"حيّان الحسن"؛ شاعرٌ عفويّ ينثر خواطرَه وهواجسه على الورقِ، يتعثّر مرّةً وينجحُ مرّةً، لكنّه يبقى محافظاً على صدقهِ وحساسيته الشّعرية...

مدوّنة وطن "eSyria" التقت الشّاعر، في 26 كانون الثاني 2014، وكان معه هذا الحوار:

عرفتُ "حيّان" صديقاً وعشتُ معه تجاربه الشّعرية الأولى، وتبادلنا الآراء والانطباعات، وقرأتُ له مؤخّراً "صهيل الرّحيل"، فهو الشّاعر المرهف الحسّ الذي لديه الأفضل دائماً

  • كسؤالٍ افتتاحيّ؛ لماذا اقتحمتَ عالم الأدب، وبمن تأثّرت؟
  • الشاعر يقرأ بعض نصوصه

    ** قرأت الكثيرين من الأدباء، مثل: "نجيب محفوظ"، و"جبران خليل جبران"، وأعجبني "جبران" الكاتب، فمعظم ما كتبه يلامس القلب ويحاكي الرّوح ويبقى أثره في النفس طويلاً، وفي مجال الشّعر قرأتُ كثيراً من قديمهِ وحديثه، وتأثرت بالشّاعر "محمّد الماغوط"،هذا الشّاعر الذي أحدث ثورةً في قصيدة النثر.

    أمّا عن سبب اقتحامي لعالم الشّعر فهو رغبتي في إيصال الكلمة الصّادقة والصّورة إلى القرّاء، وتحقيقِ حلمٍ لا يكفّ يطرق نوافذَ الذاكرة التوّاقة إلى البوح والحبّ.

    الديوان الأول للشاعر

  • في نصوصك مدّ واضحٌ للخاطرة، فكيف أبقيتَ على خيط الشّعر فيها؟
  • ** عندما أبدأ كتابة النّص أطلق العنانَ لروحي لتسبحَ في فضاءات الحلم وتنتقي ما تشاء من نفائس المفردات، وهذه الحالة هي انعتاق الرّوح وإبحارها في جوّانيّة المعنى، فإن أردنا للنّص والخاطرة أن يكونا مقنعين ويصلا إلى قلب ونفس القارئ، فلا بدّ أن يُعطّرا بعبق الشّعر وياسمينه ويندمجان فيه.

    الديوان الثاني

  • هل حظيت بما تستحق من النقد؟ وكيف تنظر إلى النقد الشعريّ؟
  • ** هو ليس نقداً، وإنما قراءات انطباعيّة تمّ تناول الجوانب الإيجابية لديوانيّ شعري دون التطرّق والتعرّض إلى السّلبيات، وكم كنت أودّ لو تناولوا السّلبيات قبل الإيجابيات، ومن خلال التركيز على السّلبيات يمكن تداركها فيرتقي الأسلوب وينضج الشعر، وأذكر من الكتّاب الذين قاموا بالكتابة عن شعري، الناقد "نعمان حميشة"، والشاعر "عماد جنيدي".

  • في ديوانك "صهيل الرحيل" الذي كرّسته للأمّ، مسحة حزنٍ وانكسارٍ معجونين بالإصرار وحبّ الحياة، كيف تقرأ ذلك؟
  • ** ودّعتني أمّي منذ الطّفولة وأغمضتْ عينيها للقدر، ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث عنها في صمت أوراقي وفي صهيل حروفي وبوح القلم، وكثيراً ما أراها تهيم في أفقي وتمسحُ حزني وتعبَ الأيام، فالغياب ترك في حياتي هذا الحزن وسبّب لي الألم، وأنا أحاول رسم ملامح أمّي بالكلمات واحتضان طيفها بالبوح، فمن غيابها تعلّمت أبجدية الحزن وكتبتُ الشّعرَ كإصرارٍ على الحياة في وجهِ الموت والغياب.

  • اغترابك لمدّة خمس سنوات في "إيران"، ماذا أضاف إليكَ شعريّاً؟
  • ** استطاعت الغربة إلى حدّ كبير أن تؤثّر في مسيرتي الشعرية، وخلقتْ عندي حالةً خاصّة مررتُ بها ومازلتُ أتحسّسها أثناء الكتابة، وهذه الحالة هي خليطٌ من الألم والفرح والحنين والانكسار، فالغربة وإن زادت في نزفِ جراحي، فهي في الوقت نفسه لفّتني بوشاحِ الأمل والحلم.

  • كتبت القصّة أيضاً، لماذا لم تفكّر في نشر مجموعة قصصية تدعم نتاجك الشعريّ؟
  • ** بشكلٍ عامٍ، أنا راضٍ عن كلّ ما أكتبه، وأفكّر في نشر مخطوطاتي الشعريّة أوّلاً فهي الأقرب إليّ، ولكنّ المجموعة القصصية سترى النّور في الوقت المناسب.

    رئيس تحرير جريدة "الوحدة" الشّاعر "مالك الرّفاعي"، تحدّث عن تجربته قائلاً: «يأتي الشّاعر "حيّان الحسن" إلى كرمةِ الشّعر ليقطّفَ نجوم دراريها، ويحازي بريّة الوجد وارتعاشات النّدى، لتتدلّى العناقيد وتندى الرياحين، ويتبدّى المعنى واضحاً غامضاً، فيكتشف أفكاراً من أنوار الكلماتِ التي لا يحدّها قيدٌ ولا يحيطُ بها مدى، وهذا يتّفق مع الإبداع الفنّي الذي يكون لإيقاظ الإنسان أيّ إنسان، فيلقي ومضةً مهما كانت خافتة على ظلماتِ حزنه».

    الشّاعر "أبو الوفاء أحمد"، تحدّث بالقول: «هو شاعرٌ بوّاحٌ ، ولبوحه عطرٌ ورنينُ أسى لكنّه أسى نبيل، وإذا كان "غوته" يقول: "الشّاعر طفلٌ كبيرٌ"، فسنجد مصداقَ ذلك في شعر "حيّان"، فالبراءة والعفوية والبساطة والانسيابية تشكّل علاماتٍ فارقة في قصائده».

    قارئ الشّعر"هيثم البيشيني" أضاف: «عرفتُ "حيّان" صديقاً وعشتُ معه تجاربه الشّعرية الأولى، وتبادلنا الآراء والانطباعات، وقرأتُ له مؤخّراً "صهيل الرّحيل"، فهو الشّاعر المرهف الحسّ الذي لديه الأفضل دائماً».

    من ديوانه "ارتعاشات الذاكرة":

    "هكذا الغربة تبتلعنا بين أنيابها

    دوماً...

    نلتحف الغربة وننسى الطّريق".

    ومن ديوانه "صهيل الرّحيل":

    "مصلوب أنا..

    على شرفات الوقت

    تداهمني على عجلٍ

    رياحُ الحنينِ والصّمتِ

    وضحكةٌ من خجلْ..".

    يُذكر أن الشاعر "حيّان الحسن" من مواليد "دوير الخطيب"، "ريف جبلة" عام 1978، يحمل إجازة في الحقوق، وصدرت له مجموعتان شعريتان:

  • "ارتعاشات الذاكرة"، 2011.
  • - "صهيل الرّحيل"، 2013.