آمن "عيسى الخطيب" بأن على المبدع أن يطرح مشكلة جوهرية ويبحث عن حل لها، فصمم ونفذ "الذراع الداعم البشري"؛ ليخفف من معاناة الشخص المصاب ويمكنه من متابعة حياته بأقل تكلفة ممكنة.

يتميز هذا المشروع بالنفحة الإنسانية ليتابع الشخص المصاب حياته بأقل معاناة ممكنة؛ مدونة وطن "eSyria" التقت طالب هندسة الميكاترونيك بجامعة "تشرين" "عيسى الخطيب" بتاريخ 5 تموز 2016، وعن بداياته بهذا المجال قال: «عندما كنت بالصف الرابع الابتدائي استهواني شكل الدارات الإلكترونية، وبتشجيع من أستاذي المهندس "محسن حريفة" وبمعهد متواضع تعلمت منه الكثير في هذا المجال، وهو ما سمح لي وخلال مدة وجيزة من تطوير قدراتي، حتى إنني شاركت بمعارض تتضمن تصميم دارات إلكترونية وصيانة هواتف وكمبيوترات محمولة، وبالصف الحادي عشر بدأت إعطاء دروس برمجة لطلاب الجامعة، وعندما حصلت على الشهادة الثانوية بعلامات عالية اخترت دراسة هندسة الميكاترونيك لأكون مفيداً لمجتمعي وأساعد أكبر عدد ممكن من الناس».

عندما كنت بالصف الرابع الابتدائي استهواني شكل الدارات الإلكترونية، وبتشجيع من أستاذي المهندس "محسن حريفة" وبمعهد متواضع تعلمت منه الكثير في هذا المجال، وهو ما سمح لي وخلال مدة وجيزة من تطوير قدراتي، حتى إنني شاركت بمعارض تتضمن تصميم دارات إلكترونية وصيانة هواتف وكمبيوترات محمولة، وبالصف الحادي عشر بدأت إعطاء دروس برمجة لطلاب الجامعة، وعندما حصلت على الشهادة الثانوية بعلامات عالية اخترت دراسة هندسة الميكاترونيك لأكون مفيداً لمجتمعي وأساعد أكبر عدد ممكن من الناس

وعن فكرة "الذراع الداعم البشري" قال: «بداية تطوعت بعدد من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالمصابين المدنيين والعسكريين، ووجدت أن معاناة القسم الأكبر شلل أو بتر لطرف من الأطراف؛ فقررت تصميم ذراع داعم بشري، وهو عبارة عن ذراع داعم آلي يتم التحكم به عن طريق كف يمكن ارتداؤه على اليد البشرية يقوم بقراءة حركة اليد عبر عدد من الحساسات، ويقوم الكف الآلي بتقليد حركات الكف البشرية بسرعة ودقة عاليتين، يمكن استخدامه لدعم الأطراف البشرية المشلولة (الذراع البشري مبدئياً)، ولعلاج مجموعة كبيرة من أنواع الشلل والعطب بالأوامر العصبية والحركية والعضلية، إضافة إلى أنه يمكن استخدامه في تقوية الأطراف بوجه عام من خلال إعطاء قوة بالمحركات تساوي 3 أضعاف القوة البشرية الطبيعية للإنسان الطبيعي والعلاج الفيزيائي».

الكف الداعم البشري

وعن آلية العمل يقول: «يتم ارتداء الكف الحساس بيد والذراع الداعم باليد الأخرى، يرتبط الذراع بمجموعة من المحركات التي تعمل عملاً فيزيولوجياً تخصصياً داعماً، لتعطي حركة مشابهة لحركة شد ورخي الأوتار في الذراع، كما في الذراع البشري تماماً وبقوة مناسبة جداً.

وبالنسبة إلى إنسان لديه شلل بأحد الأطراف، عند إعطاء اليد المشلولة إمكانية الحركة بحركة مشابهة لحركة اليد الطبيعية، هو إعطاء أمل جديد بالحياة لفاقده، وهذا الجهاز يقدم من 60% إلى 70% من عمل الذراع الطبيعية بتكلفة مناسبة؛ فلم تتعدَّ تكلفة التصنيع اليدوي مبلغ 86 ألف ليرة سورية».

الدكتور محسن داود

وعن الأفكار المستقبلية لتطوير مشروعه قال: «حالياً يتم العمل على الجانب العصبي لتصبح الذراع تعمل بأوامر عصبية لكن بتكلفة كبيرة وأنا غير قادر على تحملها شخصياً، لكن مبدئياً توصلت إلى تحريك الذراع عصبياً من فتح وضم للكف فقط بطرائق بدائية لكنها فعالة من الناحية العصبية، وبذلك يصبح الجهاز بديلاً حقيقياً وداعماً للطرف المشلول من دون استخدام الكف الحساس، والتكلفة تتعدى 250 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تكاليف تجميل الجهاز.

يتوفر حالياً بالأسواق كفّ داعم بدقة بسيطة وبتكلفة 2 مليون ليرة سورية، علماً أنه بسيط وغير فعال، وتزيد التكلفة بزيادة الإمكانيات لتصل إلى 6 مليون ليرة سورية، وهو ما لا يستطيع جندي من جنود جيشنا تأمينه. ومشروعي قابل للتطوير ليشمل كافة الأطراف».

الكف االبشري مركب

الدكتور "محسن داود" أستاذ التحكم الآلي بقسم الميكاترونيك ورئيس القسم بمرتبة بروفيسور قال: «أركز على إنجاز الطلاب لمشاريع تطبيقية ذات تطبيق عملي في حياتنا، وهذا ما يؤكد أهمية المهندس لإيجاد حل مناسب لمشكلة مهمة، ويكون مفيداً ومساعداً للبلد، وهذا ما كان في مشروع الطالب "الخطيب"، حيث كانت الفكرة في البداية تقوم على إنجاز ما يحاكي حركات اليد البشرية عبر نظام ميكاترونيك ذكي، قبل أن تتطور الفكرة للداعم البشري لمن فقد ذراعه، وأبدى مقدرة عالية على تطويع التكنولوجيا بما يفيد الوطن، ومثابرته على تطوير المشروع بما يخدم المصابين من أفراد الجيش والمدنيين، حيث إنه أمضى أوقاتاً طويلة في ورشة الميكاترونيك يجرب ويختبر بلا كلل. ويتميز المشروع فنياً بالاستخدام الفعال لآخر ما أنتجته التكنولوجيا، من حساسات حديثة ومشغلات دقيقة ومتحكمات ذكية قابلة للتعلم؛ وهو ما يجعله الأكثر تطوراً وحداثة».

يذكر أن "عيسى الخطيب" من مواليد 1994 "اللاذقية"، يدرس إدارة أعمال ومتطوع لدى الأمانة السورية للتنمية منذ 2006، وعازف محترف على آلتي العود والغيتار.