نتيجة التناقص المستمر لمصادر الطاقة وصعوبة الحصول عليها، قرر طلاب من مركز "المتميزين" بـ"اللاذقية" تصميم جهاز لتوليد وتخزين الكهرباء، مستفيدين من الحركة الاهتزازية الناتجة عن تنقل الناس بالشوارع، لتكون تجربة رائدة على مستوى القطر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 تموز 2015، الطالبة "شيرين هلال" (مواليد السويداء 1997) إحدى المشاركات في المشروع، وتقول: «مع تزايد الحاجة إلى الطاقة الكهربائية كان لا بد من التفكير بمصادر جديدة، وكان السؤال: هل يمكن تحويل الطاقة الناتجة عن حركة الناس بالأسواق والشوارع إلى طاقة كهربائية؟ انطلاقاً من هذه الإشكالية حاولنا أنا وزملائي "سليمان محمود"، "لين حمدان"، "معتصم سويد" من مركز "المتميزين" في "اللاذقية" تصميم جهاز لتوليد الكهرباء، وتمت مناقشة المشروع وعرضه في مركز المتميزين بالمحافظة بتاريخ 18 أيار من هذا العام.

تكمن أهمية المشروع في كونه يعتمد على أدوات بسيطة لإنتاج الطاقة، إضافة إلى كونه حلاً جيداً لتغذية الساحات والمعابر والأماكن المكتظة بطاقات كهربائية ذاتية، فقد تمكن الطلاب بعد الاطلاع على المبادىء الأولية لعلم الكهرباء، ودراسة القوى المغناطيسية الجمع بين مفهومي المغناطيسية والكهربائية لدراسة التحريض الكهرطيسي وكيفية توليد التيار المتناوب لتكون تجربة رائدة على مستوى البلد

وعن الجهاز ومبدأ عمله تقول "شيرين": «يتكون الجهاز من صفيحة مستندة إلى نوابض قابلة للانضغاط ومسنن كبير، وآخر صغير، و"حدَّافة" تتثبت بدايتها بالصفيحة المعدنية ونهايتها بالمسنن الكبير، ودولاب إضافة إلى "دينامو" (مولد كهربائي) وأسلاك توصيل لتخزين الطاقة الناتجة، وبتطبيق قوة مناسبة على الصفيحة المعدنية والناتجة عن ثقل الأجسام بالشوارع تنضغط النوابض وتقوم "الحدافة" بنقل الحركة من المسنن الكبير فيدور ناقل الحركة إلى المسنن الصغير المشترك بالمحور مع الدولاب، حيث يدور محركاً محور "الدينامو" المستند إليه، وبواسطة هذا المبدأ وهو التحريض الكهرطيسي تتولد قوة محركة كهربائية لنحصل بذلك على الطاقة الكهربائية حيث يمكن استخدامها مباشرةً، أو تخزينها لإعادة استخدامها، وبعد عدة تجارب وجدنا أنه إذا تم وضع الجهاز في شارع مزدحم؛ حيث يكون متوسط الأوزان المطبقة عليه 80كغ؛ وستكون الاستطاعة الكهربائية الناتجة 19 واط.

الطلاب أثناء تنفيذهم للمشروع

فكرة المشروع مطبقة في العديد من الشوارع الضخمة في البلدان المتقدمة مثل "فرنسا"، و"اليابان"، كما فازت الفكرة بالمرتبة الأولى في المشاركة العلمية في "أميركا" عام 2010، ونحن أول من طرحها وعمل عليها في "سورية"، حيث تمكّنا من النجاح.

المشروع قابل للتطوير؛ حيث يمكننا الحصول على الجهاز على شكل بلاطة أرضيات صغيرة الحجم تحوي نوابض قادرة على نقل الحركة عند تعرضها لأي ثقل حيث تتولد الكهرباء».

الأستاذ غسان الحايك

وعن الصعوبات التي واجهتهم كفريق أثناء العمل تضيف "شيرين": «كأي عمل نقوم به هناك بعض الصعوبات التي من شأنها إعاقة العمل منها الوقت، حيث كان عامل الوقت أكبر تحدٍّ لنا أثناء العمل لكوننا ملزمين بوقت محدد لتسليم المشاريع، كما واجهتنا مشكلة تكمن بالنقص الكبير بالمعلومات، فلم نجد أي جهة أو مصدر لديه المعلومات الكافية عن الموضوع يمكن الاستعانة بها، لكون الفكرة جديدة وغير مطبقة في "سورية"، كما أننا لم نستطع القيام بزيارات علمية تساعدنا في مجال عملنا، لكن كان لكل من الأساتذة "صائب شدود" و"غسان الحايك" وكادر الفيزياء المشرفين على المشروع الدور الكبير بتذليل الصعوبات من خلال دعمهم لنا ومدنا بالمعلومات اللازمة، إضافة إلى الاستعانة بالإنترنت من خلال ترجمة بعض الأبحاث والمقالات ذات الصلة بالموضوع لتعويض النقص».

وفي لقاء مع الأستاذ "غسان الحايك" المشرف العلمي على المشروع يقول: «تأتي أهمية المشروع من الحاجة الماسة إلى الطاقة الكهربائية في الظروف الحالية، والبحث عن بدائل للطاقة واستثمار كافة موارد الطاقة النظيفة، وبدأت الفكرة عندما طَرحتُ على الطلاب موضوعاً علمياً جديداً للبحث كمشروع عن "الكهرو انضغاطية"، وهي فكرة ما زالت قيد الدراسة في معظم دول العالم، ولكن بسبب عدم إمكانية تأمين الموارد اللازمة وذلك للتكلفة المادية العالية تم تحويل الفكرة إلى أخرى مشابهة وهي "الكهرو اهتزازية"، حيث نستطيع بواسطة جهاز صغير يمكن وضعه في طرق السيارات والشوارع المكتظة بالمارَّة أن يولد كهرباء تكفي لإنارة شوارع المدينة وحدائقها، وتشغيل إشارات المرور وإنارة الأنفاق، كما يمكن وضع مدخرات تخزين في وقت الذروة.

الأستاذ صائب شدود

قام الطلاب بعمل رائع لتأمين القطع اللازمة وتركيبها وإجراء التجارب حيث توصلوا إلى نتائج جيدة، ويعد الجهاز بوضعة الحالي ذا جدوى اقتصادية جيدة، كما يمكن تطويره وزيادة المردود، وهو ذو مستوى علمي عالٍ؛ حيث صمم الطلاب على بذل الجهد لإنجاحه».

بدوره الأستاذ "صائب شدود" المشرف على الطلاب يقول: «تكمن أهمية المشروع في كونه يعتمد على أدوات بسيطة لإنتاج الطاقة، إضافة إلى كونه حلاً جيداً لتغذية الساحات والمعابر والأماكن المكتظة بطاقات كهربائية ذاتية، فقد تمكن الطلاب بعد الاطلاع على المبادىء الأولية لعلم الكهرباء، ودراسة القوى المغناطيسية الجمع بين مفهومي المغناطيسية والكهربائية لدراسة التحريض الكهرطيسي وكيفية توليد التيار المتناوب لتكون تجربة رائدة على مستوى البلد».