بفكرة جديدة قدم كلاً من "رونق القدّار" و"توما بيطار" مبادرة "تجرأ" الخاصة بالرقص في الشارع من خلال فيديو مصور في الأحياء التراثية القديمة في مدينتي "جبلة" و"اللاذقية"، حيث نزلا إلى الشارع وقدما مشهداً تعبيرياً راقصاً كسر رتابة الشارع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 كانون الأول 2017، المهندسة الزراعية "رونق القدّار" صاحبة فكرة مبادرة "تجرّأ"، فتحدثت عن تجربتها وفكرة المبادرة قائلة: «عملت منذ ست سنوات في المسرح الجامعي، كان هناك ورشة للتمثيل وقرر المدرّس آنذاك عمل تمارين للرقص المعاصر، وقد طورت نفسي في هذا الجانب من خلال شبكة الإنترنت واليوتيوب. فكرة الرقص في الشارع موجودة عالمياً ورأيتها منذ مدة طويلة على شبكة الإنترنت (رقص باليه)، فقررت نقلها إلى مدينتنا، ثم اجتمعت مع "توما" ووجدت أنني أستطيع مشاركته أفكاري، والتجربة قوامها الانسجام، وبعد أن انتشر الفيديو أخذ منحى كبيراً على المستوى الفكري، والرقص التعبيري لغة نعبر من خلالها عن ذواتنا، ودعوة للجرأة وكسر الحواجز بداخلنا».

تجربة تستحق الاهتمام (الرقص في الشارع) بعنوان جميل ومعبّر جداّ "تجرّأ"، صبايا وشباب من "اللاذقية" ينقلون إلينا الفرح والجمال، هي تجربة جميلة وجريئة

وتتابع القول: «لم تكن تجمعني صداقة مع "توما" سابقاً، وفي العمل لا يفرض أحدنا آراءه على الآخر، لكن هناك توافقاً في الأفكار، وبدأنا منذ شهرين طرح الفكرة واستفدنا من تدريباتنا قبل إطلاق المبادرة، لدي جملة أقولها دائماً: (الجسد لا يكذب)؛ فقد أكذب بالكلام والتصرفات، لكن اخترنا الطريق الصادق، وهو أن أسمع الموسيقا من خلال الجسد وليس الأذن، وكأن الموسيقا تخرج منه، والعين حين تشاهد شيئاً جميلاً تتقبله حتى لو خرج عن المألوف؛ لأنه يجسد الجمال، المبادرة كوّنت جدلاً بطريقة إيجابية؛ فالرقص يحمل الصدق، ووجدت بنظرات بعض الأشخاص في الشارع أنهم كانوا يبحثون عن تلك المشاهد».

رونق وتوما أثناء التصوير

أما "توما بيطار" طالب هندسة عمارة في السنة الرابعة، والمهتم بالإعلام وصناعة الفيديو والتصوير والمونتاج والإخراج، فتحدث قائلاً: «انتسبت إلى المسرح الجامعي عام 2014، وكنت مسؤولاً عن صناعة فيديو مبادرة "تجرّأ" بالتصوير والمونتاج والإخراج، تشاركت مع "رونق" الأفكار والعمل، حيث قدمتْ رقصة تعبيرية في الأحياء القديمة التي تحمل ملامح تراثية في مدينتي "اللاذقية" و"جبلة"، وفي ذلك محاولة منا لنظهر معالم مدينتنا وأصالتها وهوية المكان الذي نصور فيه، وخاصة أننا نعرض الرقص المعاصر، فالتضاد بين الرقص المعاصر والأحياء القديمة قدم جمالية، كما صورنا على الكورنيش البحري في "جبلة"، إضافة إلى أنه لم يكن الهدف فقط التصوير في الشارع، بل كنا نريد أن نحرض الإحساس بالجمال لدى المشاهد في المكان والحركات والموسيقا، كانت ردة الفعل إيجابية، وأضافت الرقصة في نهايتها المتعة بداخلهم».

ويضيف عن فكرة المبادرة قائلاً: «الفن لا يقيده مكان محدد، ونحاول نقل الجمال بالفن إلى المتلقي في المكان الذي يمرّ أو يعيش أو يعمل به، فتوجهنا إلى الناس برقصنا، ربما لن يذهبوا إلى مسرح ليحضروا الرقصة، بينما جئنا إليهم وكسرنا نمطيته وروتينه الذي اعتادوه، نشرنا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤثر فينا بطريقة أو بأخرى، وأصبح كل شخص قادراً على تقديم فكره من خلاله، لدينا هذا المنبر بين أيدينا واستفدنا منه بتوصيل أفكارنا، ولدى كل شخص كلمة عليه أن يقولها بأسلوب صحيح، وفي المكان الصحيح».

في أحد الأحياء القديمة

يقول الكاتب "عصام حسن" عن مبادرة "تجرّأ": «تجربة تستحق الاهتمام (الرقص في الشارع) بعنوان جميل ومعبّر جداّ "تجرّأ"، صبايا وشباب من "اللاذقية" ينقلون إلينا الفرح والجمال، هي تجربة جميلة وجريئة».

الجدير بالذكر، أن المشروع ما يزال قائماً ويضمّ مجموعة من الشباب الجامعيين، كما أن "رونق القدّار" من مواليد عام 1990، و"توما بيطار" من مواليد عام 1995.

الكاتب عصام حسن