خصّص الطبيب "لؤي نصور" وقته وجهده لمساعدة المرضى للتغلب على مصاعب الحياة، وخلق أسباباً للتقرب من النفس البشرية ومعرفة أسرارها لأنّها جزءٌ من مسيرته في الحياة، وهو ما أكسبه احترام المرضى وثقتهم به.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 28 كانون الثاني 2020، التقت الدكتور "لؤي نصور" الذي يكمل حالياً الدراسات العليا في جراحة القلب، وفي بداية الحديث قال: «خياري في دراسة الطب كان قراراً شخصياً بسبب تأثري بفكرة أنّ الطبيب يمكنه إنقاذ البشر.

الهدف من تأسيس الجمعية أن الكثير من الناس يعانون من ارتفاع تكاليف الحياة بشكل عام، والإجراءات الطبية والأدوية بشكل خاص، ولأنّ مهنة الطب تلامس النفس البشرية حتى الصميم، وعلى الطبيب أن ينظر إلى حالة المريض الصحية قبل النظر إلى جيبه، فلا شيء يضاهي إحساس الطبيب عندما يسمع من الأهل الدعاء والشكر من القلب، لذلك كانت الجمعية التي تعنى بالعمل الإنساني سواء الطبي أو الحياتي بشكل عام

درست في جامعة "تشرين" وحالياً أجري مرحلة الدراسات العليا في مشفى "تشرين" الجامعي، خلال دراستنا وفي مرحلة التدريب نشاهد الكثير من الحالات المختلفة، ولأنّ القلب يملك مقومات الحياة للنفس البشرية أحببت هذا الاختصاص، وتعلمت عن كثب المواصفات المطلوبة في الجراح الناجح، منها الهدوء والثقة بالنفس، لكن ليس لدرجة الغرور، ففي كل عمل جراحي مهما كان بسيطاً هناك إمكانية حدوث الاختلاطات الطبية حتى بيد أمهر الجراحين في العالم. وكانت رغبة متابعة العلم والتخصص تلح علي دوماً، فهناك دائماً شيء جديد واكتشافات جديدة يجب على الطبيب مراجعتها واقتناصها، لأنّ الوقت والزمن والموقف لا يرحم أحداً خاصة في ظل ما نعيشه الآن من حالات لا تحتمل الانتظار».

معاينة المرضى

ويتابع عن الأعمال الخيرية التي يعتبرها أهم ما يميز الطب كمهنة إنسانية: «قدمت جمعية "القلب المعطاء" الخيرية منذ تاريخ تأسيسها في الخامس من آذار عام 2018 حتى اليوم؛ أدوية مجانية لما يقارب خمسة عشر ألف مريض، وعمليات لأكثر من ألف شخص بالإضافة للتشخيص والعلاج بشكل يومي في مقر الجمعية لحوالي 50 مريضاً بشكل يومي، وبرنامج الحملات الطبية الذي وصل لقرابة ثلاثين قرية في ريف "اللاذقية" و"جبلة" و"القرداحة" وبعض المناطق الفقيرة ضمن المدن ومراكز الإيواء والمهجرين، وكنت من أبرز المساهمين فيما تقدمه الجمعية على مختلف الأصعدة».

وأضاف د. "نصور" رئيس جمعية "القلب المعطاء": «الهدف من تأسيس الجمعية أن الكثير من الناس يعانون من ارتفاع تكاليف الحياة بشكل عام، والإجراءات الطبية والأدوية بشكل خاص، ولأنّ مهنة الطب تلامس النفس البشرية حتى الصميم، وعلى الطبيب أن ينظر إلى حالة المريض الصحية قبل النظر إلى جيبه، فلا شيء يضاهي إحساس الطبيب عندما يسمع من الأهل الدعاء والشكر من القلب، لذلك كانت الجمعية التي تعنى بالعمل الإنساني سواء الطبي أو الحياتي بشكل عام».

وعن صعوبة التعامل مع النفس الإنسانية في مهنة الطب؛ يقول: «نتعامل مع مختلف الأنماط البشرية؛ فأحياناً نشاهد حالة اللا وعي للحالة المرضية لدى بعض المرضى وذويهم والأفكار والعادات الخاطئة التي يمارسونها، ولكن هناك خصوصية شديدة هنا، فالمريض يضع حياته وأسراره بين يديك وهذا يحمّلنا مسؤولية كبيرة، كذلك فإنّ نصف العلاج نفسي ويجب أن يشعر المريض بأنّك صديقه ومفتاح سعادته.

وفي الحقيقة أنا لا أبحث عن شهادات شكر بالمفهوم الدارج لكنني حصلت على الكثير منها حيث كانت تقدم من قبل مرضاي بشكل متكرر وهي تعني لي الكثير حيث إنّها الشهادة الوحيدة الصادقة».

يقول الطبيب "كرم الصفدي" زميل الدكتور "لؤي": «طبيبٌ إنسانيٌّ يجمع بين حبّه وإخلاصه للمهنة وتعاونه مع مرضاه حيث قدّم، وما زال، المعايانات المجانية للمرضى الذين لا تسمح لهم إمكانياتهم المادية متابعة العلاج وتزويدهم باﻷدوية اللازمة، ليس فقط لمرة واحدة بل طوال مدة العلاج، إضافةً للعمليات المجانية التي يجريها ضمن اختصاصه وأذكر منها إحدى العمليات الجراحية الحرجة التي شارك بها بمساعدة عدد من زملائه في إجرائها لمريضة في الستين من العمر كان تشكو من حالة حرجة جداً (تشخيص رباعي فالوب وانسداد في عدة شرايين)، حيث تماثلت المريضة للشفاء شبه التام. ولا أنسى حملات التوعية التي يقيمها في المناطق الفقيرة والبعيدة فهو إنساني بالدرجة اﻷولى وجراح مبدع يداوي قلوب مرضاه بالعلاج وبأسلوب لبق ولطيف، وإن دلَّ على شيء فيدلّ على مهنيته الرائعة وحبّه للناس فهو يعمل بقلبه وعقله ويديه لأنّ الطبّ بالنسبة له موردٌ للحبّ والإنسانية».

نذكر أنّ الدكتور "لؤي نصور" من مواليد مدينة "القرداحة" في "اللاذقية" عام 1989 يتابع دراسات عليا في جراحة القلب.