بالبحث العلمي وتطوير المهارات استطاعت المهندسة "نعمة داوود" أن تثري تجربتها في عالم التكنولوجيا وتمتلك مفاتيح عالم الإنترنت، وتسخر إمكاناته في سبيل العلم والمعرفة بالحصول على شهادات في الترجمة الاحترافية والتسويق الرقمي، والاستفادة من تجربة التعلم الذاتي لها ولولديها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 شباط 2019، مع المهندسة "نعمة داوود"، فتحدثت عن دراستها والأيام التي ساهمت في تكوين شخصيتها قائلة: «ولدت في "الشيخ سعد" إحدى حارات "المزة" القديمة، وبقيت ذكريات أجمل الأوقات بين "المزة" القديمة و"الربوة" و"الغوطة" و"قاسيون" ومعرض "دمشق" الدولي، حيث قضيت طفولتي متنقلة بين قريتي الصغيرة "تل حويري" في ريف "جبلة" و"دمشق"، فامتلكت عالماً واسعاً غنياً بتلك الأماكن وأوقاتي فيها، وساهمت عوالمها بتكوين شخصيتي، كما درست في مدرسة الشهيد "أحمد زاهر" في قرية "تل حويري" من عام 1980 لغاية عام 1983، وما زالت تلك السنوات محفورة في ذاكرتي لأنها كانت تعايشاً مع الطبيعة وجمالها واستكشافها، ثم انتقلت إلى "دمشق" ودرست الصف السادس الابتدائي في مدرسة "سعيد العاص"، أما المرحلة الإعدادية، فهي أهم مرحلة معرفية؛ حيث درست في مدرسة "عبد الرحمن السفرجلاني" في "المزة"؛ تميزت هذه المدرسة بمكتبة كبيرة كانت ملجأي في كل استراحة أثناء الدوام المدرسي، حتى إن طالبات المدرسة اعتقدنَ أنني قريبة أمينة المكتبة بسبب وجودي الدائم فيها، والمرحلة الثانوية في مدرسة "أحمد إسكندر أحمد"، وهناك صقلت شخصيتي وانطلقت في مجال الشبيبة والمناظرات الثقافية، والمشاركة بالنشاطات الثقافية المتنوعة».

حين كنت أحضر محاضراتي في الجامعة الافتراضية كان ولداي صغيرين؛ "الحسن" سبعة أعوام، و"كرم" ثلاثة أعوام، يجلسان بالقرب مني ويستمعان معي إلى المحاضرات ويعلقان ويضحكان، فانتقلت عدوى التكنولوجيا إليهما، وتعلما من تجربتي أنه لا حدود للعلم (زمانية أو مكانية أو عمرية)، استفادا من وجود الحاسوب في المنزل والإنترنت السريع بتطوير مهارتهما في اللغة الإنكليزية وبرامج الحاسوب، حتى إن ابني "كرم" تعلم البرمجة عندما كان في الصف الخامس عن طريق مواقع الإنترنت، وفاز بمسابقات الرواد بجهده فقط، وابني "الحسن" طالب بكالوريا حالياً في المركز الوطني للمتميزين تعلّم اللغة الإسبانية بـ"كورس" متكامل على مواقع الإنترنت وكلاهما يستخدمان شبكة الإنترنت لتحميل الكتب لكونهما من هواة المطالعة

وعن دراستها الجامعية وولعها بالتكنولوجيا التي أصبحت من نسيج حياتها المهنية واليومية، تتحدث المهندسة "نعمة داوود" قائلة: «في عام 1991 كان الحاسوب مصطلحاً غامضاً نقرأ عنه في مجلات الخيال العلمي، وكان اختياري للمعهد المتوسط لهندسة الحاسوب محض المصادفة، ثم وجدت نفسي طالبة في معهد "الكمبيوتر"، وهنا بدأ الولع بهذه التكنولوجيا وتعلم كل جديد فيها ومحاولة إتقانها؛ وهو ما ساعدني على التقدم وظيفياً في مهام وظيفية عدة بين جامعة "دمشق" وجامعة "تشرين"، و"مركز المعلومات القومي، واتحاد الكتاب العرب، والجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية"، وعدد كبير من شركات التكنولوجيا، وكنت قد عدت إلى مقاعد الدراسة من جديد عام 2009 بتشجيع من زوجي "ياسر بوبو"، ودخلت عالم التكنولوجيا عن طريق دراسة بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الافتراضية، كانت تجربة غنية بحضور المحاضرات والبحث العلمي وتطوير المهارات، وعندما تخرجت في الجامعة الافتراضية كان يفصل بين شهادة المعهد المتوسط لهندسة الكمبيوتر وشهادة بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات عشرون عاماً تطورت فيها التكنولوجيا بقفزات هائلة».

إحدى الشهادات الحاصلة عليها

لم يقتصر أثر تكنولوجيا المعلومات بها فحسب، بل نقلته إلى ولديها من خلال التعلّم الذاتي، وقالت عن تجربتها في هذا الجانب: «حين كنت أحضر محاضراتي في الجامعة الافتراضية كان ولداي صغيرين؛ "الحسن" سبعة أعوام، و"كرم" ثلاثة أعوام، يجلسان بالقرب مني ويستمعان معي إلى المحاضرات ويعلقان ويضحكان، فانتقلت عدوى التكنولوجيا إليهما، وتعلما من تجربتي أنه لا حدود للعلم (زمانية أو مكانية أو عمرية)، استفادا من وجود الحاسوب في المنزل والإنترنت السريع بتطوير مهارتهما في اللغة الإنكليزية وبرامج الحاسوب، حتى إن ابني "كرم" تعلم البرمجة عندما كان في الصف الخامس عن طريق مواقع الإنترنت، وفاز بمسابقات الرواد بجهده فقط، وابني "الحسن" طالب بكالوريا حالياً في المركز الوطني للمتميزين تعلّم اللغة الإسبانية بـ"كورس" متكامل على مواقع الإنترنت وكلاهما يستخدمان شبكة الإنترنت لتحميل الكتب لكونهما من هواة المطالعة».

كما استطاعت أن تسخر مواقع الإنترنت وفوائدها الكثيرة للحصول على العلم والمعرفة بمجالات مختلفة، إضافة إلى حصولها على شهادة في التسويق الرقمي، فتقول: «شبكة الإنترنت عبارة عن مغارة "علي بابا"؛ لأنها تحوي كنوزاً من العلم والمعرفة والإبداع، لكن الأهم أن نستفيد من وقتنا وإمكانيات الإنترنت الهائلة، كما أن وجود الرغبة والاهتمام وشبكة الإنترنت والوقت يمكّن أي إنسان من التعلم الذاتي، فالإنترنت معلمي الأهم وأستخدمه يومياً في وصفة جديدة للطعام، وفكرة إبداعية للمنزل، وتقنيات للزراعة على الشرفة، وتعلم الكروشيه أو الخياطة، وتشخيص ألم مبهم، وتعلم مهارات لغوية، وقراءة كتاب، وتحميل إصدار مجلة، ومتابعة أخبار التكنولوجيا والطقس، ومواقع التواصل الاجتماعي، والأهم لدي "لينكد إن"؛ لأنه يختص بالأعمال، ومن خلاله يمكن الحصول على فرص للعمل كـ"فريلانس"، و"الفيسبوك" لمتابعة الأخبار والتواصل مع الأصدقاء، فالإنترنت جامعة كبرى لمن يعرف مفاتيحها، وأنا وجدت أن "غوغل" حارس مغارة "علي بابا"؛ لذلك أتابع كل أخبارها في عالم التكنولوجيا، وهي أكبر من أن تكون مجرد شركة؛ لأنه لا حدود لإمكاناتها أو منتجاتها وخدماتها؛ لذلك بمجرد أن وجدت معلومات عن دورة التسويق الرقمي على موقع "لينكد إن" سجلت فيها "أون لاين"، وخاصة أنني أعمل في مساعدة زوجي كـ"فريلانس" في مجال الترجمة وإعلانات "غوغل"، حيث تتضمن الدورة 26 وحدة، كل وحدة 4-7 دروس، مع امتحان لكل درس في نهاية كل وحدة، وامتحان نهائي في نهاية الدورة، وتكمن صعوبة هذه الدورة أنه لا يمكن أن تجد الجواب جاهزاً على مواقع الإنترنت، بل يحتاج إلى التفكير والبحث المطول، لكنه بحث ممتع، وبعد أن أنهيت الدورة الأولى باللغة العربية في أربعة أسابيع تقريباً، بدأت الدورة من جديد، لكن باللغة الإنكليزية».

د. غيداء سلمان

أما "غيداء سلمان" دكتورة بالاقتصاد ومدرّسة بالمعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، فتحدثت عنها قائلة: «معرفتي بالمهندسة "نعمة" قديمة، ونشاطها وحيوتيها وقدراتها الإبداعية على الصعد كافة محط انتباه، وهي إنسانة متميزة معطاءة ذات أخلاق حسنة، فهي الأم والمربية الرائعة؛ صنعت من ولديها طفلين متميزين على المستوى الدراسي والاجتماعي، وأبدعا في مجال البرمجيات واللغات، كانت تعتمد أسلوب التشجيع والتعليم الذاتي، وغرست فيهما حبّ العلم، وأثمر ذلك نتائج متميزة في مجالات مختلفة على مستوى "سورية"، فقد نال "كرم" الريادة على مستوى القطر لسنتين متتاليتين في مجال البرمجة والتصميم، و"حسن" أبدع في مجال الروبوتيك، وهو في مركز المتميزين حالياً.

كما أنها امرأة شغوفة بالعلم؛ فلم تتوقف عن البحث واكتساب العلوم؛ فبدأت رحلتها مع الجامعة الافتراضية، ونالت شهادة بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات بعد عشرين عاماً من شهادتها الأولى في معهد الكمبيوتر، وتحاول بشغف أن تتعلم كل جديد في عالم التكنولوجيا، ودخلت مؤخراً مجال الترجمة الاحترافية، وتسعى إلى تعلم كل جديد في مجال التسويق الرقمي وإدارة الحملات التسويقية في "Adwords Google"، ولا تبخل على أحد بتقديم أي معلومة أو مساعدة، بل على العكس تبادر لتقديم العون والدعم لكل من حولها، سواء في مجال البرمجة والمعلوماتية والتحليل الإحصائي لطلاب الدراسات العليا، وفي مجال البحث العلمي، فهي تتشارك المعلومة مع الجميع، وتعدّ في نظري مثالاً للمرأة السورية الخلاقة، فهي متميزة وتستغل وقتها بكل ما هو مفيد».

يذكر، أن المهندسة "نعمة داوود" من مواليد "دمشق" عام 1973، وتقيم في "المشروع العاشر" بمحافظة "اللاذقية"، وتعمل في جامعة "تشرين".