تعرض "حميشة حميشة" للشلل بخطأ طبي منذ الصغر، وتحدى إعاقته بالتصميم والإرادة وحقق حلمه بدخول الجامعة ودراسة الإعلام قبل أن يمتهن الصحافة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 آب 2020 الإعلامي "حميشة بدر حميشة" ليحدثنا عن حياته قائلاً: «أصبت بالشلل منذ الصغر نتيجة خطأ طبي بإعطائي إبرة بالعصب الوركي فأصبت بشلل الطرفين السفليين، وهذا جعلني مختلفاً عن أقراني في بداية طفولتي، وشيئاً فشيئاً بدأت بالتأقلم مع وضعي الصحي الجديد ودخلت المدرسة الابتدائية وكنت أجد صعوبة بعض الشيء وأتضايق من بُعد المدرسة عن المنزل وثقل الكتب كوني أسير على عكازتين، ولعبت إعاقتي دوراً رئيسياً في تأخري الدراسي، لكن قوة الإرادة والتصميم جعلاني أتفوق على نفسي وأحصل على الشهادة الابتدائية عام 1973، وحصلت على الشهادة الإعدادية عام 1976، بعدها انقطعت عن الدراسة لسنوات قبل أن أتقدم لدراسة الثانوية فرع أدبي في ثانوية "الأرض المقدسة" الخاصة في "اللاذقية" ولم أوفق بالنجاح لكن إصراري جعلني أعود وأتقدم للامتحان من جديد وحصلت على الشهادة الثانوية بمعدل جيد أهلني لدراسة الإعلام في جامعة "دمشق" عام 1986 لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي».

الصحفي "حميشة" يقوم بشكل يومي بجولة على قرى المنطقة ويتنقل فيما بينها، يلتقي الأهالي ويستمع إلى أحوالهم وما يعانونه من مشاكل، كل عائلة تعدّه أحد أفرادها لقربه من الجميع وحرصه على تقديم الخدمات لقرى المنطقة وتذليل العقبات التي تواجهنا، بالفعل كان صوت الحق لنا جميعاً وبفضله وعبر صحيفته "الثورة" تمّ حل الكثير من مشاكل المنطقة

وتابع: «كنت المعوق الوحيد الذي يدرس الصحافة، بسبب صعوبة الدوام إضافة لكثافة المواد العملية والتي كانت تتطلب جهداً كبيراً ومتابعة متواصلة، شجعني مجموعة من الزملاء على متابعة الدراسة وكانوا عوناً لي ما سهل المهمة بعض الشيء، وكان البعض من زملاء الدراسة يتخذني كحافز مشجع له على متابعة الدراسة نتيجة إصراري ومثابرتي رغم وضعي الصحي الصعب، وتم تعييني بجريدة "الثورة" عام 1996 فعملت بقسم الدراسات السياسية عدة سنين وانتقلت إلى قسم الأخبار وحالياً أعمل في قسم الشكاوى والرقابة، وإضافة إلى عملي بالصحافة المكتوبة عملت بالبرنامج التلفزيوني "مجلة الأمل" لعدة سنوات، وبعد انتقالي إلى مكتب "اللاذقية" عام 2010 عملت على تناول قضايا ومشاكل الريف وتركت بصمات إيجابية بمحيطي حيث ساهمت بتحسين الواقع الخدمي بأغلب الأرياف من خلال كتاباتي إضافة محاربة الفساد والإشارة الى الفاسدين».

من إحدى الفعاليات التى حضرها

وأضاف: «وبعيداً عن الإعلام أعشق السباحة والاستماع للطرب الأصيل إضافة إلى قيادة السيارة وذات مرة قمت بقيادة السيارة لمدة 8 ساعات متواصلة قاطعاً مسافة 600 كم من "اللاذقية" إلى "عامودا" في "الحسكة" وأهوى التنقل بين محافظات ومدن القطر للتعرف على جمال بلادي، وحتى اليوم أتنقل بمدن وأرياف محافظة "اللاذقية" وأتعرف على مناطقها السياحية والأوابد الأثرية فيها، كما أنني أمارس مهنة الزراعة بأرضي فأنا فلاح تعلمت من والدي الراحل عشق الأرض والتعلق بها وخدمتها، وأنا أقضي يومي بمزاولة الزراعة والعناية ببستان الحمضيات وكرم الزيتون وغيرها من المزروعات التي تشكل لي دخلاً إضافياً متميزاً إلى جانب راتبي من وظيفتي كصحفي، ولا أبالغ بأن متعة عملي بالزراعة لا تماثلها متعة، كما أقوم بهواية الصيد النهري على شواطئ بحيرة "16 تشرين" و"النهر الكبير الشمالي"».

الإعلامي "محجوب الرقشة" رئيس دائرة الرقابة الشعبية في صحيفة "الثورة" قال: «الزميل "حميشة بدر حميشة" من الصحفيين الذين يعتمدون على أنفسهم بالحصول على الشكاوي ومتابعتها في دائرتنا، وعمل بها لسنوات طوال قبل انتقاله إلى "اللاذقية"، عاصرته عن قرب وكان يزودنا يومياً بشكاوي المواطنين ويتناول المشاكل اليومية لأهالي الريف الشمالي بشكل خاص وريف "اللاذقية" والمدينة بشكل عام، ساهم بتأمين باصات للنقل الداخلي لعدد من قرى "اللاذقية" وإعادة تأهيل مستوصف "كفرية" الصحي وكان متابعاً له ويتواصل مع الجهات المعنية، كما عمل على تأمين مستلزمات المزارعين وفلاحي الريف، وكان وفياً لمهنته بشكل أدى فيه المطلوب ونال ثقة أهالي الريف وبات بوصلة لأهالي المنطقة في حال وجود أي مشكلة أو عقبة تعترضهم».

تحدي الحياة الصعبة بالإرادة

المواطن "فواز علي" من سكان "وطى الخان" قال: «الصحفي "حميشة" يقوم بشكل يومي بجولة على قرى المنطقة ويتنقل فيما بينها، يلتقي الأهالي ويستمع إلى أحوالهم وما يعانونه من مشاكل، كل عائلة تعدّه أحد أفرادها لقربه من الجميع وحرصه على تقديم الخدمات لقرى المنطقة وتذليل العقبات التي تواجهنا، بالفعل كان صوت الحق لنا جميعاً وبفضله وعبر صحيفته "الثورة" تمّ حل الكثير من مشاكل المنطقة».

يذكر أنّ الإعلامي "حميشة بدر حميشة" من مواليد "وطى الخان" التابعة لمنطقة "الحفة" بمحافظة "اللاذقية" عام 1965.