مشاريع علمية وتطبيقية نفذها طلاب كلية "الهمك" كجزء من دراستهم، وعرضت في معرض الكلية، حملت أفكاراً مبدعة وواقعية ويمكن أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والبشرية...

تتمثل القيمة المضافة لمشاريع طلاب كلية "الهندسة الميكانيكية والكهربائية" في جامعة "تشرين"، في تحقيقها العناصر السابقة، مضافاً إليها في الحالة السورية، الحاجة الماسة إلى بناء قاعدة تكنولوجية برؤية جديدة، يتحدث الدكتور "نيرودا بركات" مدير مركز "المهارات والتوجيه المهني" في الجامعة، في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 آذار 2014 فيقول: «ربط الطلاب بسوق العمل هو النقطة الأهم، ويحدث ذلك من خلال التدريب الميداني لهم في مختلف الشركات والمؤسسات التي لديها نشاطات إنتاجية تتوافق مع مخترعاتهم، حيث يمكن التدرب أثناء الدراسة، أو في العطلة الصيفية، ومن جهة ثانية، التركيز على دعوة أصحاب المؤسسات الخاصة والعامة للقاء الطلاب من أجل الاطلاع على مخترعاتهم وإمكانية توظيفها في هذه المؤسسات، هذا التشبيك بين طرفي العملية يمر عبر فلتر دراسة حاجة السوق من هذه المخترعات، وتطوير الموجود، وتوطين ما هو جديد، وهي المهمة الأصعب خاصة في ظل المقارنة الدائمة مع المنتج الأجنبي».

من أبرز سمات التقدم العلمي المعاصر، البحثُ الدائم عن طرائق جديدة للتغلغل في أعقد مجالات الحياة البشرية، والاستفادة من مختلف الطرائق والوسائل التي تسمح بالارتقاء بتلك الجوانب المهمة من حياتنا إلى مستويات جديدة أفضل

ويضيف: «التزام الكليات العلمية ومنها الهندسية بجودة مخرجات العملية التعليمية، ومنها مخرجات المشاريع الهندسية، يمكن أن يكون إحدى وسائل استثمار الجامعة لكوادرها العلمية بالتعاون مع الطلاب، من خلال تحويل ورشاتها إلى مصانع صغيرة، خاصة في ظل الظروف الراهنة، فتقوم بدراسة حاجة السوق عبر مشاركة كل الهيئات المجتمعية في تحديد الخطوات الملموسة والصحيحة لبناء اختصاصات جديدة تتوافق مع تطور التقنية وحاجة المجتمع في آن واحد».

الطالب بولس اللحام مع شرح للروبوت

التشابك بين فئات العلوم المختلفة، كقضايا البيئة والمنهج العلمي والعلوم التقنية والإبداع نفسه، في بناء توجه جديد، يجد صدى لدى أصحاب الاختصاصات نفسها، فلم يعد الاختراع محصوراً بفكر شخص واحد، يتحدث الطالب "بولس اللحام" وقد قدم مع فريقه اختراع مركبة استطلاع صغيرة الحجم، يمكنها أن تدخل في الأنابيب التي يتعذر وصول الإنسان إليها والقيام مثلاً بعملية لحام للأجزاء المشققة، ويقول: «أي اختراع هو مجموعة من التقنيات التي تؤدي وظيفة معينة أو مجموعة وظائف معاً، على الأكيد سوف تحتاج عند تنفيذ الفكرة إلى مختلف الاختصاصات، مثل: الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتحكم الآلي، والبرمجة... إلخ، وهذه العلوم لا يمكن لفرد واحد الإلمام بها كلها، من هنا تأتي أهمية فكرة فريق العمل، فلكل دوره المهم، وينتج عن هذا اختراع جماعي، وكذلك يمكن الاستفادة من فكرة الجماعية نفسها في تسويق العمل في السوق، عدا تقليل التكاليف على الفرد الواحد، وإمكانية حل المشكلات التي تعترض التنفيذ بالاستعانة بأشخاص يقدرون أهمية هذا العمل».

«من أبرز سمات التقدم العلمي المعاصر، البحثُ الدائم عن طرائق جديدة للتغلغل في أعقد مجالات الحياة البشرية، والاستفادة من مختلف الطرائق والوسائل التي تسمح بالارتقاء بتلك الجوانب المهمة من حياتنا إلى مستويات جديدة أفضل».

الروبوت الذي اخترعه طلاب الهمك

هذا ما قاله الصناعي السوري "محمد عبد القادر البيلاني" (70 عاماً) صاحب منشأة "البيلاني" لتصنيع المنتجات المنزلية، في حديثه مع المدونة، ويضيف: «كل من يعمل في القطاع الصناعي، يعرف أهمية التكنولوجيا، هناك مشكلات تطرأ على العملية الإنتاجية لا يحلها سوى الشباب المبدع، نحن بحاجة إلى تحديث رؤيتنا إلى الصناعة، والانتقال بها من حالة استيراد المكونات الجاهزة إلى حالة الإبداع المحلي، كل بلد لديه ظروفه الاجتماعية والصناعية التي يجب مراعاتها في تقديم المنتجات له، من جهتي قمت بالتعرف على العديد من الطلاب المبدعين الذين طرحوا مشاريع مميزة يمكن الاستفادة منها في السوق، وسوف ندرس إمكانية تصنيعها وتسويقها حسب الظروف الراهنة في البلد».

من المشكلات التي ساهم الطلاب في حلها، يضيف الصناعي "بيلاني": «مشكلات التحكم الآلي عبر استخدام وحدات تحكم جديدة كلياً تعتمد على وحدات تحكم صغروية PLC، بدل الأنظمة القديمة، وقد ساعدت هذه الوحدات في التخفيف من الوقت اللازم لعدة عمليات إنتاجية، كما أنها أضافت إلينا سمعة في السوق، فهذه المخترعات يمكنها ببساطة أن تساهم في عملية التطوير للشركات، ويجب وجود برامج تدريب لهؤلاء المبدعين، على مبدأ «التعلم بالممارسة» الذي يلازمه بالضرورة، التحام قوي مع قطاعات الأعمال والإنتاج ومؤسسات الدولة، ومع المجتمع بشكل عام، وأن يكون التعليم وسيلة وسلاح لإعداد الطالب لحياة منتجة، في خدمة وطنه ومجتمعه».

هاغوب عيد مع الصناعي محمد البيلاني

في المعرض تم عرض أكثر من ثلاثين اختراعاً بين الجديد والمطوّر، بعضها لاقى إعجاب الجمهور وصوت له بكثافة كما هو حال مشروع "قاعدة استطلاع" إلكترونية، ومشروع "البيت الزراعي الذكي"، وغيرها من المشاريع.