فكرة الروبوت ليست جديدة في عالم الأتمتة، لكن ما يميز "روبوت التنظيف الذكي عن طريق التحكم"؛ بناؤه من مواد محلية تقريباً، إضافة إلى العمل على البطاريات في ظل الأزمة الراهنة لقطّاع الكهرباء، كما تختلف طرائق التحكم به عن غيره.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 حزيران 2016، الطالب "علي شحوّد" من كلية الهندسة الميكانيكية السنة الرابعة - قسم "الميكاترونيك"، وهو صاحب فكرة الروبوت ومنفذ المشروع، فحدثنا قائلاً: «الفكرة طرحتها للتنفيذ العلمي، وهي موجودة في "اليابان" و"أوروبا" بتكلفة 700 دولار، يعمل الروبوت آلياً؛ وهو ما يسهل عملية التنظيف في المنزل، تكلفته منخفضة مقارنة بأجهزة التنظيف المتوافرة بالأسواق، وهو يسهل على سيدات المنازل التنظيف بأريحية، غير أنه في ظل غياب التيار الكهربائي لوقت طويل اشتغلت على أن يعمل بالتيار المستمر (البطاريات) وذلك يلغي الكابلات والتوصيلات الكهربائية خارج هيكل التصميم، وهي خاصية مهمة في تقليل استهلاك الطاقة».

جميل أن نرى التطبيق العملي من خلال مشروع واحد، فقد رجعت إلى كل معلومة من بداية السنة الأولى حتى السنوات الأخيرة، وبحثت عن المهم في كل مادة، واكتشفت الكثير مما لا يهم ومما لا نستخدمه في الكثير من التصاميم، ورأيت في هذا الروبوت كتصميم رغبة أكيدة لدى "علي" بإثبات نفسه؛ فالغاية الأساسية ليست بالجدوى المادية، بل إثبات جدارة، وثقة بالنفس

وحول هيكل الفكرة والعمل عليها كمشروع يضيف: «أخذ التحضير معي تقريباً شهرين ونصف الشهر، فقد اعتمدت تصميماً ميكانيكياً بسيطاً يتألف من محركات سرعة دورانها عالية، ومن هنا عملت على تخفيف الضجيج؛ وهذه ميزة تختلف عن المكانس الكهربائية التقليدية، المحركات عبارة عن هيكل سيارة ألعاب مع مراوح، عليها مكنستان كهربائيتان صامتتان، نرسل أوامر من جهاز "الموبايل" عن طريق البلوتوث، حيث يستقبل الروبوت الأوامر عن طريق قطعة موصولة مع متحكم، وبدوره يقوم المتحكم بتحليل البيانات الواردة ويقوم بالعمل وفق خوارزمية قمت بوضعها مستخدماً حساسات مسافة لتفعيل نمط العمل التلقائي لاكتشاف العوائق والحواجز، ويتألف أيضاً من ذراع متحرك إلى الأعلى والأسفل يحمل في نهايته ممسحة نستفيد منها في عملية تنظيف السوائل والغبار، وعلى الرغم من حجمها الصغير إلا أنها تعمل بأداء عالٍ».

الطالب عمار سليمان

خلال الجولة في المعرض التقينا طالب السنة الثالثة "عمار سليمان" من قسم الميكاترونيك ليخبرنا عن تصميم الروبوت، حيث قال: «جميل أن نرى التطبيق العملي من خلال مشروع واحد، فقد رجعت إلى كل معلومة من بداية السنة الأولى حتى السنوات الأخيرة، وبحثت عن المهم في كل مادة، واكتشفت الكثير مما لا يهم ومما لا نستخدمه في الكثير من التصاميم، ورأيت في هذا الروبوت كتصميم رغبة أكيدة لدى "علي" بإثبات نفسه؛ فالغاية الأساسية ليست بالجدوى المادية، بل إثبات جدارة، وثقة بالنفس».

وحول القيمة الاقتصادية المضافة للمشروع تحدّث الدكتور في هندسة الميكانيك قسم الميكاترونيك "فادي متوّج"، فقال: «مثل هذه المشاريع هي عبارة عن أفكار إبداعية لطلابنا، وتمّ تحقيقها عملياً بأدوات وعناصر متوافرة ورخيصة؛ لذلك إذا تمّ تحسين هذه النماذج الأولية للمشاريع وإنتاجها بهدف تسويقها حيث تعود بالربح على صاحب المشروع والبلد بوجه عام، لأنه سيتم اعتماد القدرات المحلية والاستغناء عن المنتجات المستوردة الكبيرة التكلفة لاقتصاد البلد. أما عن إمكانية توظيف مشروع كهذا كصناعة وبحث علمي، ففي الواقع معظم الإبداعات التي عرضها طلابنا تخدم المجتمع، وقد لعب المعرض في هذا الإطار دوراً كبيراً في ربط الجامعة بالبحث العلمي بالمجتمع، وهنا قام عدد من الفعاليات الاقتصادية والبحثية بزيارة المعرض والاطلاع على ما يقدمه الطلاب من حلول قد تخدم الجانب الصناعي، وتقدم حلول لبعض المشكلات التي تعانيها بعض المصانع والشركات، فيما يخص البحث العلمي جسد المعرض فرصة لتبادل الآراء والخبرات، وكان تصميم روبوت التنظيف من المشاريع الموضوعة على لائحة التطوير لتحسين أدائه».

الدكتور فادي متوج

مع العمل على زيادة فعالية مرونة الحركة يقوم "علي" بتوجيه وإشراف وخبرة من دكاترته على تحسين الروبوت ليتجلى بشكل نهائي وكامل كانطلاقة حقيقية لاختراع يلامس الواقع، ويمكن أن يثمر النتائج العملية في المجتمع.