«نحن اليوم بأمس الحاجة إلى الكاتبة الأنثى الحقيقية» عبارة واقعية استقبلتنا بها الكاتبة والأديبة الناقدة "كلادييس مطر" في منزلها يوم الخميس 28/8/2008.

لا نكاد نذكر الأدب النسائي في "اللاذقية" خصوصاً و"سورية" عموماً إلا ويتبادر إلى أذهاننا أدب الكاتبة "كلاديس مطر".

نحن بأمس الحاجة إلى نقلة نوعية فيما يتعلق بالأدب النسوي السوري، وأقصد به الخروج من المواضيع التي تتعلق بالرجل وكل ما يدور في هذا الفلك. منذ فترة طويلة ونحن نقارب هذه المواضيع من زاوية واحدة وكان لا هم ولا هاجس للمرأة إلا هذه العلاقة. هناك سوء فهم كبير جداً فيما يتعلق بمعنى الجرأة التي تفهمها بعض أديباتنا خصوصاً المعروفات بتناولهن لقضايا الرجل ومشاعرهن تجاهه. إن أدبهن يشي بأن الحرية هي حقا تكمن من الانعتاق منه أو محاربته أو إلقاء اللوم والمسؤولية الكاملة عليه ثم تكريس هذه الفكرة المرة تلو الأخرى من عمل إلى آخر وكأن لا قضية للمراة إلا (هو). الحق أن الجرأة برأيي تكمن في اتخاذ موقف شفاف من العالم كله، وليس فيما يتعلق بالرجل فقط.! بالإضافة إلى أن التعبير الجنسي الحر الخارج عن أية ضوابط قد لا ينطوي فعلاً على هذا المفهوم العميق للحرية التي هي الآن هاجس الأدب والأدباء. إننا أكبر من أن نحشر معنى حريتنا في هذه الأمور فقط، بل نتطلع إلى التحرر الكلي كبنية إنسانية عانت كثيراً عبر حقب التاريخ وعبر الثقافة المنقولة التي هدت كياننا ومنعتنا من التفكير، إن الأمر يتجاوز حقاً علاقة المرأة بالرجل إلى أفق أرحب وأوسع، مع أنه من الأساسي والهام بمكان أن تتحرر هذه العلاقة من شوائبها القديمة وأن تبدأ بالظهور كقطعة موسيقية من دون نشاز، إن علاقة المرأة بالرجل هي علاقة تكامل وقد آن الأوان للأدب أن يتطلع إلى الأمر من هذه الزاوية وليس من الزاوية الانفصالية

هي اسم أدبي مكرس أثبت وجوده على الساحة الأدبية من خلال طيف من الألوان الأدبية ضم القصة القصيرة والمقالة والبحث والرواية والترجمة.

ولدت في وسط تعتبره مثالياً لنمو موهبتها الأدبية واحتضانها، درست الآداب الفرنسية في جامعة تشرين في "اللاذقية" وتخرجت منها 1984 ثم تابعت دراساتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

eLattakia التقى الأديبة الناقدة في مقابلة حملت الكثير من فكرها الأنوثي الوجداني البعيد عن التحيز والمسايرة، وذلك من دون أن يحمل هذا اللقاء أي طابع حواري جامد وإنما كان مفتوحاً ومتشعباً شاملاً للعديد من المواضيع التي تشغل بال الكاتبة الأنثى.

بداية اللقاء كان مع الأدب النسائي في سورية حيث شرحت لنا الأديبة ماذا تعني لها عبارة "الجرأة في السرد" و"حرية البوح على الورق".

تقول الأديبة "كلاديس مطر": «نحن بأمس الحاجة إلى نقلة نوعية فيما يتعلق بالأدب النسوي السوري، وأقصد به الخروج من المواضيع التي تتعلق بالرجل وكل ما يدور في هذا الفلك. منذ فترة طويلة ونحن نقارب هذه المواضيع من زاوية واحدة وكان لا هم ولا هاجس للمرأة إلا هذه العلاقة.

هناك سوء فهم كبير جداً فيما يتعلق بمعنى الجرأة التي تفهمها بعض أديباتنا خصوصاً المعروفات بتناولهن لقضايا الرجل ومشاعرهن تجاهه. إن أدبهن يشي بأن الحرية هي حقا تكمن من الانعتاق منه أو محاربته أو إلقاء اللوم والمسؤولية الكاملة عليه ثم تكريس هذه الفكرة المرة تلو الأخرى من عمل إلى آخر وكأن لا قضية للمراة إلا (هو).

الحق أن الجرأة برأيي تكمن في اتخاذ موقف شفاف من العالم كله، وليس فيما يتعلق بالرجل فقط.! بالإضافة إلى أن التعبير الجنسي الحر الخارج عن أية ضوابط قد لا ينطوي فعلاً على هذا المفهوم العميق للحرية التي هي الآن هاجس الأدب والأدباء. إننا أكبر من أن نحشر معنى حريتنا في هذه الأمور فقط، بل نتطلع إلى التحرر الكلي كبنية إنسانية عانت كثيراً عبر حقب التاريخ وعبر الثقافة المنقولة التي هدت كياننا ومنعتنا من التفكير، إن الأمر يتجاوز حقاً علاقة المرأة بالرجل إلى أفق أرحب وأوسع، مع أنه من الأساسي والهام بمكان أن تتحرر هذه العلاقة من شوائبها القديمة وأن تبدأ بالظهور كقطعة موسيقية من دون نشاز، إن علاقة المرأة بالرجل هي علاقة تكامل وقد آن الأوان للأدب أن يتطلع إلى الأمر من هذه الزاوية وليس من الزاوية الانفصالية».

سألنا الأديبة "كلاديس مطر" أيضاً لماذا اختارت أن تكون ربما أول كاتبة صياغة محترفة (Ghostwriter) في العالم العربي فأجابت: «الكاتب الصيَاغ المحترف هو كاتب يتلقف الأفكار من صاحبها بطريقة علمية دقيقة ويصيغها ضمن كتاب أكاديمي أو فني أو روائي أو سيرة ذاتية أو عائلية ذات شأن أو ما شابه مع الاحتفاظ باسم صاحبها على الكتاب بالطبع أو اسمه بالاشتراك مع اسم الكاتب إذا أراد ذلك، ليس الكاتب الصياغ مجرد ورقة بيضاء يكتب عليها صاحب الأفكار أفكاره، إنه فنان محترف ناجح معروف بقدرته على إيصال الفكرة بأمانة عالية، كما أن مهارته تكمن في مقدرته على الحفاظ على الاحترافية في الكتابة وجمال اللغة من دون الشذ عن صلب المضمون، هناك العديد من المفكرين والخبراء في مجال اختصاصهم ممن يملكون في جعابهم العديد من الأفكار العظيمة، هذه الأفكار الحبيسة والخبرات المسجونة في عقول هؤلاء هي عصارة وجودهم وأضعف الإيمان أن تكون متضمنة في مجلد أو كتاب يحفظها ويحولها إلى أداة إبداعية يمكن أن تفيد قارئها جيلاً بعد جيل.

إن إحساسي الدفين بالمسؤولية تجاه الأفكار الجيدة المفيدة هو دافعي الأول، صحيح أنه لا مجدَ أدبياً يحسب للكاتب بعد أن يصدر الكتاب باسم صاحبه، غير أن مجرد إطلاق هذه الأفكار هي مكافأة بحد ذاتها، والحق لنعترف هنا، الكتابة عمل في النهاية. إنها احتراف يومي وذلك متى توفرت الأفكار الجيدة، إنه لعمل ممتع، إبداعي، فيه الكثير من الترقب والحماس! عالم يتكرر بشكل مختلف مع أفكار جديدة مع كل كتاب جديد.

طرقت الأديبة "مطر" باب الدراما أيضاً وهي تعد لمسلسل درامي طويل وكذلك حلقات إذاعية كوميدية ستبث خلال شهر رمضان الحالي، كما ترجمت أكثر من عشرين كتاباً عن الانكليزية، للأديبة "مطر" موقع على الشبكة الالكترونية فيه نموذجاً عن بعض أعمالها وأبحاثها ومؤلفاتها. www.gladysmatar.com

«الأدب في سورية بحاجة مرة أخرى إلى نقطة تحول جديدة في الفكر وفي المضمون وفي هذه النظرة للدنيا حولنا وفي فهمنا للآخر ولذواتنا» هكذا ختمت الأديبة "كلاديس مطر" حديثها معنا وهكذا نختمه نحن هنا.