أراد "فادي يونس" التميز والتفوق في مجال المعلوماتية، فخاض تجربة فريدة من نوعها، أهلته ليكون من المتميزين بين أقرانه، وجعلته يتوج في الأولمبياد العلمي السوري، وينال تكريماً معنوياً ومادياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 شباط 2016، الطالب "فادي يونس"، وعن مشاركته بالأولمبياد العلمي السوري يقول: «في بداية حياتي كان الكمبيوتر بالنسبة لي عبارة عن جهاز للألعاب والتسلية وتصفح الإنترنت، وعندما فتح المركز الوطني للمتميزين باب المشاركة بالأولمبياد العلمي السوري الذي يشمل خمس مواد علمية: (الرياضيات - الفيزياء - العلوم الطبيعية - المعلوماتية - الكيمياء)، قررت المشاركة بمادة المعلوماتية لأنها تحتاج إلى التفكير العميق وتساهم في تطوير الإبداع والمهارات، فقمت بتطوير مهاراتي من خلال التدريب المستمر وقراءة بعض الكتب المرتبطة بالبرمجة، وقد شاركت بالاختبارات الأولية التي كانت على مستوى المحافظة، وبعد اجتياز هذا الاختبار بنجاح أصبحت أطمح بأن أكون من الأوائل على مستوى القطر بمادة المعلوماتية، وأجريت الاختبار على عدة مراحل في كل مرحلة يرشح عشرون طالباً، ويختار منهم الخمسة الأوائل لتتم مشاركتهم بالاختبار المركزي، وبناءً على ذلك يتم اختيار العشرة الأوائل على المستوى الوطني، ليكونوا أعضاء في الفريق الوطني».

شاب طموح ومجتهد ومثابر، ذكي ودقيق الملاحظة، فهو من أنشط الطلاب خلال جلسات التدريب، حيث كان يسأل عن كل تفصيل وعن مسائل وطرائق برمجية قام بتجربتها؛ هذا الشيء جعلني أثق بأنه سيكون من الفائزين بالأولمبياد السوري، وإن شهادة التمييز التي توج بها ما هي إلا نتاج عمله واجتهاده

ويتابع: «الامتحان يتضمن 4 مسائل بالخوارزميات، وكانت الأسئلة عالية المستوى تسمح للطالب بالتوسع في هذا المجال حتى يصل إلى حل المسائل وبطريقة خوارزمية، وكانت تعتمد السرعة والدقة في الإجابة بآن واحد، كما أن جوّ المنافسة كان صعباً جداً ومقلق وخصوصاً أنني كنت أسعى للحصول على نتائج مميزة، وتجاوزت الاختبار بنجاح؛ وتم تكريمي من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد"؛ حيث حصلت على "شهادة تمييز" و"ميدالية فضية" و"لابتوب" ومبلغ قدره 125 ألف ليرة سورية؛ لحصولي على المركز الثاني في المعلوماتية على المستوى الوطني للأولمبياد».

شهادة التميز والميدالية

ويضيف: «للمركز الوطني للمتميزين الدور الأكبر في هذا النجاح الذي حققته، فقد وسع لي طموحاتي وأعطاني المجال حتى أتعمق وأطور نفسي بمادة المعلوماتية من خلال الاهتمام الكبير بالطلاب؛ وتأمين المدربين المختصين بالمجالات العلمية كافة، إضافة إلى أوقات التدريب المناسبة التي لا تتعارض مع دروسنا في المركز، وبعد أن حققت هذا النجاح فإنني أطمح بأن أتأهل للمشاركة بالأولمبياد العالمي وأوسع قدراتي بالمعلوماتية والروبوتيك؛ وخصوصاً أن المركز يدعم هذين المجالين».

وبالتواصل عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مع "علي عروس" (مدرس مادة المعلوماتية في جامعة "تشرين"، وفي المركز الوطني للمتميزين، وطالب ماجستير في كلية الهندسة المعلوماتية) ليحدثنا عن كيفية تدريب وتأهيل الطلاب للأولمبياد العلمي، ويقول: «تم تكليفي من قبل إدارة "المركز الوطني للمتميزين" لتدريب الطلاب المشاركين بالأولمبياد في قسم المعلوماتية؛ باعتباري كنت من الطلاب المشاركين بالأولمبياد سابقاً، إضافة إلى أنني من المشاركين بمسابقات البرمجة الجامعية، وأملك خلفية جيدة عن كيفية تدريب الطلاب لهذا النوع من المسابقات.

علي عروس

كانت آلية التدريب تعتمد على كمّ ونوع المعلومات التي نقدمها للطلاب، من خلال شرح الخوارزمية أو الأفكار البرمجية، ونحل من خلالها مسألة أو أكثر عبر الجلسات التدريبية التي أقيمت لعدة مرات بالأسبوع، وكان الجو تفاعلياً بامتياز، وكنا نقيم كل مدة مسابقة على نمط الاختبار المركزي حتى يتآلف الطلاب مع جو المسابقات، ويكتشفوا الثغرات غير المفهومة بالنسبة لهم حتى نرممها بالجلسات اللاحقة».

وعن "فادي يونس" يقول: «شاب طموح ومجتهد ومثابر، ذكي ودقيق الملاحظة، فهو من أنشط الطلاب خلال جلسات التدريب، حيث كان يسأل عن كل تفصيل وعن مسائل وطرائق برمجية قام بتجربتها؛ هذا الشيء جعلني أثق بأنه سيكون من الفائزين بالأولمبياد السوري، وإن شهادة التمييز التي توج بها ما هي إلا نتاج عمله واجتهاده».

يذكر أن الطالب "فادي يونس" من مواليد "اللاذقية"، عام 2000.