تأثّر "مؤتمن عبد القادر حداد" بمحتويات المكتبة الثقافية لشقيقه الراحل "راتب" ونهل من كتبها بمختلف أنواعها الأدبية والإعلامية وكانت خير زاد له لدخول عالم الإعلام.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الإعلامي والكاتب "مؤتمن حداد" بتاريخ 15 تشرين الأول 2020 حيث قال: «نشأت في منزل ضم مكتبة ثقافية لشقيقي الراحل "راتب" وهو كاتب ومعد برامج تلفزيونية وخريج معهد إعداد إعلامي، وكنت أقرأ كل ما يقع بيدي من كتب ثقافية وأدبية، وبالتأكيد أكثر ما جذبني كتب الإعلام والتي كانت جواز سفر لي لدخول عالم الصحافة، وأولى خطواتي الإعلامية كانت في الثمانينيات من القرن الماضي وكنت حينها في الثالث الثانوي والبداية من خلال صحيفة "المسيرة" ثم صحيفة "الثورة" وخضت فيها تجربة المراسلين الشعبيين، حيث قدمنا تحقيقات في الجانب الخدمي والاجتماعي إضافة للاستطلاعات، وعام 1985 بدأت دراستي الجامعية في كلية العلوم بجامعة "تشرين" وخلالها بدأ نشاطي الطلابي الإعلامي ونشطنا كطلبة في صحيفة "جيل الثورة" وأسسنا مكتباً لها في "اللاذقية"، ونتيجة تميزنا بتناول قضايا الطلبة ومتابعة أخبار الجامعة قمنا بدعم من رئاسة الجامعة بإصدار صحيفة "صدى تشرين" الخاصة بجامعة "تشرين" من أربع صفحات وكان لها أصداء واسعة في الجامعة بين الطلبة والجهاز التدريسي، وكنت ضمن أسرة التحرير، وتسلمت إلى جانب ذلك مهام مدير النادي السينمائي بين عامي 1984 و1985 وساهمنا بخلق جو ثقافي متميز باختيارنا لنوعية هادفة من الأفلام التي وللأسف بتنا نفتقدها هذه الأيام».

كفكفي الدمع بلادي دمعك اليوم يباع عتقوه في الخوابي صار خمراً للضباع بتنا كبشاً في سفينة تقتفي درب الضياع

وأضاف: «أثناء دراستي الجامعية ونتيجة لما أقدمه انضممت إلى الكادر الإعلامي لصحيفة "البعث" مكتب "اللاذقية" وعملت بمختلف الاختصاصات وتنوعت كتاباتي بين الثقافي والخدمي والسياسي وتعمقت بالنقد الأدبي والمسرحي، وربما يرجع هذا لتأثري بمنزلي وأسرتي وكون أخي الراحل له تجارب مسرحية، وكانت لي ميول أدبية فكتبت القصة القصيرة والشعر والخواطر، ولم أرغب بالتخصص بجانب معين لأن المطلوب من الإعلامي أن يكون مثقفاً وعارفاً بكل الأشياء ولو بشكل جزئي».

من المهرجان الثقافي المركزي للجامعات عام 1987

ويتابع: «مشواري مع صحيفة "البعث" امتد لعشر سنوات من 1984 وحتى 1994 التحقت بعدها بالخدمة الإلزامية، وحتى اليوم وبعد مضي سنوات طوال ما زلت أعتز وأفتخر بتجربتي مع "البعث" حيث قدمت مع زملائي مواد إعلامية كان لها وقع إيجابي على المجتمع من خلال التحقيقات والاستطلاعات الخدمية وكشفنا عبر سطورها سلبيات ومخالفات تمت معالجتها.

عودتي للإعلام كانت عام 2004 من خلال الصحافة الإلكترونية بعد أن عملت في كتابة مواضيع نقدية بمجال الأدب وبشكل متقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت لي مشاركة في إحدى الصفحات الخاصة وهي "اللاذقية بيتنا" من عام 2016 بعد التواصل مع المدير المؤسس للصفحة "هشام ساعي" والبداية كانت بمجموعة صغيرة من الأعضاء، عقبها تم تكليفي بإدارة المجموعة وزاد التواصل مع أهالي "اللاذقية" والمجتمع وبتنا نتلقى الشكاوى والعمل على الجانب الخدمي والاجتماعي، وساهمنا في حلها بالتواصل مع الجهات المسؤولة وتحولت الصفحة إلى صفحة رائدة تدار من 5 أشخاص ومجموع مشتركيها يقارب 125 ألفاً معظمهم من المثقفين وأصحاب الشهادات الجامعية، وكإعلامي أكتب عن الناس وهمومهم ومشاكلهم وهذا سبب نجاحنا في "اللاذقية بيتنا" مستفيداً من تجربتي الإعلامية».

الإعلامي مؤتمن حداد

وحول نشاطه الأدبي قال: «اتجاهي إلى الأدب عبارة عن مساحة للتنفس لا لأكون أديباً ولم أفكر يوماً بأن أعمل على طباعة ما أكتبه، كتبت قصائد التفعيلة والشعر الحديث والشعر الغنائي وتم تلحين قصيدتين لي الأولى بعنوان "انتبه أنت المهدد" والثانية "ارفع صوتك" تم تلحينهما وتقديمها في أوبريت موسيقي غنائي لفرقة "أتار" بقيادة المايسترو "معتز النابلسي" وقدمت في مجمع "دمر" الثقافي وبقي الأدب بالنسبة لي هواية».

اخترنا من قصيدة "ارفع رأسك":

من مادة نقدية له في صحيفة الوحدة

«ارفع رأسك لا تنهار اجعل من صمتك إعصار

هذا الجمر الساكن فينا يهدي للعتمة أنوار

هذا الموت العابث فينا يحيي في عمرنا أعمار».

ومن قصيدة "كفكفي الدمع" اخترنا:

«كفكفي الدمع بلادي دمعك اليوم يباع

عتقوه في الخوابي صار خمراً للضباع

بتنا كبشاً في سفينة تقتفي درب الضياع».

الإعلامي "عمر شريقي" قال: «عملت مع الإعلامي "مؤتمن حداد" لفترة من الزمن في صحيفة "البعث" امتاز بشغفه وحبه للعمل، وتفانيه ليكون صوت المواطن بوجعه وألمه، نقل الهم بصدق وأمانة وسعى جاهداً ليكون الإعلام جزءاً من الحل، جمع العديد من الصفات الإيجابية مما جعله مفضّلاً ومحبوباً عند الناس وناجحاً بكل ما يوكل إليه من مهام وأعمال بسبب قدرته على إعداد المادة لتكون مميزة ومقروءة ومحببة، تميز في المهارات والقدرة على أن يبدع ويمتع القارئ بآن واحد».

الإعلامي وفنان الكاريكاتير "جورج شويط " قال: «بدأت العمل مع الزميل "مؤتمن" من ثمانينيات القرن الماضي، كنا في مقتبل العمر حين عملنا في صحيفة "الثورة" كمراسلين شعبيين لها في المحافظات وصحيفة "المسيرة" ثم "البعث" سعينا لتحسين معيشة المواطن وهمه اليومي الخدمي، وكان للزميل "مؤتمن" دور ايجابي بكتاباته وتواصله مع المسؤولين على اختلاف مناصبهم، وزادت خبرتنا ونضجت في "المسيرة" و"البعث" لنصل معاً إلى الكتابة في الصحف والمجلات وصولاً إلى الدوريات العربية التي تصدر في دول أجنبية، وحالياً عدنا للعمل معاً في "اللاذقية بيتنا" بروح ونفس إعلامي متجدد نتواصل فيه مع المواطن والمسؤول لخدمة المجتمع».

يذكر أنّ الإعلامي "مؤتمن عبد القادر حداد" من مواليد 1963 يحمل إجازة في العلوم الكيميائية ودبلوم تربية من جامعة "تشرين" عام 1985.