تترك "رولان رضوان" الأثر الكبير في نفوس الأطفال الذين تتعامل معهم وتشاركهم بالعديد من الأنشطة والفعاليات والتدريبات، بدءاً من أطفال السرطان وصولاً إلى الأطفال الذين دربتهم على مهارات الحياة.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 2 آب 2020 "رولان رضوان" التي تحدثت عن الأسباب التي دفعتها لدخول مجال العمل المجتمعي: «غيّرت الأحداث التي عاشتها البلاد تفكيري، وأصبحت أشعر بالمسؤولية في سن صغيرة، فأثناء تحضيري للشهادة الثانوية عام 2016 وجدت إعلاناً على "فيس بوك" يطلب متطوعين للعمل مع أطفال السرطان، كان الأمر لافتاً لي بسبب جهلي بوجود مشفى لأطفال السرطان في "اللاذقية" تواصلت معهم وأخبرتهم عن رغبتي بالانضمام إلّا أنني لا أملك الخبرة، وكانت البداية معهم، في اليوم الأول شعرت بالخوف كونها المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أطفال لديهم وضع خاص مختلف عن البقية، لتتكرر الزيارات إلى المشفى مع أفراد الفريق ونقوم بتنفيذ الأنشطة المتنوعة للتخفيف عن الأطفال ومحاولة تشتيت انتباههم عن الألم الذي يعانون منه، وكان للعمل معهم نتائج مهمة على الصعيد الشخصي فقد أصبح الأطفال ينتظرونني كل يوم إضافة إلى أن بعض الأهالي ما يزالون يتواصلون معي بعد أن غادرت الفريق».

تمتلك القدرة على فهم التفاصيل وإدارتها وتوثيقها، ولديها قدرة ممتازة على كتابة المحتوى الأمر الذي نفتقده في مجال العمل، وشخصيتها مثابرة ومحبة للآخرين، إضافة للخبرة التي اكتسبتها من الدورات التي خضعت لها مع جهات محلية ومنظمات دولية ساهمت بصقل مهاراتها

وتتابع "رولان" الحديث عن انضمامها إلى جمعية "التوحد": «انضممت إلى جمعية "التوحد" بالفترة نفسها التي كنت بها مع أطفال السرطان، لأنتقل بشكل نهائي إليهم عام 2018، وكانت شخصيتي قد صقلت وزادت مهاراتي وخبراتي، وأصبحت أكثر تحكماً بانفعالاتي، بدأت كمتطوعة بالمسير السنوي الذي تنظمه الجمعية كل عام، وشاركت بزيارات لأطفال التوحد بمرافقة اختصاصيين، فالتعامل مع أطفال التوحد يختلف كلياً عن التعامل مع الأطفال المصابين بالسرطان، فطفل التوحد لا يمكن التنبؤ بردة فعله، لذا كان دوري كمساعدة للاختصاصين».

تدريب الأطفال في ريف جبلة

أما عن دورها في "الأمانة السورية للتنمية" تقول "رولان": «يختلف العمل مع "الأمانة السورية للتنمية" عن بقية الجهات التي عملت معها، ففيها تتعامل مع مختلف الأعمار من أطفال ويافعين وشباب، إضافة لتنوع الأنشطة التي تقدمها، ومن أكثر المشاركات التي أحببتها إعادة تأهيل جسر "الشيخ ضاهر" حيث قمنا بالرسم على جدرانه وتلوينه، إضافة إلى جدارية تتحدث عن تاريخ مدينة "اللاذقية" على سور دائرة الامتحانات والتي أصبحت مقصداً لالتقاط الصور بجانبها».

وعن أبرز مشاركاتها تقول: «عملت كمدربة مهارات حياة مع مشروع "أثر" وهو تعاون بين جمعية "المقعدين وأصدقائهم" و"UNHCR" وتميزت التجربة بتدريب أعمار مختلفة بالمجموعة نفسها، إضافة لذهابنا إلى ريف "جبلة" وإقبال الأطفال للتعلم رغم الأمطار وبرودة الطقس كان مشجعاً لتقديم الأفضل لهم، كما شاركت مع أصدقائي في تحدي "جيل لا محدود 2020" بفكرة مشروع توفير فرص عمل وتدريب للشباب والتشبيك بينهم وبين أصحاب العمل، وتم انتقاء فريقنا من بين 300 فريق تقدم للانتقال للتصفيات، ولم نستطع الانتقال للمرحلة النهائية بسبب فرق أجزاء من العلامات، لكن الخبرة والمعرفة التي اكتسبتها من الاختصاصيين الذين قدموا التدريبات أغنت الكثير من معرفتي».

أحد الأنشطة في جمعية التوحد

يقول "جبران بشير" من جمعية "التوحد" عن "رولان": «تمتلك القدرة على فهم التفاصيل وإدارتها وتوثيقها، ولديها قدرة ممتازة على كتابة المحتوى الأمر الذي نفتقده في مجال العمل، وشخصيتها مثابرة ومحبة للآخرين، إضافة للخبرة التي اكتسبتها من الدورات التي خضعت لها مع جهات محلية ومنظمات دولية ساهمت بصقل مهاراتها».

فيما يقول الدكتور "سام صقور" من "الأمانة السورية للتنمية": «بالرغم من أن دراسة "رولان" بعيدة عن علم النفس، إلا أنها تمتلك المهارات الأساسية التي يجب أن تتوفر لدى الداعم النفسي، فشخصيتها إيجابية ومتفاعلة مع الأفراد من حولها سواء مستفيدين أو أفراد الفريق الذي تعمل معه، كما تمتلك أفكاراً إبداعية مميزة تخدم المجال الذي تعمل به».

المشاركة في تحدي "جيل لا محدود 2020"

يذكر أنّ "رولان رضوان" من مواليد "اللاذقية" عام 1998 وتدرس في كلية الهندسة الزراعية في جامعة "تشرين".