سنواتٌ من العمل في المجال التربوي، تركت بصمتَها في أجيال ما زالت ترتبط معهم ارتباط الأم بأبنائها، وعلى المنابر الأدبية والإعلامية، تعتبر صاحبةَ الحضور الجميل، والفكر الواعي والمؤثر محلياً وعربياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 نيسان 2020 الأديبة والإعلامية "منيرة أحمد" لتحدثنا عن نشأتها ومسيرتها بين التربية والأدب والإعلام فقالت: «في أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص نشأت، مع أب كتب في سفر الحياة روايات ناصعةً من الجد والعمل والفكر والعطاء، وكان همه الأوحد أن نكون متميزين أدباً وعلماً، فتحصيلنا العلمي كان أسمى ما عنده. أما مساءاتنا اليومية فكانت مفعمةً بالقراءة والمناقشة، وسير أمجاد المفكرين والمبدعين، وكانت أمي سيدة حانية ذكية معطاءة، تصل الليل بالنهار لتسعدنا وتشاركنا أمسيات الأدب والشعر والمناقشات الهادفة».

في أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص نشأت، مع أب كتب في سفر الحياة روايات ناصعةً من الجد والعمل والفكر والعطاء، وكان همه الأوحد أن نكون متميزين أدباً وعلماً، فتحصيلنا العلمي كان أسمى ما عنده. أما مساءاتنا اليومية فكانت مفعمةً بالقراءة والمناقشة، وسير أمجاد المفكرين والمبدعين، وكانت أمي سيدة حانية ذكية معطاءة، تصل الليل بالنهار لتسعدنا وتشاركنا أمسيات الأدب والشعر والمناقشات الهادفة

وعن تجربتها في مجال التربية والتعليم قالت: «درست التأهيل التربوي، ولم أكن في البداية أميل إليه، لكني حين انخرطت بالعمل مع الأطفال عشقته، والحقيقة أن علاقتي حينئذٍ تجاوزت علاقة مربية بأطفال تعطيهم المعلومة وتمضي، بل كنا أصدقاء حقيقيين، أحفظ أعياد ميلادهم، وأتبادل وإياهم الزيارات، ونعقد جلسات نقاش متنوعة، وغالباً كنت أقفز وإياهم إلى مراحل أعلى من صفوفهم لأطلعهم عليها. عملي في هذا المجال بدأ عام 1985 في الحسكة، وهي من أجمل سنوات العمل التربوي، فقد كانت غنيةً بما حصلت من صداقات، وبما قدمته لي من خبرات في التعامل مع أطفال من بيئة مختلفة، إضافةً إلى ما كسبته من معارف وعلاقات اجتماعية كانت بالنسبة لي حلماً».

من شهادات التكريم

وعن دخولها عالم الكتابة والأدب، قالت: «في منزلنا نشتري الكتب كما الخبز، وجلسات سماع وقراءة الكتب كانت عادةً يوميةً، أنا أعشق اللغة العربية، أذكر أنني في المرحلة الثانوية أنهيت مؤلفات "ميخائيل نعيمة" الذي أعشق كتاباته وفكره، كما "نازك الملائكة"، و"كوليت خوري".

إلى جانب هذا قرأت المجلات الأدبية والنقد الأدبي، والكثير من الدواوين الشعرية، والروايات العربية والعالمية، والدراسات الفكرية والتاريخية، كل ذلك شكل لديّ مخزوناً أنهلُ منه الآن، وقد كتبت الكثير من المقالات والخواطر والنصوص الشعرية، كما عملت في الكثير من المواقع والمنتديات الثقافية، كان منها منتدى "أدباء وكتاب عرب"، وكنت من المؤسسين لمدرسة "النهضة الأدبية الحديثة" في "مصر"، وشاركت في ديوانين صادرين عن المدرسة بعدة نصوص شعرية، كما أنني عضو في عدة ملتقيات أدبية، ومشاركةٌ في العديد من الأنشطة الثقافية في المحافظات السورية».

من إحدى المشاركات

وفيما يخص مجال الإعلام وأبرز من تأثرت بهم تقول: «في مراحل مبكرة كنت أحتكر المذياع في منزلنا لأختار ما يعجبني من برامج، وتقليد بعض المذيعين وهم يقدمون برامجهم؛ وخصوصاً الأدبية منها. ووقفت طويلاً عند كيفية تحرير الخبر في الجريدة، لأعيد على مسامع أهلي قراءة الخبر أو المقال محاولةً في ذلك تقليد أداء إعلاميين كبار منهم "طالب يعقوب"، "مهران يوسف" و"روشان علبي"، وبتّ شغوفةً بسماع "حكمت وهبي"، و"رياض شرارة"، ولا أنسى المبدعتين "هيام حموي"، و"نهلة السوسو"».

وتتابع: «في انتقالي للعمل الإعلامي، لم يكن الأمر بعيداً عن المجال التربوي، لكنه أشمل وأوسع من خلال كتابة تقارير عن كل نشاطات المحافظة، وإرساله إلى الصحف الرسمية كجريدة "الوحدة"، وكان هذا بين عامي 1995 و2012، ومع دخول الإنترنت عملت محررةً في مواقع مديريات وزارة الثقافة في المحافظات، وفيما بعد ولمدة عامين متتاليين عملت في موقع الدكتور "تركي صقر"، إلى أن أنشأت موقعي "نفحات القلم" عام 2013، وعملت بمفردي فيه لمدة عامين متتاليين قبل الترخيص الرسمي، ومن خلاله دخلت لكل دول العالم بوساطة علاقاتي الواسعة مع الجاليات السورية الوطنية، ومن خلال لقاءات مميزة مع شخصيات سورية فاعلة ومدافعة عن "سورية".

الأديبة "لبانة الجندي"

الموقع هو هويتي واسمي الذي أحمله بكل فخر، وأجهد ليكون موقعاً متميزاً بكل ما يقدمه في أبوابه المختلفة، من خلال كتّاب من مختلف المجالات، وهدفنا دائماً أن نقدم الكلمة الصادقة، والمادة المميزة والنظيفة فكرياً وأخلاقياً، والموجهة لكل من يهتم بتنمية فكره وعقله، والحقيقة أن التجربة الطويلة في المجال الإعلامي في كل يوم تعطي مخزوناً وتضيف رصيداً، لكنها لا تكتمل فهي إن اكتملت – وهذا رأي شخصي – توقف صاحبها عن الإبداع وتصيبه بالجمود، وأنا في كل خطوة ناجحة أعيد على نفسي: لا بأس ما زال المشوار طويلاً».

عنها تقول الأديبة والمترجمة "لبانة الجندي": «هي صاحبة حضور جميل، وصوت إعلامي رخيم لا يستأذن في الدخول إلى مسامعنا، وقد شرفتنا بمشاركاتها في تقديم أنشطة مهرجان "الخوابي" الثالث، ولاقت إعجاباً وتقديراً مميزين، وهي من المتابعين جداً للأنشطة الثقافية على تنوعها، جريئة القلم وانتقائية، كما أنها تحظى بمكانة محترمة في الأوساط الثقافية محلياً وعربياً، ويكفي أن نقول أنها من الأيادي البيضاء في حقل انتشار الوعي بين أفراد المجتمع؛ خاصة النساء والشباب الذين يقع على عاتقهم الحامل الثقافي.

الإعلامية "منيرة أحمد" من خلالها موقعها "نفحات القلم"، مؤمنة بحرية كلمتها وبصداها، ولو ارتطمت بجبال كثيرة، لكن الصدى سيصل في هذا الواقع الافتراضي، والذي يفرض تأثيره واقعياً».

يذكر أنّ المربية والأديبة والإعلامية "منيرة أحمد" من مواليد قرية "بعبده" التابعة لمدينة "جبلة" عام 1963.