بدأت صياغة خواطرها في سنّ مبكرة، وما لبثت أن نضجت الحروف فوق الورق صانعةً عملاً أدبياً باسمها يجتمع في كتاب، ولم تغفل الجانب الروحي في كينونتها الإنسانية، فكان لها حضور لافت في ميدان التنمية البشرية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 تشرين الثاني 2018، مع الكاتبة "جنان وكيل" لتحدثنا بالقول: «بدأت الكتابة في الصف الثامن، والذي دفعني لذلك الفضول أو حبّ الاكتشاف والتجربة، بعدما قرأت العديد من الخواطر في المجلات، فجرّبت أنا أيضاً أن أكتب، وكانت خربشات عفوية في البداية ومجرد خواطر أو مذكرات، في مرحلة الثانوية تطور الأمر فبدأت أقرأ كتباً وروايات، وإلى ذاك الوقت لم يكن يعترف أحد بأنني أمتلك موهبة، ولم أبدأ فعلياً إلا بعد إنشائي موقعاً باسمي على صفحات التواصل الاجتماعي، وبدأت أنشر كتاباتي، ومن هُنا تلقيت التشجيع والدعم إلى أن شاركت عام 2015 بأول مهرجان، ومن هنا كانت البداية على أرض الواقع، فأصبح لدي كتابي الأول "في حضرة النجوم" الذي يضمّ بداياتي، ونالت قصيدة "أنا لست لهم" جائزة اتحاد الكتاب العرب لعام 2016، وبدأت بالخواطر والنثر والشعر، فكانوا يصنّفونني كشاعرة صغيرة، لكنني لا أعدّ نفسي شاعرة، فأنا أهوى الشعر، لكنني لم أحترفهُ، لذلك أنا أعدّ نفسي كاتبة. أحب المجال الروائي والقصصي أكثر من الشعر بكثير، خاصةً أنني أملك خيالاً واسعاً خصباً أستطيع توظيفه جيداً حين أكتب قصة وأعيش شخصياتها وأحداثها».

كانت "جنان" تبدو في أول أيامها وهي تخوض تجربة التعرف إلى ذاتها وسبر إمكانياتها، كالطفل الذي يراقب كل شيء، لكن من دون أن يعطي أي تعبير تفاعلي يظهر تفاعله مع ما يتعلمه في قاعة التدريب، وأذكر شخصياً -لكوني كنت آنذاك مدرّبها- أنه كان أمامي تحدٍّ كبير في أن يحدث ما وصفته هي لاحقاً بنزع القناع وإبراز جوهرها للعلن، وهذا ما يجعلنا نفهم تجربتها ككاتبة، حيث تبرز تجربتها الشعرية والنثرية على السواء في بقائها على حافة تفصل العقلانية الساخرة والجنون المفرط العاطفة، وكأنها تريد أن توصل صرخة مخنوقة لكل أنثى لعلها تنتفض وتكون كما تريد

وتكمل: «في هذا الوقت الراهن أصبحنا نبحث عن أسرع وسيلة للوصول والانتشار، والفيديوهات القصيرة تعدّ الوسيلة الأسرع بتوصيل الكلمة والفكرة بأسلوب مختزل ومفهوم، منذ مشاركتي ببرنامج "نجوم بلا حدود" وأنا أقوم بنشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، فالفيديوهات اليوم أصبحت الحل الأمثل والأسرع نحو الانتشار، ومشاركتي في برنامج "نجوم بلا حدود" وحصولي على المركز الثالث لم يكن من باب الحظ الجيد أبداً، وإنما نتيجة السعي والبحث والطموح والعمل المتواصل، أنا ممتنة جداً لهذه التجربة التي أحدثت نقلة نوعية في مسيرتي الأدبية، وراضية جداً عن الفرص التي نلتها إلى حدّ الآن، لأنني أملك الاستحقاق تجاه كل فرصة تأتي إلي، والفرص لا تأتي بالمصادفة أو الحظ بتاتاً.

"جنان وكيل" وكتابها "في حضرة النجوم"

وهذا مقطع من رواية أكتبها، أيضاً وظفتهُ بفيديو وانتشر انتشاراً كبيراً؛ فيديو "الإدمان العاطفي" الحاصل على المركز الأول ببرنامج "نجوم بلا حدود" بالعرض المباشر السابع:

"يُقال عندما نكتُب فنحنُ ننتهي من الحب؟ فأيّ مصلٍ مُضاد تتجرعُ أنت؟ لماذا الكتابة لم تقتُلك في جوفي؟

"جنان وكيل" أثناء مشاركتها في برنامج "نجوم بلا حدود"

يُضحكني أن يكون الترياق هو أنت!

يُضحكني أن كلّ الأطباء لم يكتبوا اسمكَ في وصفة الدواء..

الأستاذ "ماهر شبانه"

وأن كل أطباء العالم فشِلوا في عملية استئصالِكَ مني"».

وتضيف حول نشاطها في مجال التنمية البشرية: «لديّ شغف فطري بتحليل الشخصيات وحب لغة الجسد والفراسة، فدرست المستوى الأول والثاني مع المدرّب "ماهر شبانه" بالهندسة النفسية لتحليل الشخصية، إضافة إلى كورس الكاريزما، والبرمجة اللغوية العصبية، وأتبعتها بكورسات (أون لاين) لمحاضرين محترفين بعلوم الطاقة الروحية، وأهتم بهذا المجال منذ عام 2016، وقرأت الكثير من الكتب الروحية لأشهر المعلمين الروحيين، ثم بدأت مؤخراً نشر فيديوهات تحفيزية عن الطاقة الإيجابية، إضافة إلى فيديوهاتي الأدبية، وألاحظ التشجيع من قِبل الناس، خاصةً أن مجتمعنا يغرق في السلبية، وهو بحاجة كثيراً إلى الفيديوهات التحفيزية».

الأستاذ "ماهر شبانه" اختصاصي في الإرشاد الاجتماعي، ومدرّب في التنمية البشرية، عنها يقول: «كانت "جنان" تبدو في أول أيامها وهي تخوض تجربة التعرف إلى ذاتها وسبر إمكانياتها، كالطفل الذي يراقب كل شيء، لكن من دون أن يعطي أي تعبير تفاعلي يظهر تفاعله مع ما يتعلمه في قاعة التدريب، وأذكر شخصياً -لكوني كنت آنذاك مدرّبها- أنه كان أمامي تحدٍّ كبير في أن يحدث ما وصفته هي لاحقاً بنزع القناع وإبراز جوهرها للعلن، وهذا ما يجعلنا نفهم تجربتها ككاتبة، حيث تبرز تجربتها الشعرية والنثرية على السواء في بقائها على حافة تفصل العقلانية الساخرة والجنون المفرط العاطفة، وكأنها تريد أن توصل صرخة مخنوقة لكل أنثى لعلها تنتفض وتكون كما تريد».

يذكر أن "جنان وكيل" من مواليد محافظة "اللاذقية"، عام 1996.