كما الرسام يضع الألوان على لوحة الرسم فيخلق عالمه، كذلك الشاعر "جميل محفوض" يختار جمله المفعمة وينسج من خلالها عالماً سحرياً جميلاً يكتب فيه القصة القصيرة والشعر والمسرح.

موقع eLatakia التقى الشاعر "جميل محفوض" وكان الحوار التالي:

  • بداية السير على طريق الأدب وشغفك باللغة ماذا تحدثنا عن هذه المرحلة؟
  • الشاعر محفوض

    ** شغفت باللغة العربية وآدابها منذ تفتح وعيي فأحببت أدب القصة والرواية، وحينما قرأت الشعر وكان يسمى في المرحلة الابتدائية "النشيد" وجدتنـي أحفظ الأناشيد بسـرعة وعن ظهـر قلب، فاتجهت للقراءة والمطالعة دون تخيّر فكنت أقرأ كل ما يقع تحت يدي ونظراً للوضع المادي الصعب لجأت للمكتبة العامة أستعير منها ما يستهويني من عناوين ما شكل لدي تنوعاً غنياً بالآداب فقرأت الرواية والقصة والشعر والتاريخ بل اجترأت على بعض كتب الفلسفة، لكن الذي استهواني أكثر كتب الشعر والتاريخ وبعض المترجمات من الآداب العالمية.

    ومع بداية مرحلة المراهقة وجدت نفسي أحاول نظم الشعر الذي اقتصرت موضوعاته على الغزل ككل فتى يشعر بأولى توهجات العشق، ولا أنسى في بداية المرحلة الثانوية حينما كتبت قصة قصيرة وأرسلتها إلى إحدى الدوريات "مجلة سمر" وكم كانت فرحتي حينما وجدت قصتي منشورة، لكن الشعر هو الذي استهواني وشغفني حباً فانتهجته مركباً صعباً ما زلت أعاني وعورته حتى اليوم.

  • هل ترى أن القصيدة العاطفية تختلف عن القصيدة الوطنية في طريقة طرح المشاعر المتأججة عند الشاعر؟
  • ** للقصيدتين الوطنية والغزلية مشاعرها الجياشة، فحب الوطن لا يقل عاطفةً ووجداً عن عشق المرأة بل قد يفوقها عاطفة، وأستشهد بأمير الشعراء: وطني لو شغلت بالخلد عنه/ نازعتني إليه بالخلد نفسي.

    وذاك الشاعر الذي قال للمرأة :

    ولو لم تكوني فرنجية/ لكنت سعاديَ قبـل سعــاد

    ولكنني عربي الهوى/ عربي المنى عربي الفؤاد».

  • لماذا هذا التدفق الكبير من الشباب إلى عالم قصيدة النثر أو القصيدة الحديثة واقتحامهم لها؟
  • ** الساحة مفتوحة للجميع للكتابة بكل أجناس الآداب ولكن للشعر أياً كان جنسه مقوماته وأسسه وقواعده التي لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، وأغلبية الذين يكتبون اليوم لا يعرفون عن هذه الأسس والقواعد أي شيء لذلك تجدهم يصفّون المفردات المتناقضة والجمل الغريبة ويدّعونه شعراً لذلك فهم يستسهلون الكتابة بما يسمونه بقصيدة النثر، ومن هنا نجد هذا الكم الهائل من النتاج الذي يضيع كزبد على الرمال.

  • كيف ترى المشهد الشعري السوري؟
  • ** بين الحين والآخر ورغم الركام الهائل من الكتب والمجموعات التي تختنق بها المكتبات إلا أننا نجد بعضاً من الشعراء الجادين والمجددين مما يعطي الساحة الثقافية والأدبية في سورية نفحة من التفاؤل بأدباء وشعراء يحملون الشعلة لتبقى جذوة الشعر وهّاجة لا تنطفئ.

  • هل حقق الشعر السوري مكانته في أدبيات الشعر العالمي ولماذا هذا الخفوت في الأصوات الشعرية على عكس المراحل السابقة؟
  • ** لدينا شعراء في سورية طرقوا العالمية واستحوذوا اهتمامات الأوساط الثقافية والأدبية العالمية يدلنا على ذلك الكتب والمجموعات الشعرية لشعراء سوريين تترجم إلى أهم اللغات الحية، والأسماء عديدة، من المرحوم "نزار قباني" إلى المرحوم "ممدوح عدوان" وصولاً إلى "أدونيس" وغيرهم، الشعر بخير مادام المبدعون يتوالدون، وإذا لم نكن نسمع بتظاهرات شعرية لشعراء كبار كما في السابق إلا أنه لا يزال هناك مبدعون وإن قلّ العدد بعض الشيء.

  • هل تنصف الجوائز الشاعر في قصيدته؟
  • ** الشاعر الحقيقي لا يكتب لينال جائزة أو رضى النقاد وإنما يكتب للناس، للعطاشى وأصحاب الأفئدة والأرواح القلقة وذوي المشاعر الذاهلة، يكتب للخضرة والدماء وللقضايا التي تعني الناس ومن أجل الناس، فإذا جاءت الجائزة من الناس كانت مهرجان فرح للشاعر وكانت منصفة له وإلا فهي نوع من الرِّشا كالموظف الذي يقدم خدماته للذي يدفع.

  • ما الجديد عند الشاعر "محفوض"؟
  • ** جديدي أنني لا أزال أكتب الشعر بأجناسه وموضوعاته المختلفة وأشارك بشكل مستمر بالنشاطات الثقافية والأمسيات الأدبية التي أدعى إليها من وقتٍ إلى آخر وأحضّر حالياً مجموعتين من الشعر للطباعة إضافة إلى أنني أباشر حالياً كتابة نص درامي للتلفزيون.

    من الجدير بالذكر أن الشاعر "جميل محفوض" هو خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية ولديه ديوانان قيد الطباعة ويشارك في الفعاليات الثقافية والادبية في المحافظة والمحافظات الاخرى.