بطموحها وحبّها للكتابة صنعت اسمها من ذهب في سماء "سورية" واستطاعت أن تربطه بإنجازات أدبية حقيقية من خلال رواية "اغتراب حنين".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 حزيران 2020، الكاتبة "ديانا صهيوني" لتتحدث عن بداياتها قائلة: «ولدت في مدينة "اللاذقية"، نشأت وترعرت فيها في جميع مراحل دراستي الإعدادية والثانوية وكانت أحلامي الدراسية تتجه بشكل رئيسي نحو العلوم الإنسانية وهو ما حققته عندما درست الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة "تشرين"، وتخرجت منها وأعمل حالياً في هذا المجال».

من الصعوبات الشخصية التي واجهتني هي عدم وجود وقت مخصص يكفي للكتابة بسبب ارتباطات العمل، ومن المشكلات التي واجهتني في المراحل الأولى عدم توفر الدعم المعنوي للكتاب الجدد من ناحية الطباعة والتوزيع وما إلى ذلك من أمور أخرى

وعن بدايتها في الكتابة قالت: «برزت محبتي للكتابة في مراحل مبكرة من حياتي وقد ساهم الأهل بشكل أساسي في تنميتها من خلال توفير القصص والروايات منذ طفولتي، بعد ذلك بدأت بوادر اهتماماتي بحب القراءة واقتناء المزيد من الكتب، وبدأت من خلالها بكتابات شخصية وخواطر ذاتية وتأليف بعض القصص القصيرة وقصص الأطفال.

الصفحي "مهران سلوم"

ومع المراحل المتقدمة من حياتي حاولت دائماً تطوير أسلوب الكتابة ولكنها لم ترتقِ لمستوى طموحاتي فتوقفت عن الكتابة لفترة من الزمن مع الاحتفاظ بالرغبة في الكتابة، غرقت خلالها في تجارب الحياة واكتساب المزيد من المعارف والخبرات بالإضافة إلى تشجيع ودعم الصديق "أحمد أحمد" والتشجيع الدائم من الأهل والأصدقاء وقدموا لي الدعم والمحبة خلال إصدار روايتي الأولى "اغتراب حنين" خلال حفل التوقيع الأول بمدينة "اللاذقية" والحفل الثاني بمدينة "حماة"».

وعن إنتاجها الفكري والإبداعي قالت: «البداية كانت مع نص فيلم "شريعة الشيطان" الفيلم السينمائي الطويل بداية عام 2019، و أصدرت رواية "اغتراب حنين" في أواخر العام ذاته، وفي بداية العام الحالي قمت بتأليف نص مسرحي، وتم تأجيل عرضه بسبب جائحة "كورونا".

أما بالنسبة للمواضيع التي أحب الخوض فيها من خلال الجمع بين الفلسفة والأدب، فهي المواضيع التي تتناول المشاعر الإنسانية والمكنونات الداخلية للشخصيات الموجودة في واقعنا وكيفية تداخلها مع بعضها وتأثيرها في الواقع الاجتماعي، في محاولة لتسليط الضوء عليها بغية حل القضايا النفسية والإشكالات التي تعاني منها الكثير من الشخصيات لتشجيعهم على الإنتاج والإبداع ومعالجة قضايا تتعلق بالمرأة والمشاكل التي تواجهها وتسليط الضوء عليها، على أمل إيجاد حلول حقيقية تنهض بواقع المرأة السورية والعربية.

وشاركت في العديد من اللقاءات الأدبية والنقدية والقراءات الخاصة في مجال الرواية وما زلت أعدُّ نفسي في بداية مسيرتي الأدبية».

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في مسيرتها فقالت: «من الصعوبات الشخصية التي واجهتني هي عدم وجود وقت مخصص يكفي للكتابة بسبب ارتباطات العمل، ومن المشكلات التي واجهتني في المراحل الأولى عدم توفر الدعم المعنوي للكتاب الجدد من ناحية الطباعة والتوزيع وما إلى ذلك من أمور أخرى».

في الختام قالت: «أحب أن أذكر بأنني أحاول الاستفادة من العلم الذي تخصصت به في طرح قضايا تفيد شريحة واسعة من المتابعين والمهتمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الشخصية على موقع "فيس بوك"، للخروج بأفكار جديدة تدعم المشاريع المستقبلية وتتناول بشكل خاص الحب والحياة بقالب يجمع الأدب والفلسفة».

من كتاباتها أخترنا لكم خاطرة "داخل جدران المشفى":

«ما هذا الّذي يحدث داخل جدران صامته بيضاء اللون لبناء ضخم يسمونه مشفى لشفاء الجسد بأجهزة تقيس نبضات مادية لا روح وهل تجد الروح مكان لها حال انطفاء جسدها؟

هل استسلمت الرّوح، فأصابت الجسد بأمراض لا دواء لها ولا علاج ؟

أم استسلم الإنسان، فلا جسد يحتويه و لا روح، جثة هامدة تنتظر مثواها تحتَ التّرابِ لعلّ روح الأرض تبث الدفء بأجسادٍ أنهكتها صراعات الأيام».

الصحفي "مهران سلوم " تحدث عن الكاتبة "ديانا صهيوني" قائلاً: «استطاعت "ديانا" أن توجه عدة رسائل فكرية وإنسانية، وبالانتقال إلى أبطال روايتها "اغتراب حنين"، فإن الثورة الفكرية التي وضعتها بين أيدينا من خلال الزلازل العشرة وذلك عبر تساؤلات كلٌّ منا يبحث في خلجات نفسه عن أجوبة لها، قدمت وجبة فكرية دسمة، نقلتنا فيها إلى الحالات النفسية التي يعاني منها مجتمعنا فألبست أبطال روايتها أحداثاً واقعيةً وجعلت من الحوار القائم داخل عملها أمراً حسياً يخاطب عقولنا، وأنَّ لحن الحياة هو عمق مقصدها في كتاباتها، فإنَّك تستنشق في كلماتها روح العشق الذي يعزف على قيثارة العبارات التي تتجسد في كتاباتها المبعثرة هنا وهناك».

الكاتب "نزار النابلسي" تحدث عن الكاتبة "ديانا صهيوني" قائلاً: «"اغتراب حنين" من الروايات القليلة المعاصرة التي قرأتها بشغف نفسي كبير كوني كاتب درامي يثيرني العمل الدرامي بأي مجال أدبي، أبدعت المتألقة "ديانا" بتصوير الحالة النفسية والاجتماعية للشخصية والأحداث التي تدور حولها، رسمت معالم الأنوثة بجرأة عالية دخلت الأعماق واهتمت بالجوهر على خلاف ما يحدث حالياً، بكل فخر أضافت هذه الرواية لي الشيء الكثير، ولكن ليس غريباً على كاتبة مثل "ديانا صهيوني" التي لها بصمات حقيقية في مجال الأدب والمسرح، اجتهدت وثابرت لتضع قاعدة قوية في برج المجد والفن والأدب، نعم إنّها أديبة متألقة من بلدي».

يجدر بالذكر أنّ "ديانا صهيوني" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1988.