بجهد كبير وتقنية متطورة، استطاع "علي سوسي" و"علي ديوب" و"طاهر حسن" و"حسن ديوب"؛ طلاب الهندسة في جامعة "تشرين"، قسم هندسة وإدارة التشييد، والميكاترونيك، وحاسبات وتحكم آلي، توظيف تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR لتطوير نمذجة معلومات البناء BIM، التي تعطي تصوراً واقعياً لشكل المبنى النهائي.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 تشرين الثاني 2018، مع "علي سوسي" طالب هندسة وإدارة تشييد، ليحدثنا عن المشروع الذي أنجزه مع زملائه بالقول: «المشروع كان نتاجاً جماعياً، وهو ثمرة تعبنا ودراستنا خلال سنوات الجامعة، فقد تم الاتفاق مع د. "جمال عمران" على أن يكون المشروع عبارة عن نمذجة لقصر المحافظة الواقع في مدينة "اللاذقية"، وذلك باستخدام برنامج REVIT الذي يعدّ الأداة الرئيسة لتقنية Building Information Modeling" BIM"، وخلال العمل على المشروع لاحظنا وجود بعض النواقص التي تعاني منها هذه التقنية، التي تتمثّل بصعوبة اكتشاف بعض الأخطاء التصميمية، إضافة إلى صعوبة المعاينة الحقيقية للمبنى خلال مرحلة التصميم؛ فكان الحل من خلال توظيف تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR لحل هذه المشكلات، ولاستخدام هذه التقنيات تم التعاون مع فريق برمجي "Future LabY" المختص بتصميم تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزّز، إضافة إلى أن استخدام تقنيتي VR وAR في مرحلة التصميم للمشروع سيساعد في اكتشاف الأخطاء التصميمية ومعالجتها في مرحلة مبكرة، ومعاينة الفراغات بالأبعاد الحقيقية (أحجام، مساحات، ارتفاعات)، وإعطاء تصوراً واقعياً لشكل المبنى النهائي (ديكورات، إكساءات)، وخلق جو من الراحة والثقة مع العميل، كما تقوم بتعزيز المشاهد، إضافة إلى فوائدها في مجال التسويق».

استخدمنا نظارة بهدف إظهار التقنية للمشاهد، حيث كانت كحامل للهاتف المحمول الذي يمثّل وحدة معالجة التطبيق وشاشة العرض الخاصة بالنظارة، كما أنها تحتوي حساسات تقوم بعدة وظائف تتعلق بتحديد درجة دوران رأس المستخدم، إضافة إلى وجود لوحة إدخال لمسية إلى جانب النظارة، وتم استخدام متحكم على شكل مقبض يمسك باليد ويستخدم لإعطاء أوامر للنظارة تفيد في التنقل بين المشاهد

وعن الهدف من المشروع تحدث "علي ديوب" أحد المشاركين به قائلاً: «يهدف المشروع إلى استخدام تقنيات الـReality Virtual وAugmented Reality كأدوات مساعدة في عمليات نمذجة معلومات البناء BIM، وخصوصاً أن قطاع الإنشاءات يعدّ قطاعاً متسارع التطور، حيث يعدّ التعامل مع قضايا التكنولوجيا المهمة أمراً أساسياً لبقائه، ومنها تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزّز؛ فباستخدام تقنية الـVR تم الانتقال من إظهار النموذج ثلاثي الأبعاد ضمن شاشة ثنائية البعد إلى إظهار ثلاثي الأبعاد حقيقي ضمن واقع افتراضي باستخدام تقنية الـVR، أما استخدام تقنية الواقع المعزّز، فيتيح لنا دمج النموذج الموجود في الحاسوب مع الواقع الذي نعيشه؛ كأن ترى من خلال كاميرا الهاتف المحمول صورة الغرفة مع الأثاث، كما يتيح الواقع المعزّز القدرة على التعرّف إلى النماذج ثلاثية الأبعاد من خلال مساقط "مخططات" ثنائية البعد والتفاعل معها، فقد قمت بعمليات النمذجة بشقيها الإنشائي والمعماري لقصر المحافظة في مدينة "اللاذقية" باستخدام البرنامج الهندسي Revit، كما قمت بتوليد مشاهد بانورامية 360 درجة تتوافق مع التطبيق الذي تمت برمجته من قبل الفريق البرمجي كمنصة تشغيل خاصة لهذه المشاهد».

رؤية التصاميم من خلال التقنية باستخدام النظارة

وتحدث "حسن طاهر" عن الصعوبات التي واجهتهم: «تتجسد الصعوبات باعتبار تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزّز تقنيات جديدة، وعليه عدم توفر الأدوات اللازمة لبرمجة تطبيقات تدعم هذه التقنيات؛ وهو ما دفعنا إلى تطوير أدواتنا الخاصة بأنفسنا لتحقيق هذه الغاية، وقمت بتوظيف المعلومات التي تلقيتها في الجامعة بما يخدم المشروع؛ فقد كنت المسؤول عن التطوير البرمجي للمشروع، حيث تم استخدام عدة برامج، منها: Visual Studio، وقد ساهمت التقنيات التي استخدمناها في تخفيض تكلفة مشاريع البناء والإكساء، وذلك من خلال كشف الأخطاء التصميمية للبناء قبل تنفيذه من جهة، ويسمح للزبون بمعاينة نموذج للنتيجة؛ وهو ما يقلل احتمال حصول أخطاء بعد التنفيذ».

بدوره "حسن ديوب" تحدث عن دوره بالمشروع: «تجسد دوري من خلال دراسة كيفية دمج تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزّز مع تقنية الـBIM وإيجاد حلول لتوظيف هذه التقنيات بفعالية، كما عملت على جانب تجربة المستخدم User Experience؛ وذلك لجعل التطبيق سهل الاستخدام من قبل المستخدم، كما أن خبرتي بالعمل في شركة "Future LabY" كمؤسس شريك ومدير تنفيذي من أهم الأسباب التي مكنتني من العمل على إنجاح المشروع، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها من دراستي لهندسة الحاسبات والتحكم الآلي؛ حيث ندرس في هذا الاختصاص طيفاً واسعاً من جوانب التكنولوجيا».

عدسة النظارة التي تظهر التفاصيل داخل المبنى الموجود في التصميم

وتابع: «استخدمنا نظارة بهدف إظهار التقنية للمشاهد، حيث كانت كحامل للهاتف المحمول الذي يمثّل وحدة معالجة التطبيق وشاشة العرض الخاصة بالنظارة، كما أنها تحتوي حساسات تقوم بعدة وظائف تتعلق بتحديد درجة دوران رأس المستخدم، إضافة إلى وجود لوحة إدخال لمسية إلى جانب النظارة، وتم استخدام متحكم على شكل مقبض يمسك باليد ويستخدم لإعطاء أوامر للنظارة تفيد في التنقل بين المشاهد».

وفي حديث مع المشرف على المشروع د."جمال عمران"، قال: «يعدّ المشروع من المشاريع المميزة والجديدة، حيث قام الطلاب بمجهود شخصي برمجي عالٍ جداً بإنتاج برمجية تسمح بتطبيق فكرة الواقع الافتراضي على ملفات منجزة بتقنية BIM التي تلقوها خلال دراستهم في الجامعة، حيث قدموا برمجية مبتكرة تسمح بالتجول الافتراضي داخل مبنى لم يتم إنجازه بعد، والحصول على الانطباع الكامل على مستوى الأبنية والفراغات والتفاعل السمعي والبصري للإنسان داخل المبنى، وكل ذلك قبل إنشاء المبنى بهدف تقديم صورة مسبقة تساعدنا في اكتشاف أي مشكلات وتعارضات هندسية في التصميم، وتعطي انطباعاً شاملاً، ويتمتع هؤلاء الطلاب بقدرة عالية على التجريب والاستنتاج، وهم في الحقيقة شباب مغامرون اتصفوا بالتحدي والإصرار لتحقيق مشروعهم، وقد نجحوا على الرغم من الصعوبات التي واجهتهم».

التصميم المنجز على الورق ورؤيته بتقنية bim

يذكر أن "علي سهيل سوسي" طالب هندسة وإدارة التشييد، من مواليد "قبو العوامية" عام 1996، و"طاهر وسيم حسن" طالب هندسة ميكاترونيك من مواليد "اللاذقية" عام 1996، و"علي غسان ديوب" طالب هندسة وإدارة التشييد من مواليد "اللاذقية "عام 1995، و"حسن غسان ديوب" طالب هندسة حاسبات وتحكم آلي من مواليد "اللاذقية" عام 1994. وحصل مشروعهم على أعلى درجة 90%.