ورشات للكتابة، ودورات تدريبية أقيمت للكتابة الإبداعية في مجالات: القصة والرواية وكتابة السيناريو، إضافةً إلى مشاركتي عن طريق الإنترنت بمشاريع على المستوى العربي في مجال الكتابة للأطفال بغية تطوير مهاراتي الكتابية والاستفادة من ذوي الخبرة والتواصل مع الكُتَّاب العرب في هذا المجال، مثل الدكتورة "نبيهة محيدلي" في مشروع "تمتين" الذي أقامته "دار الحدائق" اللبنانية، ومشروع "إدراك" وغيرهم».

غلاف قصة منشورة لها

وعن دوافعها لاختيار مجال الكتابة للطفل تقول: «بدأت الكتابة في مجال القصة والسيناريو للأطفال منذ أربع سنوات، كان أول عمل أعددته وكتبته للأطفال برنامج إذاعي من ستين حلقة بعنوان "صندوق العجائب" بثّ على محطة إذاعية عراقية في مدينة "النجف"، وهناك كثير من الدوافع تجعلني أكتب للأطفال أولها حبي للأطفال وانبهاري بعالمهم الجميل، وإيماني بأهمية هذه المرحلة في تشكيل شخصية الإنسان، وحساسية هذه المرحلة وخطورتها في توجيه اهتمامات الطفل وميوله، كما لمست الحاجة الماسة للمزيد من التوجه والاهتمام بما يقدم للطفل، فعالم الطفل ليس ببعيد عني فالطفلة المرحة الفضولية كثيرة التساؤل والمندهشة دائماً ما زالت في داخلي، كما أنّ مرحلة الأمومة مع أطفالي أغنتني كثيراً، وجعلتني أفهم وأعايش مراحل الطفولة خطوة بخطوة، وكوني أعمل مدرسة كل ذلك جعلني قريبة جداً من الأطفال وعلى تواصل دائم معهم في مختلف شرائحهم العمرية والتعليمية الأساسية والثانوية، أعرف كيف يفكرون، وبماذا يحلمون، وما هي مشكلاتهم واهتماماتهم، وماذا يحبون وماذا يكرهون، وما الذي يشدهم للكتاب، وما الذي ينفرهم منه، فأقترب من عقل الطفل، أحترمه وأسعى للارتقاء به ولا أستهين أبداً بذكاء الطفل».

وعن أعمالها تتابع قائلةً: «أنشر في مجلتي الأطفال "أسامة" و"شامة"، ومن القصص والسيناريوهات التي نشرت لي؛ "سنجوبة لا تشبه أرنوبة"، "كتاب الحكايات"، "صبوح وبحبوح"، "أزهار النرجس"، "جاء العيد"، "أين الدجاجة السوداء؟"، "العلبة الغريبة"، "إنه فصل الخريف"، وغيرها. كما صدر لي قصة بعنوان "المدينة الغارقة" عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وأخرى قيد الإصدار بعنوان "رحلة دافئة وملونة " عن دار "أشجار العربية"، وحصلت على جائزة المرتبة الأولى في مسابقة "القصة الموجهة للأطفال" لعام 2019 عن قصة "النظارة السحرية"، وكانت الجائزة حافزاً للعمل وتقديم الأفضل، وهي مهمة كثيراً بالنسبة لي؛ فقد أعطتني مزيداً من الثقة بالنفس والدعم المعنوي، وأيضاً حمّلتني مسؤوليةً إضافيةً لما أحمل من مسؤولية تجاه الأطفال والكتابة لهم، فهذا المجال صعبٌ لأننا ككُتَّاب أطفال نواجه تحديات كبيرة أمام إغراءات العالم الإلكتروني للأطفال وانجذابهم له في كثير من الأحيان بشكل سلبي وغير مراقب سواء في الألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال محطات التلفزة العديدة الموجهة للأطفال، وللأسف معظمها ذات محتوى رديء، وعلى الصعيد الخاص أحرص دائماً، رغم صعوبة الأمر للتوفيق بين أسرتي وعملي، والكتابة التي تحتاج إلى المزيد من العمل والتعلم فكلما تعلمت شيئاً جديداً أشعر أني أصغَر وأحتاج إلى وقت أكثر لأكبر».

أثناء استلام الجائزة

من جهته "قحطان بيرقدار" شاعر ورئيس تحرير مجلة "أسامة" يقول عنها: «هي كاتبة مميزة من جيل الشباب، بدأت معرفتي بها منذ عامين من خلال مراسلتها لمجلة "أسامة"؛ حيث أرسلت إلينا قصصاً سردية للأطفال فيها لمسة خاصة، وتفاءلت بها، ثم دعيتها مباشرةً إلى كتابة السيناريو أو الكوميك، وأصبحت ترسل إلينا سيناريوهات ذات أفكار مميزة تخص طفل اليوم ومفردات عالمه، إضافةً إلى قيم تربوية مهمة تطرحها بأسلوب لطيف، وأصبحت تشكل اليوم في المجلة ثنائية مع الفنان "أحمد حاج أحمد"، الذي يترجم السيناريو رسوماً حسب رؤيته الفنية، وأحد السيناريوهات المهمة التي نُشرت لها بعنوان "العلبة الغريبة" وهدفه نشر الوعي بين الأطفال حول مخلفات الحرب، وحازت حديثاً المركز الأول في مسابقة "القصة القصيرة الموجهة للطفل" التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب، وكنت أحد أعضاء لجنة التحكيم، شعرت أنّ قصتها "النظارة المسحورة" مميزة وجديدة من ناحية الطرح حيث تريد إيصال فكرة تقبّل ارتداء النظارة للطفل بأسلوب جذاب وعرض سلس، وأعتقد أنّ عملها في التدريس ساعدها على دخول عالم الأطفال، فاحتكاكها بهم يساعدها على فهم عالمهم والتعبير عنهم بشكل فعال».

ويتابع: «في الصيف الماضي نفّذت نشاطاً لمجلة "أسامة" برفقة الكاتبة "رنا محمد" في معرض الكتاب الذي أقامته مكتبة الأطفال العمومية في "اللاذقية"، حيث التقت الأطفال وعرفتهم بالمجلة، وقامتا بتوزيع نسخ عليهم، فالكاتبة "ضحى" ناشطة على أرض الواقع، تحب المجلة وتحاول تطوير أدواتها باستمرار، وحديثاً كتبت مواد إعداد لباب "لبيب وعلوم الحواسيب" في المجلة، ونشرت قصة "المدينة الغارقة" في مديرية منشورات الطفل، إضافةً إلى نشرها في دور نشر عربية، هي كاتبة لديها طموح ودقة في مجال العمل للأطفال».

سيناريو "العلبة الغريبة"

يذكر أنّ الكاتبة "ضحى جواد" ولدت عام 1982 في بلدة "الفوعة" محافظة "إدلب"، تعمل مدرسة وتقيم في "اللاذقية".