أمسية أدبية خالصة تلك التي دعا لها اتحاد الكتاب العرب مساء يوم الأربعاء "9/2/2011" وضمت نخبة من الشعراء والقاصين في محافظة اللاذقية "هيفاء بيطار، ملك حاج عبيد، عبد الكريم الخير، شعبان سليم، وفيق سليطين" وقد قدموا مجموعةً من القصائد والقصص القصيرة ذات المضمون الإنساني من جهة والأخلاقي من جهةً أخرى.

موقع eSyria حضر الأمسية التي أدارها أمين سر الاتحاد "محمد وحيد علي" وشهدت حضور عدد من الشعراء والكتاب والأدباء والتقى من بينهم الشاعر "قاسم أحمد" الذي تحدث عن القصص والقصائد الشعرية التي قدمت بالقول: «القصائد اليوم حاكت الواقع إلى حد ما وطرحت الأسئلة حول شجون الناس ومشكلاتهم وقضاياهم بعضها أجاب عن تلك الأسئلة وبعضها ترك الإجابة عنها للزمن القادم أو لمكان آخر ولرجال مختلفين.

أي عمل إبداعي معلن يخدم القضية حتى لو كان لوحة، في هذه الأيام الأديب ملزم بأن يثير قضاياه بطريقة تلميحية بعيدة عن المباشرة، لقد تطرقت إلى ثالوث الفساد (المال الحرام، الجنس الحرام، النفوذ الحرام) وأضأت على الواقع الذي انقلبت فيه الأمور وأصبح الباطل حقا والحق باطلا وآمل أن يكون ما قدمته قد حظي بقبول المتلقي

أما القصص فقد كانت من صميم التجربة الإنسانية باستثناء قصة الأديبة "ملك حاج عبيد" فهي كانت مقتطفة من رواية لها فلم تصل فكرتها إلي على نحو كامل».

عبد الكريم الخير

موضوع الأخلاق وتدني المستوى الخلقي لدى الكثيرين قضية تطرق لها الأديب "عبد الكريم الخير" من خلال القصة التي قرأها، الأديب "الخير" تحدث عن قدرة قصته على خدمة "القضية" وقال: «أي عمل إبداعي معلن يخدم القضية حتى لو كان لوحة، في هذه الأيام الأديب ملزم بأن يثير قضاياه بطريقة تلميحية بعيدة عن المباشرة، لقد تطرقت إلى ثالوث الفساد (المال الحرام، الجنس الحرام، النفوذ الحرام) وأضأت على الواقع الذي انقلبت فيه الأمور وأصبح الباطل حقا والحق باطلا وآمل أن يكون ما قدمته قد حظي بقبول المتلقي».

ومن القصة التي قرأها الأديب الخير نقتطف لكم مقطعين صغيرين: (في المطعم الفاخم أطلت الغيداء الفاتنة توزع ابتساماتها على الحضور وتنشر عبقها الشهواني ينهمر من مفاتن أصرّت على ابرازها، لاحقتها بعينين جائعتين ضحك حلمي بخبث ثم دعاها إلى طاولتنا).

هيفاء بيطار

(سرعان ما أصابني استسلام طفل محروم وقع على مائدة السلطان، نسيت مكانتي وزوجتي وأطفالي ونسيت المثل والأخلاق التي مازلت متمسكا بها، بل نسيت الجالسين حولنا ونظراتهم الفوقية للباس المتواضع وحضوري البائس، شغلتني غيداء ملكة جمال الفنادق كما قدمها لي حلمي بك).

من جانبه الدكتور "وفيق سليطين" قرأ بعض القصائد من مجموعة شعرية قيد الإصدار وقد تميز من وجهة نظر الجمهور بقدرته على الإلقاء وبقصيدة "الفرات" وعن ذلك يحدثنا قائلاً: «طريقة الإلقاء الجيدة تعود إلى الطبيعة الشخصية والى النص الملقى كثيرون لا يملكون موهبة الإلقاء وقد تكون هذه الحالة متفاوتة، قصيدة "الفرات" لها خصوصية بالنسبة لي وهي أن الشاعر "أدونيس" كتب عن "صقر قريش" عندما طارده العباسيون وعندما عبر الصقر الفرات تبعه أخوه الصغير لكنه لم يقو على ماء النهر فكان الصقر يتلفت إليه والخيول على الشط تناديه عد ونحن نعطيك الأمان، "أدونيس" كتب عن الصقر وأنا تخيرت أن أكتب عن الفتى وهي حالة إنسانية ودرامية عالية».

وفيق سليطين

وعن رأيه بفكرة الجمع بين القصة والقصيدة في أمسية واحدة قال "سليطين": «القصة مع القصيدة قد تكون سائغة بشروط أولها أنت تكون القصة رشيقة محدودة الطول وأن يتصرف القاص تصرفاً فنياً بإلقائها لكي يتناغم معها الجمهور ولا يمل فالسمع وحده لا يكفي، ويمكن أن تكون القصة لها شعريتها شرط أن تكون صالحة للصفة المنبرية فهناك قصص وقصائد تحتاج إلى إعادة قراءة وتمعن ولا يمكن للمتلقي أن ينسجم معها إلا من خلال الكتاب وهنا السمع لا يخدم الحالة الأدبية والثقافية».

الشاعر "شعبان سليم" الذي صعد المنبر وارتجل قصيدة قصيرة توجه بها إلى الشاعر "محمد وحيد علي" تحدث لموقعنا عن ضرورة أن يرتجل الشاعر أمام الجمهور وقال: «القصيدة كائن حي وعليك أن تتعامل معها على أنها كذلك والارتجال أمر له حيويته وأهميته والقدرة على الارتجال تعود إلى ثقافة الشاعر وتملكه لأدوات اللغة إلى جانب الحس الشعري، وقد آثرت أن أرتجل بعض الكلمات للزميل محمد قبل أن أقرأ مقاطع تفعيلية من ديواني القادم.

جمهور "جبلة" يحب الشعر وهذه الأمسية الثانية لي خلال أسبوع وقد لاحظت اختلاف جمهور اليوم عن جمهور الأمس رغم قلة الأعداد في اليومين، كما لفت نظري هذا العدد الكبير من الشعراء الحاضرين وكنت أتمنى أن يساهم ذلك في خلق حوار شفاف حول ما قدم لكن النقاش وللأسف كان محدوداً».

الشاعر "سليم" قدم مجموعة قصائد منها واحدة بعنوان "القصيدة" قال فيها: (أهدت مفاتنها القصيدة لليراع فعربدا... واخضل.. من أرقٍ.. يفتش عن خيوط الحسن صوتا هاجدا.. جسد تثاقل.. أرّقته مفاتن الكلمات في شغب اللمى.. هل يستريح شهابه أم يسرق الليل البهيم إلى السما).

السيد "علي حمدان" الذي تحول مؤخراً إلى متابع للحراك الثقافي في المدينة قال في حديث خاص بموقعنا: «سمعنا قصصاً هادفة وخصوصاً تلك التي قرأتها الدكتورة "هيفاء بيطار" والتي تطرقت فيها إلى الإنسانية وحقوق المرأة وتفضيل الرجل عليها وكنت أتمنى لو أنها لم تغادر قبل نهاية الأمسية لأنه كان مهماً جداً أن تشارك في الحوار وتجيب عن الأسئلة.

كما أن القصة التي ألقاها الأديب "الخير" والتي تطرقت لموضوع الأخلاق وعكس المقاييس الخلقية كانت قصة بالغة الأهمية من وجهة نظري ومن وحي الواقع، ولن نبخس الشعر حقه هو أيضاً كان على مستوى عالٍ، لكن لي عتب على قلة الجمهور وأعتقد أن السبب في ذلك هو ضعف الإعلان عن الأماسي وأرى أنه من الضروري أن تتم دعوة أصدقاء المركز الثقافي بواسطة رسائل الجوال أسوةً بما تفعله الجمعيات الأندية والمقاهي الثقافية في المحافظة والتي تشهد حضوراَ أكثر من المركز الثقافي في "جبلة" وخصوصاً جمعية العاديات».

الجدير بالذكر أن اتحاد الكتاب العرب دعا إلى أمسية جديدة يوم الأحد القادم يشارك فيها مجموعة من الشعراء والكتاب من بينهم "مالك الرفاعي" أمين تحرير جريدة الوحدة والشاعر "قاسم أحمد".