عملَ "ماهر عيسه" مدفوعاً بشغفه وحبّه لفنّ المناظرة على تعلم وإتقان المهارات والأسس الخاصة بها، ليصمم مع فريقه حقيبةً تدريبيةً خاصة، ويعمل على نشر ثقافة الحوار في الفترة التي أصبح المجتمع بحاجة ماسة لها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 كانون الثاني 2020 "ماهر عيسه" الذي تحدث عن بداية معرفته بفنّ المناظرة، فقال: «انضممت إلى برنامج يدعى "لنتحاور" مع مركز "مسار" عام 2010، وأصبحت من المناظرين في المركز، لكن في بداية الأحداث في "سورية" توقف البرنامج، وفي عام 2012 عدنا بالعمل على فكرة إعادة إحياء فن المناظرة بأسلوب بعيد عن المناظرة التقليدية والمنافسة الحوارية بين اثنين، واتجهنا نحو تعزيز فكرة استخدام المناظرة أكثر في الحياة، وكيف يمكن أن تساعدنا في حل المشاكل التي تواجهنا مع أشخاص آخرين، وعملت بعدها على تدريب فن المناظرة وتشكيل فريق يضم مجموعة من الشباب الذي كانوا معي في مركز "مسار"، أو من الأفراد الذين دربتهم، وكانت أولى الخطوات إنجاز حقيبة تدريبية لفن المناظرة خاصة بنا».

يعتبر من الأشخاص الذين يعملون بصمت، ولكن أثره يبقى في المكان الذي قدم فيه خبرته، بدأت معه في فريق المناظرة وأنا على ثقة بأنه سيقدم عملاً مختلفاً، وكانت ثقتي بمكانها، فهو من الأشخاص القادرين على إدارة الفريق وتوزيع المهام بما يتناسب وطاقة كل فرد والمجال الذي يبدع فيه، إضافة لكونه يضفي نوعاً من المحبة والألفة بين أفراد الفريق

ويتابع "ماهر" الحديث عن تلقي الناس لكلمة مناظرة: «تعدّ الكلمة مألوفة بين الناس، لكن الأغلبية لا تعلم ما هي ماهيتها، وتعتقد أنها مجرد جدل، لكن المناظرة الفعلية تندرج في المجال العلمي، وتعلم الناس البحث العلمي حيث لا أعطي رأياً شخصياً، وأيّ معلومة أقوم بطرحها يجب أن تكون مثبتةً وموثّقةً ولها دلائل وقرائن تثبت صحتها، وكان الكثير من الأشخاص ينضم إلى الورشات في البداية بدافع الفضول والتعرف على هذا الفن، ليتحول فضول التعرف بعد الورشة إلى فضول التعلم واكتساب المهارات والتعمق أكثر بالمعرفة».

ورشة فن المناظرة

أما عن الورشات الخاصة التي نفذها، والمهارات المختلفة للمناظرة يضيف: «قام فريق "مناظرة سلام" -المؤلف من عشرة أفراد- بالعديد من الورشات للأطفال واليافعين والشباب في عدّة محافظات، منها "اللاذقية، "طرطوس"، "دمشق"، و"حماة"، لهدف نشر أهم مهارات المناظرة، وهي: مهارات الكلام أمام الناس، طريقة الوقوف وتحريك البصر والجسد بطريقة صحيحة، نبرة الصوت والتعامل معها بما يتناسب والفكرة المطروحة، إضافةً إلى العقلية الخاصة بالمناظرة والتي تعتمد على التفكير النقدي القوي الذي يقوم على عدم الاقتناع بالمعلومة قبل البحث عن مصدرها الصحيح».

وعن أهم ما اكتسبه من عمله التطوعي، قال: «عملي في مجال التطوع أكسبني العديد من المهارات، ولكن فن المناظرة أعطاني المهارات الأساسية التي أحتاجها كمدرب، خاصة وأني أدرب عدّة برامج مجتمعية، وأهم هذه المهارات التحدث والمناقشة وتحليل كلام الآخرين، وإيصال الفكرة بطريقة سهلة وسريعة ومبسطة ومفهومة، أما على صعيد الفريق والناس فقد اكتسبت محبة أشخاص ومعارف وخبرة، فالمناظرة شيء يشبه التعلق، كلما تعمقت بمعرفتها كلما زاد لديك الشغف لإتقانها أكثر».

تدريب تفاعلي في إحدى الورشات

يقول "عبد القادر نيساني" أحد أفراد فريق "مناظرة سلام" عن شخصية "ماهر"، والعمل معه: «يعتبر من الأشخاص الذين يعملون بصمت، ولكن أثره يبقى في المكان الذي قدم فيه خبرته، بدأت معه في فريق المناظرة وأنا على ثقة بأنه سيقدم عملاً مختلفاً، وكانت ثقتي بمكانها، فهو من الأشخاص القادرين على إدارة الفريق وتوزيع المهام بما يتناسب وطاقة كل فرد والمجال الذي يبدع فيه، إضافة لكونه يضفي نوعاً من المحبة والألفة بين أفراد الفريق».

يذكر أنّ "ماهر عيسه" من مواليد "اللاذقية" 1994، يدرس في جامعة "تشرين" قسم الإرشاد النفسي.

عبد القادر نيساني