صمّم خمسةُ طلابٍ في سنتهم الثالثة بكلية الهندسة التطبيقية جهازاً لتبخير الوقود طبقوه على سيارة "هايبرد" هجينة، فأصبحت تستهلك ليتراً واحداً فقط، لقطع 80 إلى 120 كيلو متراً، وبسرعة 60 كيلو متر بالساعة، حيث قدموه بعد ذلك في أكثر من معرض متخصص.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 19 تشرين الثاني 2019 التقت المهندس "هادي جعفر" ليحدثنا عن دراسته واختراعه قائلاً: «مذ كنت في الرابعة عشرة من عمري وأنا مع عمي الميكانيكي أفكّ وأركّب قطع السيارات، فدرست الصناعةَ وتفوّقت في الثانوية لأدرس هندسة تطبيقية في "اللاذقية"، وفي السنة الثالثة من دراستي بدأت بمشروع تعديل السيارة الهجينة "هايبرد" مع زملائي "محمد حسن"، "جعفر البارودي"، "محمد عادل"، و"علي ديب إدريس" لكي تعمل على الطاقات المتجددة، وتعتمد على مصدرين للطاقة هي الطاقة الحرارية الناتجة عن احتراق الوقود بواسطة محرك احتراق داخلي، والطاقة الكهربائية. علماً أن هذه السيارة موجودة في الدول المتقدمة، ولكن قمنا بتطويرها لنقلل من عبء استهلاك الوقود من خلال جهاز تبخير الوقود الذي دمجناه مع خلية هيدروجينية مع التحسين، فالخلية بالسوق المتعارف عليها تأخذ 24 أمبيراً فجعلناها 15 أمبيراً، حيث استفدنا من الهيدروجين الموجود بالماء عن طريق التحليل الكهربائي، ورفع القيمة الحرارية للوقود من 42600 إلى 147200 درجة، والتي أدخلناها للمحرك فاستفدنا مع المنظومة الثانية في صرف وقود أقل».

مجموعتنا مكوّنة من اختصاصي ميكانيك مركبات وكهرباء، واختصاصي تغذية كهربائية والكترون، حيث عملنا كعقل واحد ويد واحدة، واستفدنا من خبرات بعضنا البعض، حيث تمّ رسم مخطط السيارة والعمل على الهيكل الذي يعدُّ أساس السيارة، مع مراعاة استخدامها من قبل أشخاص معوقين بأطرافهم السفلية ومصابي الحرب، وتمّ إنجاز عمل كل جزء من السيارة واختبارها من أجل تعديل أيّ خطأ يهدد أمنها وسائقها، عانيت كثيراً بالتنقل من مدينتي "حمص" إلى "سلمية" حتى أتممنا مشروعنا، ولكن لذة النجاح خففت من هذه المعاناة

المهندس "علي إدريس" تحدث عن دوره قائلاً: «مجموعتنا مكوّنة من اختصاصي ميكانيك مركبات وكهرباء، واختصاصي تغذية كهربائية والكترون، حيث عملنا كعقل واحد ويد واحدة، واستفدنا من خبرات بعضنا البعض، حيث تمّ رسم مخطط السيارة والعمل على الهيكل الذي يعدُّ أساس السيارة، مع مراعاة استخدامها من قبل أشخاص معوقين بأطرافهم السفلية ومصابي الحرب، وتمّ إنجاز عمل كل جزء من السيارة واختبارها من أجل تعديل أيّ خطأ يهدد أمنها وسائقها، عانيت كثيراً بالتنقل من مدينتي "حمص" إلى "سلمية" حتى أتممنا مشروعنا، ولكن لذة النجاح خففت من هذه المعاناة».

المهندس جعفر البارودي

المهندس "جعفر البارودي" قال عن عمله: «السيارة كانت في مدينة "سلمية"، حيث عملت وزميلي "هادي" على تجميع القطع وتصميم الهيكل والصيانة والاختبارات، وتعديل محرك الاحتراق، كنت أعاني صعوبة السفر إليها حيث أحضر على دراجة نارية من "حمص" رغم أزمة البنزين، والتعديل والتطوير كان أولاً على الجهاز الذي تمّ اختراعه وهو أقل ضرراً وتلويثاً للبيئة، واحتراق الوقود يتمّ بشكلٍ مثالي، ويطيل عمر المحرك، ثانياً دارات شحن كهرباء مستمرة مختلفة الأنواع، وهي: دارة شحن موجودة على محرك الاحتراق، دارة شحن موجودة على محرك الكهرباء، دارة شحن تعمل على طاقة الرياح، دارة شحن عن طريق اللوح الشمسي، ودارة شحن عن طريق حساسات اهتزاز موجودة على المخمدات، ثالثاً تمّت إضافة نظام قيادةٍ وتحكم عن بعد بواسطة الجوال الذي نفذه "محمد حسن".

التكاليف التي صرفت على السيارة جميعها من النفقات الخاصة رغم الأحوال المعيشية الصعبة في خضم الظروف الصعبة أيضاً، حيث كلف هذا المشروع مبلغ 600 ألف ليرة سورية، ومع ذلك لم نلقَ أيّ دعمٍ مادي من الكلية التطبيقية، ولا من جامعة "تشرين" ولا من غيرها، وشاركنا بمشروعنا هذا في عدة معارض، مثل معرض المكتبة المركزي في جامعة "تشرين" - قسم الكلية التطبيقية، وفي المتحف الوطني في "اللاذقية "، ومعرض "دمشق" الدولي، ومركز "الباسل" للإبداع والاختراع، واجهتنا عراقيل كثيرة في مسيرة الذهاب إلى معرض "دمشق" الدولي، من عدم التفاهم بين المسؤولين عن المشاريع في الكلية التطبيقية وجامعة "تشرين"، وكذلك سوء التواصل بين الجامعة والمعرض، ما أدى إلى عدم تقييم المشروع وعدم ترشيحه لنيل الجوائز الذي يستحقها».

المهندس هادي جعفر

ويضيف المهندس "محمد حسن "عن مشاركته بالمشروع قائلاً: «أنا مهندس اتصالات في الكلية التطبيقية اختصاص تقانات اتصالات، كان عملي هو التحكم بعمل السيارة عن بعد عن طريق الجوال، أي تحريك السيارة بكلّ الاتجاهات، ومن أجل ذلك احتاجت إلى دارات إلكترونية اسمها (arduino)، ثمّ برمجة هذه الدارات وإضافة عنصر لها اسمه (esp) وظيفة هذا العنصر هو تحقيق نقطة وصول يتمّ الربط عليها عن طريق الجوال مثل أيّ ربط مع شبكة إنترنت، وهذه دارات تعمل على بطاريات 12 فولطاً، بعدها قمنا بتصميم برنامج محاكاة لعمل السيارة على الجوال يحتوي على صيغة موافقة لنظام الأندرويد، مشروعنا هذا الذي صممناه يقوم بتوفير مئات الملايين على المواطن السوري وأيّ مواطن بالعالم، ولكن لم يلقَ أيّ تقدير أو اهتمام».

الدكتور "أيمن يوسف" مشرف على المشروع تحدث عنه قائلاً: «المشروع هو خليطٌ من مجموعة أفكار تمّ تنفيذها على تكوين سيارة هجينة تعمل على أكثر من مصدر للطاقة، كما يمكن استخدامها من قبل المعوقين وجرحى الحرب، وتعتبر هذه السيارة مفاجأة نالت إعجاب الجميع ولو أمكن دعم الشباب أكثر لكان بالإمكان الحصول على سيارة ذات مواصفات أفضل، وذات هيكل أكثر جمالاً إلى درجة إمكانية تصنيع غيرها لتكون رافداً للصناعات الإنتاجية المحلية من خلال الاستغناء عن السيارات المستوردة التي ترهق خزينة الدولة من القطع الأجنبي، ولو تلقوا الدعم الكافي لكان للموضوع كلام آخر، وعلى الرغم من الأزمة التي تمرُّ بها "سورية" لا يزال لدينا إيمان بجيل الشباب القادر على النهوض لإعادة بناء الاقتصاد الوطني القوي بزنود وعقول شبابنا عامةً، وطلاب الكليات التطبيقية خاصةً».

المهندس محمد حسن

يذكر أنّ "هادي جعفر" من مواليد "سلمية" 1997، "محمد عادل حسن" مواليد "طرطوس" 1997، "جعفر البارودي" مواليد "حمص" ١٩٩٥، "علي ديب إدريس" مواليد "حمص" ١٩٩٥، تخرجوا في كلية الهندسة التطبيقية جامعة "تشرين" عام 2019.