بدأ الدكتور "حسن أحمد" أعماله الخيرية في "دمشق"، و"اللاذقية" بهدف المساعدة الطبية والتوعية، ونشر ثقافة التطوع والعطاء، حيث قدم من خلال أعماله خدمات طبية لجرحى الجيش العربي السوري، والوافدين والفقراء، واستطاع أن يحقق إنجازات على الصعيدين الطبي والمجتمعي تاركاً أثره في كل من عرفه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 7 حزيران 2020 مع الطبيب "حسن حيدر أحمد" اختصاصي أمراض الكلى والجهاز البولي، فتحدث عن نشأته قائلاً: «أنتمي لبيئة محبة للخير، متعاونة على مصاعب الحياة الموجودة، وتعد رمزاً للأعمال الخيرية والتطوعية، حيث ترجم أهلنا في القرية تلك الأعمال ببناء مدرسة ومستوصف تطوعياً، ولدينا ثقافة المحبة ومساعدة الآخر.

سببت لي الإصابة نسبة عجز 75%، ما جعلني بحاجة إلى رعاية طبية كبيرة، فكان د. "حسن" من المتابعين لحالتي وقدم لي الكثير من الخدمات الطبية والمساعدات المعنوية والمادية، يتحلى بالإنسانية والتواضع والعطاء اللا محدود، ويزودني بجرعات التفاؤل والقوة حين يزورني، كما أنه يقدم لي الأدوية المجانية باستمرار، وعيادته الخاصة مجانية للجرحى والفقراء. وقدم إنجازات طبية وخدمية لشريحة كبيرة من المجتمع

درست مراحلي المدرسية في مدرسة "عبد الوهاب حسن" في قرية "بيت ياشوط"، وأكملت الثانوية العامة في "دمشق"، ودرست الطب البشري في "الاتحاد السوفييتي" سابقاً، وتخرجت عام 1994، وعدت إلى "سورية"، ودخلت اختصاص أمراض الكلية في وزارة الصحة في مستشفى الكلية الجراحي في مجمع "ابن النفيس" الطبي، وتخرجت عام 2000، وكانت خدمتي الإلزامية في مستشفى "تشرين" العسكري، وبعد ذلك بقيت في مستشفى الكلية الجراحي حتى عام 2012».

د. حسن أحمد ويوم تطوعي

وعن عمله في المجال الخيري، تحدث قائلاً: «بدأت العمل في هذا المجال مع بداية الأزمة السورية، حيث عملت مع فريق في "ريف دمشق" على إنشاء جمعية "الشباب" الخيرية، وركزت في العمل على الدور التوعوي مع فئات المجتمع كافة من خلال اللقاءات الاجتماعية وغيرها من الندوات والاجتماعات، وكانت رسالتنا تعزيز مفهوم المواطنة وأهمية دور المجتمع في مواجهة الأزمات، ونجحنا في بعض المحطات، وحصدنا نتائج عملنا، وأخفقنا في أخرى، فقد حاولنا زرع بذرة التعاون والوقوف إلى جانب ذوي الشهداء والوافدين، وقمنا بدور إيجابي من خلال رفع الإحساس بالمسؤولية، ثم انتقلت إلى مدينة "جبلة" بسبب الأزمة وعدم قدرتي على الوصول إلى عيادتي الخاصة في "برزة"، وتابعت طريقي».

بعد انتقاله من "دمشق"؛ لم يتوقف د. "حسن أحمد" عن العمل في المجال الإنساني، وكانت له محطات بارزة في هذا المجال، قال عنها: «تجسد هذا العمل في إنشاء هيئة المجتمع الأهلي في "اللاذقية"، ومقرها قريتي عام 2013، حيث أعلنت انطلاق نقطة طبية مقرها جمعية "بيت ياشوط" الخيرية، تم العمل على محاور عدة كالوقوف إلى جانب الشهداء والجرحى والوافدين وتقديم المعونة الطبية المجانية للفقراء.

توفيق حجلي

شكلت مع مجموعة من الأطباء من الاختصاصات كافة فريق عمل متكاملاً، حيث كان الجرحى هدفنا الأساسي، وتقديم الخدمات الطبية المجانية في منازلهم، بالإضافة لسلل طبية ومساعدات مادية واجتماعية وغيرها، وبذلك حققنا هدفنا بتفعيل دور المجتمع الأهلي الذي يتمم عمل مؤسسات الدولة، وشكلنا حلقة تواصل بين الجريح والجهة التي تستطيع تقديم الخدمات له في مشافي "اللاذقية"، و"طرطوس"، وشاركنا مع أغلب المجموعات والفرق التطوعية والخيرية».

رحلة العمل الخيري التطوعي أثمرت أعمالاً خيرية أخرى، تحدث عنها د. "حسن" قائلاً: «استمر عملنا الطبي الإنساني الاجتماعي لمدة خمس سنوات، وتوزعت نشاطاتنا لمدة عامين في "بيت ياشوط"، "بشيلي"، و"الدالية" في ريف "جبلة"، وتم استقبال كل من لجأ إلينا، وقدمنا له خدمات طبية مجانية بالمطلق، ومن خلال عملنا التقيت منذ عامين بإدارة جمعية "الشباب" الخيرية في "دمشق"، وكان لديهم رغبة بتقديم عمل لخدمة الجرحى، وتبلورت الرغبة بإنشاء مركز للمعالجة الفيزيائية حديث ومتطور في "جبلة"، وكان مشروعاً ناجحاً وتقدم فيه المعالجة المجانية بأحدث الأجهزة مع كادر طبي جيد».

وعن افتتاح مركز "الياسمين" الطبي قال: «نسقتُ مع إدارة جمعية "الشباب" الخيرية لزيارة جمعية "بيت ياشوط"، والاطلاع على الخدمات والأنشطة التي تقدمها، وتم تطوريها من خلال تلاقي الأفكار فيما بيننا، وإعجابهم بالعمل الإنساني الذي نقوم به، حيث تم الاتفاق على وثيقة تفاهم بين الجمعيتين، فقدمت جمعية "الشباب" كل المستلزمات الطبية والتمويل المالي، وجمعيتنا قدمت المقر، وتم افتتاح مركز "الياسمين" الطبي في "بيت ياشوط" منذ عامين، وهو مشروع إنساني اجتماعي أخلاقي يقدم خدمات كثيرة من الإسعاف إلى العيادات المختلفة».

المدرس "توفيق حجلي" قال: «جاء الطبيب الإنسان "حسن حيدر أحمد" إلى "اللاذقية" بداية الأزمة، وحينها دعا إلى اجتماع حواري للفعاليات في قرية "بيت ياشوط"، وتركز اللقاء على الحوار وقبول الآخر والثقافة التطوعية وأهمية ثقافة العطاء، ودور المجتمع الأهلي في العطاء والبناء، وتم طرح فكرة الخدمة الطبية المجانية من قبله، حيث تمت الموافقة بترحيب أعضاء الجمعية.

بدأ العمل الطوعي الطبي للمجتمع الأهلي في "بيت ياشوط" كل يوم جمعة، ولمعظم الاختصاصات بشكل مجاني، وبنهاية العمل الطبي في مقر الجمعية يقوم فريق طبي بزيارة جرحى الجيش في منازلهم بقيادته وبرفقة ممثلي الجمعية، حيث يتم تقديم خدمات طبية وصحية، وتقديم خدمة سيارة صحية للجرحى لنقلهم للمشافي».

وتابع قوله: «بعد فترة قصيرة، تم افتتاح مركزين في قريتي "بشيلي"، و"الدالية"، وكان عدد المراجعين من المرضى بالآلاف، غير زيارات الجرحى وأسر الشهداء، وتم تقديم بعض المساعدات المادية حسب الإمكانيات المتاحة، واستمر هذا العمل سنوات عدة رافقه تكريم ومساعدة الجرحى من تقديم أدوية وأدوات صحية، وبواسطة د. "حسن" تم توقيع مذكرة تفاهم بين جمعيتي "بيت ياشوط" و"الشباب"، ولد فيها مركز "الياسمين" الطبي، وهذا كان من إنجازاته. له بصمته في كل عمل إنساني يقدم للفقير والجريح والمحتاج، ولقّبه الناس "أبو الفقراء"، وفي عيادته الخاصة يقدم الخدمات الطبية والعلاج لذوي الشهداء والجرحى والفقراء مجانياً».

الجريح "عمار مكنا"، تحدث عن الطبيب "حسن أحمد" قائلاً: «سببت لي الإصابة نسبة عجز 75%، ما جعلني بحاجة إلى رعاية طبية كبيرة، فكان د. "حسن" من المتابعين لحالتي وقدم لي الكثير من الخدمات الطبية والمساعدات المعنوية والمادية، يتحلى بالإنسانية والتواضع والعطاء اللا محدود، ويزودني بجرعات التفاؤل والقوة حين يزورني، كما أنه يقدم لي الأدوية المجانية باستمرار، وعيادته الخاصة مجانية للجرحى والفقراء. وقدم إنجازات طبية وخدمية لشريحة كبيرة من المجتمع».

يجدر بالذكر أنّ د. "حسن حيدر أحمد"، مؤسس هيئة المجتمع الأهلي في "اللاذقية"، وهو من مواليد قرية "بيت ياشوط" التابعة لمدينة "جبلة" عام 1966.