جذبتها تفاصيل فنون الحضارات العريقة من الزخرفة والنقوش الإسلامية منذ الصغر، فأتقنتها بمهارة ودقة عالية، فكان لها أعمالٌ زخرفية على الورق والجدران والزجاج والخشب، فأنتجت أناملها لوحات تبعث الجمال والعراقة بآنٍ واحد.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 29 كانون الأول 2019 مع "لين متيم ديب" لتحدثنا عن موهبتها وإتقانها لفنّ الزخرفة قائلة: «شغفي بالرسم بدأ بعمر الخامسة، كنت أرسم على أي شيء تقع يدي عليه مثل الحيطان وأغراض البيت، وكانت تجذبني وتستهويني مشاهدة النقوش المرسومة على الجوامع والمساجد والرسومات القديمة والأبنية الأثرية كحدائق "بابل" المعلقة، والنقوش الإسلامية القديمة المنقوشة على الأبنية بتفاصيلها الدقيقة وتناسقها المميز، ووجدت أن الجمال يكمن في التفاصيل الدقيقة، فبدأت بالبحث عبر شبكة الانترنت للتعرف أكثر على فنون الزخرفة ولإغناء ذاكرتي البصرية بها، وبدأت بتطوير موهبتي بمتابعة كل ما هو جديد في فن الزخرفة، وأستوحي بعض الأفكار التي تساعدني في عملي».

تتميز أعمال "لين" الفنية بالأسلوب المتقن من حيث تناسب الألوان والأشكال التي تبهر الأبصار، وخصوصاً طريقة تصميمها للهدايا التي تحمل طابع البساطة والعراقة وتناسب كل المناسبات

وتضيف: «في البداية كانت رسوماتي عبارة عن تفاصيل فنية كبيرة، لكن مع التكرار والممارسة المستمرة والاطلاع صقلت موهبتي واستطعت التحكم برسم تفاصيل صغيرة ومعقدة بتصميماتي، ما أكسبها رونقاً وجمالاً فنياً مميزاً، وبدأت أبتكر إضافات جديدة إلى رسوماتي، كانت البدايات على الورق باستخدام ألوان متناسقة ورسومات دقيقة، وبعد العديد من المحاولات تمكنت من إتقان فن التعامل معه من خلال تطبيق رسومات مختلفة ومتنوعة بطريقة مبتكرة تعتمد على النقوش الدقيقة والمتوازية والمتناظرة عبر رسم مربعات أو دوائر متداخلة بعضها ببعض، وهي تحتاج إلى الصبر والدقة الشديدة لتخرج بشكل معبر يبعث الهدوء في النفس والبهجة، إضافة إلى الكلمات التي أضفتها إلى رسوماتي التي لاقت الإعجاب والتشجيع من قبل أهلي وأصدقائي، ثم راودتني فكرة الرسم على الزجاج والأواني المنزلية، والجدران التي أضافت روحاً للغرفة، واستخدمت ألواناً تناسب السطح الذي طبقت عليه زخارفي، بالإضافة إلى أن للألوان دور مهم في إبراز جمالية التصميم، فهي تضيف للرسمة منظراً مختلفاً وجميلاً، فلكل سطح طريقة وألوان مختلفة تناسبه، ومن خلال زخارفي استخدمت ألواناً مختلفة كالأكريليك والألوان النحاسية اللامعة كالذهبي والفضي والبرونزي التي تضيف لعملي الفني الجمال والعراقة، وتساعدني على تخديم فكرتي التي تراودني، وكان لي أسلوبي الخاص، فرسمت بأسلوب التكرار والتناظر والتناوب، بهدف تقديم شكل زخرفي يحمل في طياته بعداً فنياً وعريقاً، بالإضافة إلى أنني نشرت تصاميمي على صفحتي الفنية، وقد نالت الإعجاب، وكانت الطريق للعمل برسم تصاميم زخرفية لعدد من الكافتيريات في "اللاذقية"».

من تصميماتها لإحدى الكافتيريات

وعن فن الزخرفة قالت: «تعتبر الزخرفة من الوسائل المهمة لصنع الجمال، بتفاصيلها الدقيقة وتناسقها المتناظر وفق قواعد تركيبية ثابتة ومحددة تعتمد على التكرار والتناظر والتناوب والتعاكس، لتشكل لوحة فنية متكاملة ومتناغمة، بالإضافة إلى أن معظم تصاميمي تكون عبارة عن فكرة تخطر ببالي فأطبقها على الورقة أو القماش أو على الجدار، فالزخرفة بالنسبة لي هي المتنفس الذي أعبر فيه عن مكنوناتي ومشاعري بحالات الفرح والحزن والغضب، وكلما كانت تفاصيل العمل دقيقة وصغيرة كلما شعرت بالراحة والرضى عن اللوحة».

وفي حديث مع" علاء علي" صاحب أحد الكافتيريات، قال: «"لين" شابة موهوبة، تعرفت على أعمالها عبر الإنترنت ولفت نظري الدقة والتناسق المتميزين في تصاميمها من حيث الفكرة والتكوين والتوازن اللوني بما ينسجم مع اللوحة بكل تفاصيلها، طلبت منها تصميمات زخرفية تناسب طابع الكافتيريا، وبالفعل نالت الأعمال إعجاب الزوار وكل من شاهدها، وأتمنى لها النجاح وتحقيق أهدافها».

من تصاميمها على الخشب

"جيانا فحام" أحد المطلعين على أعمالها، قالت: «تتميز أعمال "لين" الفنية بالأسلوب المتقن من حيث تناسب الألوان والأشكال التي تبهر الأبصار، وخصوصاً طريقة تصميمها للهدايا التي تحمل طابع البساطة والعراقة وتناسب كل المناسبات».

الجدير بالذكر أنّ "لين ديب" مواليد "اللاذقية "عام 1999، طالبة عمارة سنة ثالثة.

من رسوماتها الزخرفية