حملت على عاتقها مهمة تأهيل الشباب لبناء جيل واثق بنفسه قادر على قيادة مستقبله؛ انطلاقاً من إيمانها بجيل الشباب في بناء الوطن من خلال مساعدتهم في تدارك المشكلات التي تعيق تحقيق أحلامهم.

في حديثها لمدونة وطن "eSyria" في 14 حزيران 2016، تقول المدرّبة "ريم خضور" الحاصلة على حماية فكرية من وزارة الثقافة عن حقيبة تدريبية مبنية على قواعد علمية سليمة لتنمية مهارات الأطفال في مشروع "الريادي السوري"؛ لأنه البرنامج الأول من نوعه في "سورية": «يعتمد برنامج "الريادي السوري" مجموعات تدريبية مقسمة حسب عمر الأطفال، أما النشاط المشترك بين كل الفئات، فهو تعليم القيم؛ الجميع يتحدثون عن القِيَم، لكن نحن نعطي القيم بطريقة ملموسة، نخرج من الإطار النظري ويلمس الطفل القيمة، نحول القيمة إلى عادة وسلوك، يعيش الطفل تفاصيلها، نقوم بتمرين خارجي يطبقه الطفل، ففي "كورس المواطنة الفاعلة" قام الأطفال بجلسة تدريبية في المتحف الوطني، ولمسوا معنى أن تكون مواطناً فاعلاً تحافظ على آثار بلدك».

المدرّبة "ريم" في كل تدريب تتحاور معنا وتحترم رأينا، وتناقشنا في كل فكرة؛ لهذا تعلمت أنني شخص فاعل ولي دور وكيان خاص بي

"الريادي السوري" مشروع موجه للأطفال والناشئة بدأ عام 2013، يهدف إلى زرع القيم والمفاهيم كمادة أساسية يجري تزويد الطفل بها وفق طرائق عالمية في معاييرها وأساليبها تستثمر التعلم عن طريق اللعب، أدوات التدريب هي: التعلم عن طريق اللعب، العصف الذهني، المسرح، ومنها الغناء، والكورال، والباليه.

تعزيز قيمة الثقة

تضيف "خضور": «لتعزيز قيمة التطوع لدى الأطفال ذهب الرياديون إلى مستشفى سرطان الأطفال وقدموا جلسة كاملة للمرضى؛ غنوا ولعبوا معهم وقدموا لهم الهدايا. وكي لا ينسوا هذا النشاط قمت بالربط من خلال إنشاء سيرة ذاتية لأطفال الريادي في مشروع تخرجهم، وكتبت أنهم تطوعوا لمدة 4 ساعات، وكان أول "C.V" يقدم لطفل، كي يبدأ وعيهم إدارياً أن كل شخص يجب أن يمتلك سيرة ذاتية، فقيمة التطوع ترسخت عندهم أكثر، وأصبح الطفل من تلقاء نفسه يتطوع لأننا ربطناها بشيء إداري».

برنامج "الريادي الباحث" من عمر 6 حتى 8 سنوات، هؤلاء يتم العمل معهم على موضوع البحث العلمي، ويبدؤون جمع المعلومات المفيدة للبحث الذي يعملون عليه، تضيف "خضور": «نقسمهم إلى مجموعات، وعلى مدى ثلاثة أشهر يكون عملنا فقط جمع معلومات بطريقة موثوقة؛ ليتعلّموا عدم أخذ أي معلومة، وعليهم البحث عنها في أكثر من مصدر».

دارين صالح وآدم علوش

يعمل الأطفال ضمن الفئة العمرية من 9 حتى 11 عاماً ضمن برنامج "الريادي المفكر" على مهارات التفكير، فمن المهم جداً أن يشعروا بقيمة الحصول على المعلومة الصحيحة، تشير "خضور": «في نهاية كل نشاط لدى الأطفال مشروع يقدمونه في حفل يتحدثون أمام عائلاتهم عن مشاريعهم، نترك حرية الاختيار والقرار للأطفال، نكون جاهزين للتنفيذ. أما في المرحلة التالية من عمر 12 حتى 14 عاماً "الريادي المبدع"، فنرفع المعيار أكثر، وندخل في مهارات تفكير عليا؛ تفكير ونقد إبداعي. والمرحلة الأخيرة "الريادي المنفذ"، وفيها نهيئ الشباب ضمن العمر من 15 حتى 18 عاماً ليدخلوا سوق العمل».

عن تفرد المرحلة الأخيرة، تتحدث "خضور": «صممنا لهذه المرحلة ريادة الأعمال، وفيها كل ما يحتاج إليه الشاب، ويختار فرعه الجامعي الذي يراه مناسباً وفق ميوله هو وبما يتناسب مع مشروعه الصغير؛ لأن ريادة الأعمال تكون قد حددت لهم مشاريعهم وفق ما يقررونه».

لوسي علي وكنان بدران

يتم تتبع مواهب الأطفال وتعزيزها، تقول "خضور" في هذا الشأن: «نحن لا ندرب على هوايات، إنما نتبع الميل ونعززه؛ فاختيارنا لأغاني "الكورال" تكون فيها قيم، و"الباليه" نطلب من المدرّب أن يقدم لوحة فيها قيمة معينة، ونعزز القاموس اللغوي؛ فيصبح حديثه متميزاً عن أقرانه».

عن نتائج العمل، تقول "خضور": «لدينا اختصاصية بقياس الأثر عند الطفل حاصلة على ماجستير في علم النفس، تجتمع مع الأطفال وتراقب الحالات الفردية، وقياس الأثر يكون قبلي وبعدي، ونقوم بجلسات للأهل يطرحون أفكارهم، ونقدم أفكارنا».

"دارين صالح" والدة "آدم علوش" من الأطفال المشاركين في برنامج "الريادي السوري"، تقول: «"آدم" بدأ منذ انطلاقة البرنامج، صقلت شخصيته، نحن كأهل أصبحنا نعرف كيف نتعامل معه أكثر من خلال تواصلنا مع المدربين من خلال ما يتعلمه أطفالي هنا في المركز وينقلونه لنا إلى المنزل، تغيرت طريقة تعاملنا معه كطفل، اكتسب قيماً كثيرة أصبحت واضحة في سلوكه، صار قيادياً وسيد نفسه في أي مكان يكون فيه، ثقته بنفسه عالية، وقف على المسرح بعمر صغير، طريقة كلامه، استخدامه تعابير ومصطلحات لغوية مميزة، أصبح يقيّم الآخرين، وكل ذلك بفضل القائمين على البرنامج، وعلى رأسهم المدرّبة "ريم"».

الطفل "آدم علوش"، يقول: «عمري 10 سنوات، كنت أخجل، أما الآن، فقد ازدادت ثقتي بنفسي، تعلمت قيماً جديدة، حتى في المدرسة صرت أتخيل وأفهم قبل الحفظ؛ لأن المدرّبة "ريم" من خلال نصائحها علمتنا أن نفكر في الكلام قبل تنفيذ أي أمر».

"لوسي علي" والدة "كنان بدران"، تقول: «أصبح مبادراً ومتعاوناً، ويحب المساعدة، ويقبل رأي الآخر، كان يحلل الأمور لتكون لمصلحته، أما الآن، فهو يفكر بالآخر ويتقبله، وينقل ما تعلمه في التدريب إلى المنزل ويطبقه، لأنه تعلم من خلال ما حصل عليه أثناء التدريب مع المدربة "ريم" أن رأيه سيلاقي قبولاً إذا ما ناقش بطريقة عقلانية».

الطفل "كنان بدران"، يقول: «المدرّبة "ريم" في كل تدريب تتحاور معنا وتحترم رأينا، وتناقشنا في كل فكرة؛ لهذا تعلمت أنني شخص فاعل ولي دور وكيان خاص بي».

تختتم "خضور" بالقول: «أؤمن بمدرسة التعليم، والتدريب، والتربية بالحب. السلوك عند الطفل لا يظهر أثره فوراً، ربما يحتاج إلى سنوات كي يظهر، فإذا كان لدينا الحكمة الكافية نبدأ بالطفل؛ ببنائه نبني شباباً للمستقبل».

يذكر أن "ريم خضور" من مواليد "اللاذقية"، مدرّبة معتمدة من الأكاديمية الكندية للتدريب والتطوير ومن المركز الدولي للبناء الإنساني، وعضو الأكاديمية الكندية للتدريب والتطوير، وعضو البورد الأميركي للبرمجة اللغوية العصبية، وحاصلة على "ماستر" بالبرمجة اللغوية العصبية، وتهدف إلى تصميم برامج تدريبية لمختلف الشرائح العمرية وتدريبها بطرائق فعالة وعملية بما يتوافق مع حاجات المتدربين ليكونوا مؤثرين في حياتهم ومجتمعاتهم.