ترى "سالي تركماني" أن التجربة هي السبيل الوحيد للتعلم، لذا اتخذتها كأسلوب لتطوير موهبتها في الرسم، واعتمدتها كطريقة لتعليم الرسم بكافة أشكاله بعيداً عن الطريقة الأكاديمية التي تعتمد على الأشكال الهندسية.

وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2020 تحدثت "سالي تركماني" عن بداية اهتمامها بالرسم، فقالت: «كان الرسم عادة يومية أكثر من موهبة، فالورقة البيضاء والقلم رفاقي بأوقات فراغي، أخطّ عليها ما يجول بخاطري، حتى عام 2015 بدأت بالاهتمام أكثر بهذا الفن وتطوير مهاراتي عن طريق الانتساب لمعهد "الفنون التشكيلية"، وبالرغم من عدم التزامي بالدوام في المعهد بسبب مشاغلي، إلا أنني لم أتوانَ عن التدريب على الرسم في المنزل، لأشارك في عام 2018 بمسابقة "Different dubai" والتي كانت عبارة عن رسم بورتريه لصورة ملتقطة، ووصلت لمراحل متقدمة حيث تم عرض الصورة في عدّة دول عربية، لأشارك هذا العام بمسابقة "future generation art" وبانتظار صدور النتائج».

اتجهت لرسم البورتريه لشغفي بالملامح ورسم التفاصيل، ولم أكتف بالرسم بقلم الرصاص بل اتجهت نحو "البوب آرت" الذي يعتمد على أكثر من لون، وأرسم أي شخصية أو صورة، وأقوم أولاً بالاطلاع على حياتها وكل ما يتعلق فيها لأعرف أكثر عنها وعن خباياها وأقوم فيما بعد برسمها

وعن اختيارها لرسم البورتريه والشخصيات تقول: «اتجهت لرسم البورتريه لشغفي بالملامح ورسم التفاصيل، ولم أكتف بالرسم بقلم الرصاص بل اتجهت نحو "البوب آرت" الذي يعتمد على أكثر من لون، وأرسم أي شخصية أو صورة، وأقوم أولاً بالاطلاع على حياتها وكل ما يتعلق فيها لأعرف أكثر عنها وعن خباياها وأقوم فيما بعد برسمها».

بورتريهات لشخصيات مشهورة

وتتابع الحديث عن الاستفادة من الفن في عملها: «ساعدني الفن في عملي المجتمعي، وكنت أسعى دائماً في كل نشاط أو عمل لاستخدام الفن كوسيلة للتواصل مع الأفراد، حيث قمت بتدريب الأطفال على الرسم، وأعمل كذلك على العلاج عن طريق الفن لحالات اضطرابات ما بعد الصدمة، ومن يعاني من الأزمة والناجين من الحرب، وذلك بمساعدة اختصاصيين بالدعم النفسي، حيث أتواصل مع أكاديميين متخصصة في هذا المجال وأتلقى منهم كل المعلومات اللازمة والتدريب لتقديم أفضل مساعدة لمن يحتاجها، وبدأت مع مجموعة من الأطفال الذين يعانون من مشاكل ضمن المجتمع والأسرة، ولاحظت تطور ملموس على حالتهم ومازال العمل والتدريب مستمرين للانتقال إلى فئات عمرية أكبر من يافعين وشباب وكبار».

وتحدثت "رهف هارون" من المتابعين لأعمال "سالي" منذ بداية عملها بالقول: «تمثل الشباب السوري الواعي، فهي اختارت طريق الفن للتعبير عن ذاتها وأفكارها، حيث يعتبر الفن طريقة تواصل لا يمكن لأحد أن يرفضها، وتتميز باجتهادها والمواظبة على التواصل والتواجد مع الأشخاص الموهوبين لتطوير موهبتها، كما أنها عززت بنفسها البيئة اللازمة للتطور والنجاح، ولم تنتظر الدعم والتشجيع من الأشخاص المحيطين بها، فكانت المولد الطاقي الإيجابي لذاتها لمواصلة الطريق بخطوات ثابتة للوصول إلى هدفها الذي حددته وتعرفه منذ البداية».

بورتريه من رسم "سالي تركماني"

وتقول "لمى دريباتي" فنانة تشكيلة عن أعمال "سالي": «تعتبر من الشخصيات الشغوفة جداً، ومنفتحة على التعلم بشكل عام، كما أنها فاعلة في العديد من المجالات، ولم تكتف بدراستها وإنما دخلت عالم الفن لتنتقل من المستوى المحلي إلى المستوى العربي، حيث تتميز لوحاتها بالمهارة في استخدام الألوان، وبنفس الوقت بإطلاق العنان لخيالها لتحويل التفاصيل إلى مساحات للإبداع، وأفتخر بانطلاق أعمال "سالي" من المستوى المحلي إلى مستوى أوسع من خلال مشاركتها بالعديد من المعارض العربية والإقليمية وأؤمن أن الفن الذي تقدمه سيصل الى العالمية قريباً».

يذكر أن "سالي تركماني" من مواليد "اللاذقية" عام 1995 تدرس في كلية الحقوق بجامعة "تشرين".

البورتريه الفائز في مسابقة "Different dubai"