بدأت الكاتبة "حسناء كردية" كتابة القصة من خلال تدوين قصصها اليومية التي تلامس هموم المجتمع بكل ما فيها، فتنوّعت هواياتها الفنية والأدبية، لكنها وجدت الكتابة فضاءً واسعاً للتعبير عن الواقع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 كانون الثاني 2018، الكاتبة "حسناء كردية"، فتحدثت عن نشأتها قائلة: «بيئتي في المنزل على درجة عالية من الثقافة؛ فوالديّ يهتمان بهواياتنا وكيفية تنميتها وتطوير قدراتنا الذهنية بما يناسب ميولنا، إضافة إلى الدراسة محور الاهتمام الدائم. وعمل والدي على تطوير تفكيري العلمي وهواياتي، كالرسم والموسيقا والقراءة، وكان يحضر قصص الأطفال ضمن مجموعات، ومع تقدمنا بالعمر أصبح يحضر الكتب ويختار مضمونها بما يناسب أعمارنا؛ وهو ما أدى إلى وجود مخزون ثقافي وفكري ولغوي لديّ، لكن الدراسة والاجتهاد لتحقيق الهدف له الأولوية الكبرى؛ وهذا ما برهنته بتخرجي في كلية الهندسة الكهربائية، قسم الإلكترون، فالنجاح في الدراسة كان دافعاً للسعي إلى الهدف في الحياة والهوايات».

العباب وأناشيد النوارس متبوعة برقصة لنثرات الفضة التي تنشرها خيوط الشمس الساقطة على صفحة مائه، فتتقاذفها مويجاته، وتتزين بها لتبدو كعرائس صغيرة تدور في حلقة رقص واسعة

هواية القراءة ساعدت الكاتبة "حسناء" على دخول عالم الأدب، تقول عن تجربتها: «تميزت بالتعبير وتنوّع الصور الخيالية في المرحلة الإعدادية، وبقيت إلى مرحلة متأخرة مجرد هواية، حيث تفرّغت لدراستي الجامعية، ثم عدت تدريجياً إلى كتابة الخاطرة والقصة القصيرة، فالقراءة المستمرة طوّرت قدرتي على الكتابة، كما أن الدعم والنقد البنّاء من محيطي الاجتماعي ساهم في صقل موهبتي أيضاً. انطلقت من الواقع الاجتماعي والإنساني لسرد مجموعتي القصصية وتزيينها ببعض الصور الخيالية، حيث يكاد القارئ يقرأ واقعه وواقع مجتمعه في قصصي، وكانت قصتي الأولى "الرصاصة لا دين لها" نابعة من الواقع والظروف التي نمرّ بها، واستطعت كتابة القصة بحبكات مختلفة، لكن اخترت الحبكة الأقرب إلى القارئ بطريقة تصل إلى قلبه».

الكاتبة حسناء في إحدى الأمسيات

وتتابع القول: «أحس بحرية التعبير من خلال القصّة بالتفاصيل والشكل الذي أريده، والقصة أقرب إلى القراء، وأستطيع أن أعبر عن الناس وأكون لسانهم، وألتزم عناصر القصة التي تعدّ مَلَكة بالنسبة لي، كما استقيت ألفاظي وعباراتي من تراكم معلومات ومخزون ثقافي، ومرجعي اللغوي الأساسي القرآن الكريم الذي صنع لغتي وجعلها قوية».

في قصة "أنّات العصافير" تقول:

الكاتبة أميرة الكردي

«العباب وأناشيد النوارس متبوعة برقصة لنثرات الفضة التي تنشرها خيوط الشمس الساقطة على صفحة مائه، فتتقاذفها مويجاته، وتتزين بها لتبدو كعرائس صغيرة تدور في حلقة رقص واسعة».

الكاتبة "أميرة الكردي" تتحدث عنها قائلة: «تنتمي الكاتبة "حسناء" وبجدارة إلى بيئتها، فتخطها كلمات حالمة على الورق موغلة في قصّها إلى أعماق ذلك الأزرق، حائمة حول لجتها البحرية ترقبُ بتبصر تلك النوارس الجميلة ومن خلفها الأفق البعيد تارة، ثم تعود مجدفة بكل براعة إلى شط حروفها المزدانة بالبهاء تارة أخرى. ومن هنا تنبع أهمية الكتابة التي لا تأبه بكلمة المستحيل، بل تجعله مستطاعاً تطوله أيدينا بكل يسر وسهولة، من القلم الذي لا يكتب وحده العنوان الذي توسم به المجموعة، والذي يحمل عتبة الدخول إلى القصص وعناوينها الداخلية، التي جاءت على التوالي منسجمة مع مقولة الكاتبة، فالقلم له قيمة رمزية كبيرة لا يستطيع أي أحد أن يتنكر لها، لكنه في نهاية المطاف لا يكتب وحده، وأغلب الأحيان يكون مداده حبراً من دم الكاتب وروحه، فالكاتبة "حسناء كردية" تقف على حافتي الحلم والانتظار لتفتح الدرب أمام الكلمات وتجعل منها نجوماً في السماء، وشجيرات ياسمين فوق هذه الأرض، وقد رصعتها بالأمل الطالع من روحها لتزهر في القلوب التي تصل إليها».

مجموعتها "القلم لا يكتب وحده"

الجدير بالذكر، أن الكاتبة "حسناء كردية" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1980، ولديها مجموعة قصصية مطبوعة بعنوان: "القلم لا يكتب وحده"، وشاركت في أمسيات أدبية كثيرة، ويوم الثقافة لوعي الحياة عام 2017.