توصّل عدد من طلاب قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة "تشرين" إلى مشروع يقوم بتحويل الضجيج والضوضاء الناتجة عن أصوات المصانع وسكك الحديد وصخب الحفلات إلى طاقة ضوئية تستخدم بإضاءة المنشأة نفسها؛ بتكلفة بسيطة ومردود عالٍ.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 تشرين الأول 2018، مع الطالبة "حنان الحيلونة" إحدى المشاركات بالمشروع، وبالحديث حول فكرة المشروع قالت: «غاية المشروع التقليل من التلوث الصوتي الناتج عن الضوضاء في المعامل ومحطات السكك الحديدية واستخدامها بإنارة هذه المنشآت، الفكرة أتت باجتهاد شخصي بالتعاون مع كل من الطلبة: "أحمد عربية"، "مريم حمدان"، "فراس عدراة"، "يزن سليمان"، و"رهف جهني"، زملائي في قسم الفيزياء، جمعنا حب الاستكشاف وأن نكون فاعلين في جامعتنا وضمن مجتمعنا، أردنا توظيف دراستنا الأكاديمية وربط النظري بالعملي بمشروع يكون له انعكاس على شريحة واسعة من المجتمع؛ أتى ذلك بالتزامن مع معاناتنا كطلاب ومواطنين وأصحاب منشآت من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أثناء الأزمة في "سورية"، التي كان لها انعكاس سلبي على عمل معظم المعامل والمنشآت؛ فكانت فكرة الاستفادة من ضجيج هذه المنشآت بتحويلها إلى طاقة كهربائية، وبعد دراسة الجدوى من المشروع ودعم أساتذتنا في القسم، نجحنا بتنفيذ المشروع وكان المردود أكثر من المتوقع».

يوماً تلو آخر ندرك أهمية علم الفيزياء في حياتنا اليومية؛ لذلك كان من أساسيات التدريس في قسم الفيزياء تدريب الطلاب على كيفية البحث والإبداع بهذا المجال للخروج بأفكار يمكن توظيفها في حياتنا اليومية، وقد كان لنا تجارب عدة ناجحة في قسم الفيزياء؛ إحداها المشروع الذي قدمه مجموعة من الطلاب لتحويل الأصوات الناتجة عن ضجيج المعامل وسكك الحديد وغيرها إلى طاقة كهربائية، فقد نجح الطلاب بتكريس العلوم النظرية التي تلقوها خلال أربع سنوات من الدراسة الجامعية للخروج بفكرة المشروع الذي يعدّ حلاً ناجحاً باستغلال مصادر الطاقة المتجددة في ظل التراجع والشحّ بمصادر الطاقة، فكانت فكرة الاستفادة من الضوضاء وتحويل اهتزازاتها إلى طاقة كهربائية يسهل التعامل معها بطريقة آمنة واقتصادية إذا ما قورنت بالجدوى منها والخدمة التي قدمتها، كما أن المشروع قابل للتطوير

بدوره الطالب "أحمد عربية" تحدث عن آلية عمل المشروع وإمكانية التطبيق، قائلاً: «بما أن المشروع موجه إلى عامة الناس، فقد عمدنا البساطة بآلية العمل والأدوات المستخدمة الموجودة في السوق المحلي وبأسعار مقبولة، وبتنفيذ المشروع استخدمنا محولة كهربائية 12 فولتاً وضوءاً صغيراً وجهاز مستقبل "سبيكر"، إضافة إلى تطبيقات أخرى، مثل الميكرفون وجهاز السيسموغراف الخاص بتسجيل الاهتزازات الأرضية، فعند صدور الصوت يقوم الـ"سبيكر" بتلقي الأمواج الصوتية التي تأتي على شكل اهتزازات ميكانيكية، فيهتز الغشاء الخارجي له بتجاوب تام مع المنبع الصوتي، ونتيجة الاهتزازات ضمن الحقل المغناطيسي الموجود داخل الـ"سبيكر" يتولد حقل كهربائي يمرر بواسطة أسلاك إلى محولة تقوم برفع جهده ليتحول بذلك إلى ضوء. ويقدم المشروع شرحاً للمفهوم الفيزيائي بتحويل الطاقات والاهتزازات الميكانيكية ومنها الصوت إلى طاقة كهربائية يسهل التعامل معها، وقد تمّ تطبيقه ضمن مختبرات الأبحاث، وكانت النتائج إيجابية على أمل الاستفادة منه صناعياً وتطبيقه على نطاق واسع، وقد تمّ تبني المشروع ولقي إعجاب الأساتذة في القسم، حيث يعدّ من المشاريع القابلة للتطوير بأساليب متعددة؛ حيث يمكن الاستفادة من مختلف مصادر الطاقة المتجددة».

جهاز تحويل الضوضاء إلى طاقة كهربائية

بدوره الدكتور "محيي الدين نظام" المشرف على المشروع، يقول: «يوماً تلو آخر ندرك أهمية علم الفيزياء في حياتنا اليومية؛ لذلك كان من أساسيات التدريس في قسم الفيزياء تدريب الطلاب على كيفية البحث والإبداع بهذا المجال للخروج بأفكار يمكن توظيفها في حياتنا اليومية، وقد كان لنا تجارب عدة ناجحة في قسم الفيزياء؛ إحداها المشروع الذي قدمه مجموعة من الطلاب لتحويل الأصوات الناتجة عن ضجيج المعامل وسكك الحديد وغيرها إلى طاقة كهربائية، فقد نجح الطلاب بتكريس العلوم النظرية التي تلقوها خلال أربع سنوات من الدراسة الجامعية للخروج بفكرة المشروع الذي يعدّ حلاً ناجحاً باستغلال مصادر الطاقة المتجددة في ظل التراجع والشحّ بمصادر الطاقة، فكانت فكرة الاستفادة من الضوضاء وتحويل اهتزازاتها إلى طاقة كهربائية يسهل التعامل معها بطريقة آمنة واقتصادية إذا ما قورنت بالجدوى منها والخدمة التي قدمتها، كما أن المشروع قابل للتطوير».

يذكر أن الطالبة "حنان الحيلونة" من مواليد "حماة" 1995 "، أحمد عربية" من مواليد "اللاذقية" 1993 ، "يزن سليمان" من مواليد "اللاذقية" 1995 ، "فراس عدرة" من مواليد "اللاذقية" 1993 ، "رهف الجهني" من مواليد "اللاذقية" 1995 ، و"مريم حمدان" من مواليد "طرطوس" 1995، وهم من طلاب قسم الفيزياء سنة رابعة، وقد شاركوا بمشروعهم ضمن المعرض السنوي الأول لمشاريع الكليات التطبيقية الذي أقيم مؤخراً في المكتبة المركزية بجامعة "تشرين"، والذي تضمن 53 مشروعاً علمياً في مجالات متعددة.

مع الدكتور محيي الدين المشرف على المشروع