صنع لنفسه عالماً خاصّاً وسط مرسمه، وبصمة مميزة من خلال رسوماته ولوحاته، و لم تمنعه دراسته للطّب من تنمية موهبته، فبقي إحساسه المرهف بكلّ ما حوله المُلهِم لإبداعِ لوحاتٍ جميلةٍ تصوّر الواقعَ حيناً، وتترجم المشاعرَ بالألوانِ أحياناً أخرى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "حسام عمران" بتاريخ 26 حزيران 2020، ليحدّثنا عن شغفه بالفن التشكيلي، فأجاب: «البداية في عام 2018 لم أكن على دراية بالموهبة أبداً رغم وجود حب عظيم للفن بمختلف ألوانه ومشاربه، بدأت برسم البورتريه بخطوات مبتدئة من دون وجود مرشد تعليمي أو أكاديمي واعتمدت على التجريب والمحاولات الشخصية إلى أن أتقنت فن البورتريه، وبعد ذلك رغبت بوضع صبغة خاصة فشرعت باستخدام ألوان الغواش والزيتي، وكان الاستخدام الأول للألوان يحمل طابعاً مميزاً، و أملاً كبيراً في التقدم، ولقيت دعماً كبيراً من المحيطين، أمّا عن بدايتي الحقيقيّة كفترة زمنية وإلهام لتجسيد الفن، فأعتقد أنني أحببت هذا المجال منذ الصغر».

لأن الحياة البشرية بمجملها ضمن هذا الكوكب الصغير قائمة على نظام فني رائع الدقة والجمال، فالفن يحيط بنا بقوة، فكيف لنا ألا نستقي منه بعض معالم الحب والرغبة في تجسيده بريشتنا الخاصة

وعن مواضيع رسومه ومصادر اختيارها أخبرنا: «لأن الحياة البشرية بمجملها ضمن هذا الكوكب الصغير قائمة على نظام فني رائع الدقة والجمال، فالفن يحيط بنا بقوة، فكيف لنا ألا نستقي منه بعض معالم الحب والرغبة في تجسيده بريشتنا الخاصة».

الفنانة سلافة معمار بريشة حسام عمران

وعند سؤالنا عن أسلوبه الخاص في الرسم ومتوسّط الأعمال الفنية التي يبدعها، قال: «اعتمدت البساطة في التفاصيل، والبعد عن الغموض والفبركة، مع إضفاء طابع خاص في تراقص الألوان فوق خيوط القماش، فضلاً عن التأثر بفناني الأزرق الحزين مثل "بابلو بيكاسو" فأضحى لوناً أساسياً في لوحاتي، مع مزيج من ألوان العصر الحالي المتدرجة بين الألوان الترابية ودرجات الزهري.

وبالنسبة لعدد أعمالي الفنية فليس هناك حد معين للوحات، كل يوم يكون عندي مولود جديد من الأعمال، وعندما أتوقف عن إنتاج اللوحات اعلموا أنّي توقفت عن الحياة».

لوحة بعنوان صرخة

وعن سبب اختياره الفن التشكيلي مع أن دراسته في الطب البشري بعيدة عن الفن، أخبرنا: «الفن روح جمالية تضفي الراحة والسكينة على الإنسان، وأنا لم أختره بل هو الذي اختارني لأعبر عن ذاتي وذات الآخرين؛ لأن الفنان لا يستطيع أن يختار الفن الذي يريده ولكن هناك ميول ورغبات توجهه لهذا النوع من الفنون، لكن لنكن واقعيين، نحن في عالم تحركه العجلة الاقتصادية و لا يمكن اتخاذ الفن سبيلاً لكسب القوت اليومي، في حين أن الطب يتولّى هذه المهمة.

وأنا أنمّي موهبتي في الرّسم وأُفرغ مكنونات نفسي، وفي الوقت نفسه لا أخفي حبي الشديد لمهنة الطب ورسمي للكثير من الأهداف بما يخص حياتي العملية في نطاقه».

من أعماله

وعن محطاته الأخرى التي تميز بها قال: «حصلت على المرتبة الثانية كأفضل بحث علمي 2015 بمسابقة "مع البشار للنصر والإعمار"، وحققت المرتبة الثانية على مستوى "حمص" بمسابقة تمكين اللغة العربية الّتي يقيمها "اتحاد شبيبة الثورة" عام 2014، واستمريت بنشر العديد من الخواطر الخاصة، وازداد حبي العميق لهذه اللغة، وكرست وقتاً غير قليل للمطالعة وتنمية الذائقة الأدبية، فضلاً عن مشاركتي في "معرض الهواة" عام 2019 في مجال الفن».

وختم حديثه قائلاً: «أنا مجرد هاوٍ، والرسم بالنسبة لي هو طريقة أخرى لكتابة المذكرات، مثل الكُتّاب تماماً يدوّنون مذكراتهم الخاصة وأحزانهم فيبدعون رواياتهم الواقعية، فالفن هو الملجأ في وقت الضيق، وهو أفضل ترجمة للمشاعر، أما عن طموحي، فهو إقامة معرض محلي في "حمص" أو "دمشق"، ونشر مجموعة من الفيديوهات التعليمية بالخطوات التي وضعتها، على مبدأ التجريب الخاص، وفي مجال اللوحات أعتقد أنني سأتخذ أسلوباً ونمطاً موحداً خاصاً بي في الأعمال القادمة».

"أحمد تنبوك" مدير شركة "برَين فِت" للتدريب قال عنه: «"حسام" شاب مفعم بالإيجابية، الخير، والروح الطيبة، وجسد ذلك بفنه وألوانه ومعظم أعماله التي تستطيع أن ترى من خلالها السعادة والحب، فضلاً عن دراسته الطب، وطموحه الذي لا ينطفئ رغم كل التحديات والصعوبات التي يواجهها، أتوقع له المزيد من التألق والنّجاح في المستقبل».

"وسيم محمد" مصور ضوئي من مدينة "اللاذقية" ومطّلع على أعمال "حسام"، تحدث عنه قائلاً: «يلفتني بأنه، رغم صغر سنه، استطاع أن يصل إلى شيء يتمنى الكثيرون ممن هم أكبر منه سناً أن يصلوا إليه، فضلاً عن كونه قادر على الفصل بين مجال دراسته كطبيب، وهوايته كفنان، ونجح بالمجالين وما زال مستمراً بالتقدم، أعماله فريدة من نوعها، لا تشبه غيرها، ويجعلك تشعر أنّ الصورة وحدها تتكلم».

يذكر أنّ "حسام عمران" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1998، ومقيم في "حمص" للدراسة.