بطموحه الكبير، ورغبته الحقيقية في المساهمة بتطوير القطاع الصحي في "سورية"، استطاع الدكتور "أليكسي يوسف" الحصول على منحة "رودز"، ليكون أول طالب من جامعة "تشرين" يقبل في جامعة "أكسفورد" تقديراً لتفكيره الإيجابي، ونشره العديد من المقالات في مجلات محكمة عالمياً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 تشرين الأول 2018، وعن دوافعه لدراسة الطب يقول: «اخترت دراسة الطب كي أمتلك القدرة على تغيير حياة الناس نحو الأفضل، وخلال سنوات الدراسة كنت شاهداً على الدمار الكبير الذي لحق بالنظام الصحي في "سورية"، بسبب تضرر عدد كبير من المشافي أثناء الحرب، وخروج بعضها من الخدمة، إلى جانب مغادرة الكثيرين من الأطباء إلى الخارج، مع تعرض قطاع الصناعات الدوائية لأضرار كبيرة بينما كان مزدهراً قبل الحرب، وأمام هذا الواقع قررت أن أكون جزءاً من بناء مستقبل مشرق للرعاية الصحية في "سورية"، فلن يأتي شخص من الخارج لإعمار النظام الصحي، وعلينا نحن الشباب أن نكون يداً واحدة، ونعمل معاً ليعود البلد أقوى».

اخترت دراسة الطب كي أمتلك القدرة على تغيير حياة الناس نحو الأفضل، وخلال سنوات الدراسة كنت شاهداً على الدمار الكبير الذي لحق بالنظام الصحي في "سورية"، بسبب تضرر عدد كبير من المشافي أثناء الحرب، وخروج بعضها من الخدمة، إلى جانب مغادرة الكثيرين من الأطباء إلى الخارج، مع تعرض قطاع الصناعات الدوائية لأضرار كبيرة بينما كان مزدهراً قبل الحرب، وأمام هذا الواقع قررت أن أكون جزءاً من بناء مستقبل مشرق للرعاية الصحية في "سورية"، فلن يأتي شخص من الخارج لإعمار النظام الصحي، وعلينا نحن الشباب أن نكون يداً واحدة، ونعمل معاً ليعود البلد أقوى

ويتابع: «كي أشارك مشاركة فعالة، عليّ التعلّم أكثر عن نظم الرعاية الصحية لأتعلم عن المشكلات التي تواجه الأنظمة الصحية في البلدان النامية، والأساليب الممكنة لتطويرها، لأختار الأكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع، لذلك سأدرس ماجستير في نظم الرعاية الصحية في البلدان النامية في السنة الأولى في جامعة "أكسفورد"، وفي السنة الدراسية الثانية سأدرس إدارة الأعمال؛ فلديّ اهتمام كبير بعالم الأعمال، وأجد أنها الوسيلة التي يمكن من خلالها تحقيق التغيير الجذري في مجال الرعاية الصحية، لأنني كطبيب سريري يمكنني أن أقدم الفائدة إلى عدد محدود من الأشخاص، لكن كرجل أعمال متخصص بمجال الطب، سأصبح قادراً على تغيير حياة الملايين. أرى في مجال الأعمال الطبي الوسيلة التي تمكنني من خدمة المجتمع، وسدّ الثغرات في مجال الرعاية الصحية في "سورية"».

يقدم أحد الأبحاث

وفيما يتعلق بحصوله على المنحة يقول: «أُسّست منحة "رودز" عام 1903، لتصبح أقدم وأعرق منحة في العالم، تستمر لمدة سنتين أو ثلاث، وما يميزها على الصعيد العالمي صعوبة الحصول عليها؛ إذ تعدّ في "الولايات المتحدة الأميركية" أفضل إنجاز أكاديمي، وتتنافس الجامعات الأميركية على عدد خريجيها الذين حصلوا عليها، وتتميز بأنها أكثر المنح تنافسية في العالم، لصرامة ودقة المعايير في الاختيار، التي تتم على مراحل، ومنذ مدة قريبة تم اختيار شخصين من دول "سورية، الأردن، فلسطين، لبنان" للفوز بها، وهي متاحة لجميع المجالات الدراسية، ويلعب المعدل الجامعي دوراً محدوداً في الحصول على منحة "رودز"؛ إذ هناك لجان تقييم تبحث عن أشخاص يمتلكون التفكير الإبداعي، وروح المبادرة، والرغبة بإحداث تغيير إيجابي، وكان هذا واضحاً خلال المقابلة على مدار يومين، ففي اليوم الأول يتم التعرّف إلى قدرة المتقدم على بناء علاقات اجتماعية مع أعضاء لجنة التقييم من خلال نشاط اجتماعي، والثاني عبارة عن مقابلة شخصية، وتم اختيار 12 شخصاً لحضور المقابلة في "الأردن"، وتمّ اختياري من "سورية" وشاب فلسطيني للفوز بها».

وفيما يتعلق بأنشطته العلمية والبحثية يقول: «أسّست فريق "ميد البحثي"؛ وهو فريق طلابي تطوعي يهدف إلى دعم البحث العلمي والرعاية الصحية والتعليم الطبي في "سورية"، ومساعدة الطلاب على اكتساب مهارات البحث العلمي التي يحتاجون إليها للبدء بمسيرتهم البحثية، وعدد أعضائه ثلاثون فرداً، كما نشرت العديد من الأبحاث؛ منها بحث عن حالة سريرية نادرة تم تشخيصها في "سورية" نشرته في مجلة "أكسفورد" للحالات السريرية في عام 2017. كما تعرّفت إلى النظام الصحي في "الولايات المتحدة الأميركية"؛ من خلال تدريب استمر شهرين بمستشفى تابع لجامعة "ويل كورنل" في "نيويورك"، وعملت في إصلاح القطاع الصحي الأولي في "أوكرانيا" لمدة ستة أشهر، وخلال السنة المقبلة ستتيح لي المنحة التعرّف إلى النظام الصحي في "بريطانيا". وهدفي الأول الحصول على العلم والمهارات، وإقامة الصلات التي ستمكنني من المشاركة بفعالية في إعادة نظام الرعاية الصحية في "سورية"، وأنا جاهز للعودة عند انتهاء الدراسة، وإقامة المشاريع لتطوير القطاع الصحي في حال توفرت الصيغة التي تسمح لي بتطبيق أفكاري ورؤيتي».

في جامعة "أكسفورد"

بدورها الدكتورة "سوزان الشمالي" الأستاذة في جامعة "تشرين" تقول: «تعود معرفتي بـ"أليكسي" إلى السنة الدراسية الثالثة في كلية الطب البشري، حيث قمت بتدريسه علم المناعة، ومن خلال دورات تدريبية في البيولوجيا الجزيئية التي أقيمت في مركز "التقانة الحيوية" في جامعة "تشرين"، والمؤتمرات والدورات العلمية المعتمدة في الكلية، وهو من الأوائل على دفعته، ومن أفضل خريجي كلية الطب خلال سنوات تدريسي فيها، وطالب استثنائي على عدة مستويات، يتميز بامتلاكه نضجاً كبيراً، ويتمتع بثقافة عالية نقدية أمنت له وعياً بما يدور في العالم ككل على مستوى العلوم الطبية، تغذيه إرادة عالية، وتصورات طموحة لردم الهوة بين النظم الصحية المتقدمة، وتلك التي تسعى للوصول إلى مرحلة مثالية، إضافةً إلى اهتمامه بالبحث العلمي المتقدم الذي يوازي اهتمامه بالحاجات الأساسية للبحث العلمي النامي في بلداننا، وفريقه "ميد" البحثي، الذي أسسه بمبادرة شخصية، اهتمّ بمسح مرض "الليشمانيا" في الساحل السوري؛ من خلال ورشة عمل ناجحة. يملك قدرات قيادية وتنظيمية واضحة، وحسّاً بأهمية العمل كفريق، ويتمتع بشخصية جذابة دائمة الابتسام، وحصوله على المنحة هو مدعاة فخر وفرح بالنسبة لنا».

من جهته الدكتور "زهير الشهابي" رئيس قسم علم الأمراض في كلية الطب بجامعة "تشرين" ومستشفى "تشرين" الجامعي، يقول: «ما يميز الدكتور "أليكسي يوسف" أنه يفكر خارج الصندوق، طموحه كبير جداً، هو ليس طالباً تقليدياً، لديه اهتمام بالبحث العلمي والنشر الخارجي، ولديه اهتمامات ونشاطات خارج المنهاج الجامعي، عرفته حين كنت أستاذه في كلية "الطب" في السنة الرابعة؛ لاحظت تميزه واهتمامه، حيث عمل على تأسيس فريق في مجال البحث وصناعته، وجمع الطلاب في كلية الطب، ونظم لهم دورات تدريبية ضمن فريق عمل، حيث قام بنشر حالة مهمة ونادرة عن العقد اللمفاوية في مجلة عالمية، ونحن نفخر بقبوله في منحة "رودز" في جامعة "أكسفورد" العالمية، التي تعدّ من أعرق الجامعات في العالم، واختاروه لأنهم أعجبوا بسيرته الذاتية؛ لأن لديه أنشطة بحثية، واهتمامات متنوعة، فهم لا يهتمون بكونه الأول على كليته في المجموع، بقدر ما يهتمون بأن لديه نشاطات بحثية، فهو متفوق من ناحية المقدرة اللغوية، والنشر في المجلات العالمية، ولديه بعدٌ مجتمعي وفكري وثقافي، واهتمام كبير بما يدرس خارج الكلية».

أمام الجامعة الاميركية في "بيروت"

الجدير بالذكر، أن "أليكسي يوسف" سوري، ولد في "أوكرانيا" عام 1994، تخرّج في كلية "الطب" بجامعة "تشرين" عام 2018.