استطاع من خلال البساطة والكوميديا أن يرسم البسمة على وجوه متابعيه، متخذاً من مواقع التواصل الاجتماعي بوابةً له لنقل موهبته من عالمها الصغير إلى عالم أكبر، فأصبح روادها ينتظرون "عباس الرحية" ومقاطعه المصورة الكوميدية أسبوعاً تلو الآخر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 9 شباط 2020 مع "عباس الرحية" الذي حدثنا عن بداياته بالقول: «منذ طفولتي وأنا أحلم بأن أصبح ممثلاً، والبداية كانت من خلال تمثيل مقتطفات صغيرة أمام أصدقائي وأقربائي، اكتشفت من خلالها أنني أمتلك الجرأة الكافية لتأدية شخصيات وأدوار مختلفة أمام جمهور من الناس دون خجل، ولصعوبة وصولي إلى شاشة التلفزيون بشكل مباشر، اخترت طريقاً آخر لأتمكن من إيصال موهبتي في التمثيل للناس، وذلك عبر بوابة مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تصوير مقاطع فيديو، ونشرها عبر صفحتي على موقع "فيسبوك"، وفوجئت بأول فيديو نشرته بتفاعل المشاهدين معه، وتشجيعهم لي في تعليقاتهم على المتابعة، لتتحول بذلك هذه الفكرة البسيطة إلى طريق أسير فيه نحو استقطاب جمهور أكبر».

تعجبني في المقاطع التي ينشرها "عباس" بساطة الأداء التي تجعله قريباً من كل متابعيه، وقدرته على التلون بين شخصياته، فهو تارة يظهر بشخصية شاب، وتارة أخرى بشخصية فتاة، حاملاً رسائلاً بنكهة كوميدية، تجعل المشاهد مركزاً في الفيديو حتى نهايته

وتابع بالقول: «الإمكانيات التي أعمل من خلالها بسيطة جداً، فهي عبارة عن كاميرا الهاتف المحمول، لذا أعتمد على الفكرة المطروحة، وعلى أدائي كممثل أكثر من ترك الثقل على الإمكانيات التي يجب أن تتألف من كاميرا بدقة عالية، وبرامج مونتاج لمحتوى الفيديو، وديكور يتناسب مع موضوع كل لوحة، وبالنسبة للنصوص التي أقوم بتأديتها فهي من تأليفي، ومواضيعها مستوحاة من وحي الواقع، مع افتراضي لشخصيات وانفعالات ومواقف قد نصادفها في حياتنا، وليست من ضروب الخيال، وأعتمد في أغلب النصوص على الارتجال المباشر، وأكون قد حددت في وقت سابق نقاطها الرئيسية فقط».

"عباس الرحية" مع المخرجة "رشا شربتجي" ومجموعة من الفنانين

وحول كيفية تنسيقه بين دراسته كطالب جامعي ونشاطه عبر (السوشيال ميديا) قال: «لأني أحب التمثيل، واعتبره هوايتي ومتنفسي، فأنا أعمل على تقليل ساعات النوم والراحة ومنحها لهذا الجانب من حياتي كي لا يتعارض مع دراستي الجامعية، كما أنني عملت منذ البداية على ألا ألزم نفسي بأوقات محددة لطرح مقاطع الفيديو، وهذا ما يجعل الأمر مريحاً بالنسبة لي، ولا يشكل عبئاً على نشاطاتي في الحياة، مع حرصي على عدم الانقطاع لوقت طويل عن المشاهدين الذين يتابعونني، لأن هذا النوع من الفيديوهات يتطلب الوجود بشكل دائم بين الناس، وانقطاعه يؤثر سلباً في ذاكرتهم».

وتابع بالقول: «التمثيل نصفه موهبة، والنصف الآخر تأهيل أكاديمي، لأن التدريب والمثابرة يعملان على صقل الموهبة ونقلها من عالمها الضيق إلى عالم أوسع، وسيكون الطريق طويلاً وشاقاً إذا قرر الشخص الذي يمتلك أي موهبة خوض غمارها دون الخضوع لمحطات تدريبية، وبالنسبة لي فقد تدربت في معهدين هما "شغف" في "اللاذقية" عام 2017، ودورة تدريبية تحت إشراف المخرجة "رشا شربتجي" في "دمشق" عام 2019، وكانتا محطتان مهمتان في حياتي استفدت منهما كثيراً فيما يتعلق بملكات الممثل، وأدواته».

"عباس الرحية" من معهد "شغف"

"يارا الناصر" من متابعي "عباس" قالت عنه: «يقدم "عباس" مواضيع اجتماعية تحاكي اهتمامات الشباب بسلاسة وموضوعية، واستطاع أن يرسم البسمة على وجوهنا بخفة ظله، وأسلوبه المختلف، ورغم إمكانياته المتواضعة فهو يمتلك المقومات والكاريزما الواعدة، ومن خلال متابعتي له لاحظت أنه يبني قاعدة جماهيرية هامة تزداد مع كل فيديو جديد يطرحه، وأتمنى أن يحظى بالفرص التي تناسب موهبته، وشخصيته المحببة لىجمهوره».

"صبا سليم" أيضاً تتابعه عبر صفحته على "فيسبوك" بدورها قالت: «تعجبني في المقاطع التي ينشرها "عباس" بساطة الأداء التي تجعله قريباً من كل متابعيه، وقدرته على التلون بين شخصياته، فهو تارة يظهر بشخصية شاب، وتارة أخرى بشخصية فتاة، حاملاً رسائلاً بنكهة كوميدية، تجعل المشاهد مركزاً في الفيديو حتى نهايته».

يذكر أنّ "عباس الرحية" من مواليد محافظة "دمشق" عام 1995، ومقيم في "اللاذقية".