إنها مديرة المسرح القومي في "اللاذقية" وهي الشاعرة التي أسهمت في إرساء الحركة الشعرية في "اللاذقية" وجعلتها بمكان مهم، لها رؤيتها في تسطير النغم الشعري وبلورته ليتحول إلى قصائد راقصة لها العديد من الدواوين الشعرية إنها الشاعرة "مناة الخير" والتي تحدثت إلىeLatakia في الحوار التالي:

  • كيف ترين التجديد الشعري من حيث الصياغة والرؤية الهيكلية للقصيدة؟
  • ** لا أرى مانعاً في التجديد في الهيكلة الجديدة للقصيدة، طالما أنه يبقى ضمن إطار هذا الفن، وقد تُسقطُ الغابة أوراق أشجارها، لتزهر أوراقاً جديدة، لكنها لا تتخلى عن الأشجار، وإلا فلمن تعود كغابة. والجمال مشترك بين المؤدي للفن (كاتب، مسرحي، موسيقي... إلخ) وبين المتلقي، ولا وجود للكتابة الفردية (على سبيل المثال)، فلربما يأتي يوم ما وتُقرأ هذه الكتابات على بعض الأشخاص.

    الشاعرة مناة

  • كيف تتذوق الشاعرة "مناة الخيِّر" الشعر، وهل ترى من فرق بين الشعر الحر والشعر العمودي، وهل من حالة خاصة تقارب بينهما لنحصل على حالة شعرية خاصة؟
  • ** تذوقي للشعر موقّع، أي أنني أتذوق الشعر الذي يحوي موسيقا، فأنا أتعب عند قراءتي للشعر الفاقد للموسيقا الشعرية، ولا أرى أن قصيدة النثر أو الشعر الحر فاقدة للحالة الشعرية في حال احترم الشاعر الحالة الإنسانية التعبيرية في أرقى درجاتها، وأرى أن الشعر ليس لغة لكنه وسيلة، وليس صوراً لكنه أحد أوجه الصورة، وليس أفكاراً لكن الأفكار أعمدته.

  • تكتبين بأسلوب خاص وبلغة جزلة وروح مميزة فتستخدمين تعابير وتراكيب خاصة تمزجين بها رقة وصلابة البحر ضمن نص شعري له حالة خاصة كيف تقومين بهذا الدمج السحري؟
  • ** لا أفتعل اللغة العربية الرائعة، بل هي التي تفتعلني، فهي تتغلغل فيّ، وأنا لا أبحث عن ألفاظ، إنما هي تخرج تلقائياً، أنا شخص ترابي، والماء يكملني لأصبح من طين، وعلينا أن نستخرج ما بداخل الشعر من طاقات، فاللغة الشعرية عليها أن تكون هذا وذاك، أن تكتسب الرقة والقوة، الحركة والصلابة، دون أن تتناقض، بل أن تنسجم تلك المكونات بشكل سلس وعفوي، والشعر ليس حالة خاصة، بل هو تراكم حضاري وفكري وثقافي، وهو صلة وصل بين الشاعر والمتلقي، أعتقد أن الشعر وجد ليُغنَّى، وهذا الغناء كان لتبديد الوحشة والتعبير عن النفس، فأنا لا أرفض الشعر الحر، لكني أرفض هذا الاستعجال في روح الشباب، فعليه أن يدَّخر هذه الطاقات لتعطي في المستقبل الوقود لتكرس القصيدة كاتبها كشاعر، للشباب حق التجربة والاختيار، لكن عليه أن يعمل على قصيدته بتأن كي لا يصبح كالزهور الموسمية في يوم من الأيام.

  • الزمان والمكان في الرواية التي تكتبينها يختلطان بين الماضي والحاضر؟ ماذا تريدين القول في الرواية والتي هي الاهتمام الثاني بالنسبة لك بعد الشعر؟
  • ** الزمن والمكان يختلطان حتى في الشعر ومن خلال النسبية تنظر لها وهي تغير كل شيء وتتحكم وإذا استطعت أن تمسك بخيط النسبية تصبح الدقيقة سنة والسنة دقيقة وهذا أمر مفروغ منه إذا استطعت أن تكثف وتمسك اللحظة الهاربة بحرارتها وصدقها وتدفقها وتستطيع أن تشتغل عليها وإذا تركتها لفترة تفقد بريقها ولا تعود متوهجة فموضوع الزمان موضوع هو حالة الدخول في النسبية فكل شي نسبي هو بنسبية الزمان والمكان وعندما تنظر إلى حالة محددة وصغيرة على أنها ضخمة تشعر بأنك سقطت في الهوة إلا أن تكون هذه الحالة بتوهجها فأنت تقتطف من الزمن برهة معينة وهي لحظة لقاء وفرح وحزن وتستطيع أن تحولها إلى لوحة سواء بالكلمات أو بالشعر أو بالرواية وإذا لم يتخلل العمل الإبداعي هذه النقاط المتوهجة يكون فارغا وإذا لم يهزك العمل الذي تكتبه فلن يهز الآخرين.

  • اليوم نرى الرواية تتخبط بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً والشعر؛ أين مخطط الرواية العربية وهل الجوائز تحقق من مصداقيتها عربياً؟
  • ** لا شك أن هناك نقلة مهمة في الرواية العربية وأصبح لها حضور عربي وعالمي ولكن لا نزال بحاجة، ويقول النقاد الرواية ليست عربية وإذا عدت إلى نشأتها فإنك تراها في العالم العربي فنحن خسرنا الحكاية فهذا التجريب أعتقد أن الحالات هي حالة من حالات الانتكاسات الثقافية والعسكرية، فإذا أصبح لديك عدد كبير من الينابيع لا بد لها من وقت لكي تستقر وهي الآن تتخبط وهذا التخبط لا بد منه ليولد مولود جديد ونستفيد نحن من جميع المعطيات التي لدينا ليولد لدينا نتاج مهم.

  • ما جديد المسرح القومي الذي أصبحت مديرة له منذ وقت قصير؟
  • ** في الثلث الأول من القرن الماضي كان هناك نقص في الكتابات ولكن الحركة مستمرة فلدينا مهرجان ميلودراما ونحن بصدد استعادة المهرجان المسرحي في "اللاذقية" ونكثف جهودنا لأنه يعيد إلى "اللاذقية" دورها الإنساني والحضاري والمعرفي.

    من الجدير بالذكر أن الشاعر "مناة الخير" من مواليد "اللاذقية" 1951 صدر لها عدة دواوين وهي "يراودني الانعتاق" و"سراب الجهات" و"كاف الكمون".