تتعدد استخدامات البرمجيات في عالم الطلاب المتنوع، وتشكل عملية بنائها كصناعة في حد ذاتها هدفاً تنموياً يساعد في تشكيل هوية برمجية سورية يمكنها توفير فرص عمل لكثيرين من الشباب.

من البرمجيات المستخدمة عالمياً هناك ما هو مغلق الشيفرة المصدرية ومنها المفتوح، ومنها ما بين هذا وذاك، ويقصد بالشيفرة المصدرية "الأكواد" التي تكتب بها إجراءات البرامج، وتؤدي بها وظائف معينة، وتعد المصادر المفتوحة من المصادر التي توفر هذه الأكواد مجاناً في أغلب التطبيقات المرتبطة بها.

إن عالم الإنترنت فتح الباب واسعاً أمام المبدعين، فلم تعد أنظمة التشغيل وحدها ما يشكل القاعدة التي يستند إليها الإبداع، هناك آلاف المنصات التي توفر هذه البيئة أو تلك، وما علينا سوى التفكير بما نحتاج والاتجاه إلى حيث نريد، أضف إلى ذلك، أن التطور التقني في عالم صناعة برامج الخلوي خلق فرص عمل مختلفة الطابع

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 حزيران 2014، المهندس "حازم سليمان" (طالب ماجستير في جامعة "فورتفاغن‏" الألمانية) ويقول: «مع ازدياد الضغوط الدولية باتجاه احتكار سوق البرمجيات، ومع الحاجة الملحة له في الكثير من مجالات الحياة، وإجبار الدول على توقيع اتفاقيات "حماية الملكية البرمجية" كما هو مطلوب حتى نهاية العقد الحالي، تبدو الحاجة ملحّة إلى سياسة برمجية سورية تنطلق من الجمع بين الجودة والسعر والإبداع، هذا الأمر تحققه البرمجيات المفتوحة المصدر».

المهندس حازم سليمان

ويضيف: «ليس لنا مخرج سوى هذه البرمجيات، فالتقدم العلمي المتسارع يفرض استخدام برمجيات ليست من إنتاجنا، ولا تتضمن جميع الوظائف التي نبحث عنها لتحقيق خصوصيتنا المحلية السورية، عدا الحاجة الدائمة للحاق بهذه البرمجيات لجهة العتاد الصلب (Hardware) كل سنة، وهذه تكلفتها كبيرة جداً قياساً بعدد الأجهزة العاملة على هذه التطبيقات، وتوفر البرمجيات الحرة أو المفتوحة المصدر لنا الإمكانية لإعادة تكييفها مع متطلباتنا وحاجاتنا في مختلف الميادين".

ولكن بين الحلم والواقع هناك متطلبات كثيرة، إذ إن انتشار هذه البرمجيات في "سورية" ضئيل جداً قياساً بانتشارها في بلدان أخرى، هذا ما يجده الطالب "سامي عماد" (كلية الهمك قسم الحاسبات والتحكم الآلي في جامعة "تشرين"، وأحد المشاركين في المسابقة البرمجية الوطنية)، ويقول: «إن النظام التعليمي للكلية يتضمن التعريف بهذه البرمجيات كأحد أشكال أنظمة التشغيل المنتشرة في العالم، أو تلك المستخدمة على "السيرفرات"، ولكن نحن لا نتعامل كثيراً مع هذه البرمجيات، نأخذها كأية مادة دراسية أخرى، ونشعر بأننا لا نعرفها ولا نتعامل معها حق المعرفة والتعامل، خاصة أن نظام التشغيل "ويندوز" مسيطر سيطرة كلية على كل أجهزة الحاسب في الكلية».

سامي عماد ونضار جار وآخرون في المسابقة

هذه النقطة لا يوافق عليها كل الطلاب، فمنهم من يرى أن عالم الإبداع لم يعد مقتصراً على أنظمة التشغيل سواء المفتوحة المصدر أو المغلقة، يقول "عمار زيروق" (طالب في كلية العلوم رياضيات تطبيقية سنة ثالثة): «إن عالم الإنترنت فتح الباب واسعاً أمام المبدعين، فلم تعد أنظمة التشغيل وحدها ما يشكل القاعدة التي يستند إليها الإبداع، هناك آلاف المنصات التي توفر هذه البيئة أو تلك، وما علينا سوى التفكير بما نحتاج والاتجاه إلى حيث نريد، أضف إلى ذلك، أن التطور التقني في عالم صناعة برامج الخلوي خلق فرص عمل مختلفة الطابع».

أما "نضار جرار" (طالب في كلية الهندسة المعلوماتية سنة ثالثة، وأحد المشاركين في المسابقة الوطنية البرمجية)، فيجد أن الأنظمة المفتوحة المصدر تشكل أحد أشكال قوة البرمجيات الوطنية في أي بلد، ويقول: «يمكن التعامل معها في كثير من الفروع خارج الهندسة المعلوماتية حتى، فهناك الكثير من التطبيقات البرمجية التي يمكن أن تساعد لكونها مفتوحة المصدر على تغيير الكثير من علاقتنا مع العالم كمنتجين وليس كمستهلكين، فمن شروط المشاركة في المسابقة البرمجية "ACM" أن تكون منصة العمل هي نظام التشغيل "أوبنتو"، هذه من طرق توجيهنا إلى أن هناك عوالم أخرى مختلفة عن "الويندوز"، وبفضل "UBUNTO" تعرفت جيداً على عوالم جديدة فيها من المتعة والإبداع أضعاف ما يوجد في الأنظمة المغلقة المصدر».

من نظام التشغيل أوبونتو

يتفق الجميع على ضرورة تحديث النظم التعليمية بما يشكل قاعدة للتأسيس لصناعة برمجية محلية، تحقق نقلة نوعية في مسار التعليم المعتمد على الفكرة النظرية التي عفا عليها الزمن وتقادمت حتى أصبحت نسياً منسياً.