لم تكتفِ "عدوية ديوب" بتلوينِ المساحات البيضاء لتتحوّل إلى لوحات فنية تسرّ الناظر إليها، بل آثرت أن تستخدم ألواناً من المحبة والسعادة والفرح لتلوّن بها حياةَ الأطفال وترسم الابتسامة على وجوههم البريئة، لتكون بصمتها الخاصة في مجال العمل المجتمعي لا تقلّ أهمية عن بصمتها في المجال الفني.

وفي لقاء مع مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 30 أيلول 2019 تحدثت "عدوية ديوب" عن انخراطها في العمل المجتمعي: «كانت البداية كفرصة عمل بعد إنهائي دراستي في الخارج وعودتي للبلاد، ولكن بعد الانخراط بالعمل المجتمعي أصبح جزءاً من حياتي، فكانت جمعية "مكتبة الأطفال العمومية" أبرز اهتماماتي، وعملت مع فريق عمل على تقديم كل ما هو مميز وجاذب يشجع الأطفال على القراءة وحبّ الكتاب ويزيد من مخزونهم الثقافي».

كانت البداية كفرصة عمل بعد إنهائي دراستي في الخارج وعودتي للبلاد، ولكن بعد الانخراط بالعمل المجتمعي أصبح جزءاً من حياتي، فكانت جمعية "مكتبة الأطفال العمومية" أبرز اهتماماتي، وعملت مع فريق عمل على تقديم كل ما هو مميز وجاذب يشجع الأطفال على القراءة وحبّ الكتاب ويزيد من مخزونهم الثقافي

وتتابع "عدوية" الحديث عن مراحل عملها في جمعية "مكتبة الأطفال العمومية" والمشاكل التي واجهتها: «كان افتتاح "مكتبة الأطفال العمومية" كمشروع ينتمي لجمعية "قوس قزح لطفولة أفضل" في عام 2007 وكان الهدف منه تقديم جميع المغريات لجذب الطفل وهي الكتاب الجيد بالمواصفات العالية، الجهاز الإلكتروني الذي يسمح بالوصول إلى الإنترنيت للحصول على المعلومة، إضافةً إلى المكتبة الموسيقية والمكتبة السينمائية التي تتضمن العديد من أفلام الأطفال الموجهة والهادفة، وخلال فترة الحرب واجهنا العديد من المشاكل التي أفضت بمساعدة الفريق المتطوع إلى إطلاق جمعية من رحم جمعية أم وفي 28 تشرين الثاني 2013 أشهرت جمعية "مكتبة الأطفال العمومية"».

أنشطة تفاعلية مع الأطفال

وتتابع "عدوية" الحديث عن الجمعية: «مرت جمعية "مكتبة الأطفال العمومية" أثناء الحرب بالعديد من المشاكل التي كادت تودي بها، لكني مع الفريق التطوعي الذي كان يداً واحدة عملنا على إبداع وخلق شيء من لا شيء في سبيل استمرار الملاذ الوحيد للأطفال في تلك الفترة، واستطعنا أن نستمر بتقديم النشاطات والفعاليات للأطفال بالاستفادة من كل ما تقع عليه أيدينا، كما استعنا بمخيلتنا الإبداعية والفنية لإبداع كل ما هو جاذب ومفيد للطفل، الأمر الذي لاقى استحسان الأهالي والأطفال الذين داوموا على ارتياد المكتبة، والذي ساعد على انتشار نشاطاتنا وتوسيع دائرة التشبيك مع العديد من المؤسسات والجمعيات العلمية، وكان آخر إنجاز لنا بتاريخ 1 تموز 2019 افتتاح أول مركز لجمعية "مكتبة الأطفال العمومية" في ضاحية "بسنادا" واندماج نادي الرسم المجاني الذي أسسه الفنان "عصام حسن" بكل تفاصيله وزخمه الاجتماعي مع مركزنا هناك».

وعلى الصعيد الشخصي تقول "عدوية" عن عملها مع الأطفال: «استفدت من العمل مع الأطفال بالتعرف على صيرورة المجتمع وتفهم مكوناته والدخول بتفاصيله لأنّ كلّ طفل يزور المكان يعطي صورة عن مجتمعه وعن أسرته، وتتعرف عن طريقه على أساليب التربية المختلفة والمشاكل التي يتعرض لها الأطفال بمختلف البيئات الاجتماعية، ناهيك بالدخول إلى عالم الطفل الغني بالمحبة والتسامح والغفران والروح الطفولية التي تعجّ بالحياة والتي تساعدك على تجاوز الهموم والمشاكل اليومية وتجعلك ترى الجانب المشرق من الحياة، وعملي في مجال الفن ساعدني في الانخراط أكثر بالعمل خاصة أنّ جانب الذاتية التي يعيشها الفنان ساعدني على سبر أغوار نفسي واكتشاف ذاتي والتعرف على ما قدّمه لي العمل المجتمعي وما قدّمت له، فكان العمل الفني الداعم الكبير والمساعد المهم في نجاحي بالعمل المجتمعي وخاصة أنّ الإحساس العالي بالأشخاص والتنبؤ بالأحداث هو الأهم بالعمل المجتمعي وهو أحد أسرار نجاحي».

الرسم على وجه الأطفال

وتقول "كنانة حمدان" من "الأمانة السورية للتنمية" عن التعاون مع "عدوية": «كان التعامل مع السيدة "عدوية" خلال 11 سنة في قطاع الطفل بشكل خاص تعاوناً مثمراً جداً من حيث الدعم للأفكار المطروحة فيما بيننا والإضافات التي كانت تضيفها للأفكار التي تجسد الفكر التنموي للطفل بطريقة إبداعية، ومن خلال تعاملها المباشر مع الأطفال واحتكاكها اليومي معهم كانت الشخص الأدرى باحتياجاتهم، وكانت الشخص المبدع الذي يبحث عن احتياجات الطفل ويعمل على تلبيتها، إضافة لعملها على جعل الأهالي شريكاً في تلبية هذه الاحتياجات من خلال تواصلها معهم».

يذكر أنّ "عدوية ديوب" من مواليد "اللاذقية" عام 1968، حاصلة على ماجستير فنون جميلة اختصاص غرافيك من جامعة "أوكرانيا" الحكومية للتصميم والفنون، إضافة إلى معهد هندسي متوسط من "سورية"، وتتجه حالياً إلى مجال تصميم أغلفة كتب الأطفال.

المركز الجديد لمكتبة الأطفال العمومية