بالجهد والإصرار الكبيرين، أثبتت الدكتورة "نور غضبان" جدارتها، متخطية جميع المصاعب، لتكون أول طالبة دكتوراه تحصل أثناء دراستها على شهادة "لوريال يونسكو" على مستوى الوطن العربي.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتورة "نور سميع غضبان" بتاريخ 16 آذار 2019، لتحدثنا عن بداية حياتها قائلة: «منذ دراستي ودخولي هندسة الحاسبات والتحكم الآلي؛ حصلت على شهادة "الباسل" للتفوق الدراسي. كما حصلت على الدكتوراه باختصاص نظم التعرف السمعي البصري إلى الكلام في هندسة الاتصالات المعلوماتية بدرجة شرف، وكنت أول طالبة دكتوراه حصلت أثناء دراستها على شهادة ("لوريال يونسكو" من أجل المرأة في العلم) على مستوى الوطن العربي عام 2017، حيث شاركت من خلال بحثي باسم جامعة "تشرين"؛ الذي كان بعنوان: "تحسين التعرف إلى الكلام للمتحدثين باللغة العربية باستخدام السمات السمعية والبصرية". وقد تم تصنيف البحث من أفضل سبعة أبحاث على مستوى المشرق العربي و"مصر"، لذلك كانت جائزة التكريم لزمالة "لوريال يونسكو"، حيث كانت رحلة علمية إلى "التشيك" عام 2018، وتم العمل بمشروع للاتحاد الأوروبي في جمهورية "التشيك"، بدعم من وزارة الصحة التشيكية، حيث تم التعاون مع أطباء الأعصاب من معهد أوروبا الوسطى للتكنولوجيا، والمشاركة في تطوير نظام جديد من شأنه أن يكون قادراً على رصد تأثير التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة في نقص حجم الدم وخلل الحركة لمرضى يعانون مرض "باركنسون"، يقوم النظام على أساس التعرف إلى الكلام جنباً إلى جنب مع تحليل معالم الوجه.

صاحبة الاندفاع نحو التطور والبحث العلمي، الإنسانة المجتهدة الطموحة التي لا تمل ولا تكل حتى تثبت لنفسها وللآخرين أن المرأة قادرة على تحقيق نجاحات على مستوى عالمي

لقد تواصلت أثناء دراستي في الدكتوراه مع قسم نظام الروبوتات متعددة الوسائط السمعية والبصرية في مركز الذكاء الاصطناعي والروبوتات في "القاهرة" عام 2016، وقمت باختبار ما توصلت إليه من نتائج، وتطبيقها في القسم المذكور».

أثناء التكريم

وعن النشاطات التي قامت بها تضيف: «قمت بأعمال تطوعية كثيرة في "سورية"، منها مشاركتي خلال السنوات الماضية في التنظيم والتدريب ضمن المسابقة البرمجية السورية، كما أنني أقوم بالعمل الإنساني والمجتمعي، وأيضاً أنا عضو هيئة تدريسية في جامعة "المنارة"، وعضو هيئة تعليمية في جامعة "تشرين"».

وأضافت عن علاقتها مع طلابها: «أسعى جاهدة لأكون بقربهم ليس كمعلمة فقط، بل مساندتهم بمشاريعهم العلمية، والتعرّف إلى كل جديد، ودعمهم بكل ما أستطيع لنتغلب على كافة العقبات التي يمكن أن تظهر. ونصيحتي لهم أن العلم يغير مسير حياة الشعوب نحو الأفضل، وبالعلم نستطيع أن نجعل اسم بلدنا عالياً، لذلك يجب أن نسعى جاهدين لنقدم أفضل ما لدينا».

أثناء العمل

"هادي معلا" الموظف في المجلس البلدي في مدينة "اللاذقية"، حدثنا عن معرفته بالدكتورة "نور" قائلاً: «صاحبة الاندفاع نحو التطور والبحث العلمي، الإنسانة المجتهدة الطموحة التي لا تمل ولا تكل حتى تثبت لنفسها وللآخرين أن المرأة قادرة على تحقيق نجاحات على مستوى عالمي».

المحامية "ليلى الحجار" التي عرفتها عن قرب وتابعت عملها، قالت: «الدكتورة "نور غضبان"، الإنسانة أولاً لأنها تمتلك من صفات الإنسانية الكثير، ويصعب جداً اختصار الحديث عنها بما يوفيها حقها، لكن أقل ما يمكن قوله إنها مثال للمرأة الموهوبة والمثابرة التي تجسد معاني الأخلاق والرقي والوفاء والعمل الدؤوب، صاحبة المبادئ الثابتة والطموح اللا متناهي والابتسامة الصادقة النابعة من القلب.

هي كالنور الذي ينبعث من قنديل الفكر والقلب والروح، يستطيع أي عقل منفتح أن يرى مقدار الإمكانات والقدرات التي تمتلكها للوصول إلى التميز في مسيرتها التي حققتها والبصمة الاستثنائية في مجالها، ناهيك عن التواضع الكبير الذي تراه في حضورها اللطيف على الرغم من كل النجاح والإنجاز في حياتها المهنية».

يذكر، أن الدكتورة "نور غضبان" من مواليد "اللاذقية"، عام 1989.