ثمانون عاماً في قرى "اللاذقية" ومحافظات سورية عدة نهل منها خلال أسفاره المعرفة والخبرة، "ميهوب كشي" الذي لم يثنه عقده الخامس من النجاح في الثانوية العامة ودراسة اللغة الإنكليزية؛ ليوظفها في ترجمة كتب وأبحاث تخدم عمله في مجال تربية النحل.

مدونة وطن "eSyria" التقت "ميهوب كشي" بتاريخ 24 شباط 2019، فتحدث عن حياته قبل سبعين عاماً قائلاً: «ولدت ضمن أسرة ريفية زراعية في مزرعة شرقي "وادي قنديل"، ولم يكن هناك مدرسة للتعلم، فقد كنت أجتاز نهراً وساقية كي أصل إلى المدرسة في بلدة "مشقيتا"، وفي طريق العودة كنت أسمع أصوات الذئاب وغيرها من الحيوانات البرية، حيث كان عمري عشرة أعوام، ولم أنقطع عن الذهاب إلى المدرسة، وحين اعتمدت على نفسي استأجر لي والدي غرفة في البلدة لتجنب مخاطر الطريق، ثم تابعت صفوفي ونجحت في الابتدائية والإعدادية في مدرسة "مشقيتا" عام 1959، وبعد مدة علمت بمسابقة في الطب البيطري في "دمشق"، فتقدمت وكان ترتيبي الثالث بين 450 متقدماً، ثم تخرجت عام 1962، وتمّ تعييني في "الحسكة" أم القمح والمواشي وتسلمت البيطرة والمسلخ حينئذٍ، وجئت فيما بعد إلى كلية الضباط الاحتياط في "حلب" كمجنّد، ثم تخرجت وعُينت عام 1964 مشرفاً صحياً على سرية الفرسان الموجودة في الكلية الحربية في "حمص"، وعدت عام 1965 إلى "الحسكة"، ثم انتقلت إلى "الدرباسية" على الحدود التركية وتسلمت دائرة البيطرة والزراعة والمسلخ التابعة للبلدية، ثم جئت إلى "اللاذقية" أواخر الثمانينات».

يعدّ "ميهوب كشي" من النحالين القدامى، وذا خبرة غنية في عالم النحل، كما أنه متعاون ومجتهد ومواضيعه تحمل قيمة وفائدة عالية للنحالين والمهتمين بالنحل؛ فهو يقدمها بمحبة وسخاء لهم، ويعرض تجارب النحالين حول العالم من خلال المحاضرات التي يقدمها في الجمعية مستعيناً بخبراته والكتب التي ترجمها

لم يكن العمر عائقاً أمام طموح الدراسة وحبّ اللغة الإنكليزية، وبعد خمسين عاماً قرر دراسة الثانوية العامة وتسجيل الفرع المفضل لديه، وهنا يقول: «نجحت في الثانوية العامة عام 1986، وسجلت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية بناءً على رغبتي الشديدة في توسيع ثقافتي حول العالم، وكان ابني في كلية الاقتصاد حينئذٍ، وقد برزت ميولي إلى اللغة وحبي للترجمة حين كنت أدرس البيطرة وعُرض عليّ ترجمة مقال عن "الجمرة الخبيثة" لمجلة كويتية، وأبدعت في ترجمة المقال؛ وهو ما ساعدني لاحقاً على ترجمة نوع محدد من الكتب التي ترتبط بمجالي المهني في تربية النحل، وإلمامي بتفاصيل عالم النحل، حيث التعابير العامية ومعرفة ما يقابلها من أسماء علمية ساهم في ترجمتي لكتابي "النحل والناس" و"نحالة السطح"؛ وهو دليل تربية نحل العسل في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان».

ترجمة ميهوب كشي

كما تميّز بتربية النحل والولوج في عالم النحل بتفاصيله الصغيرة والكبيرة، ويتحدث "ميهوب كشي" عن رحلته في تربية النحل قائلاً: «بدأت تربية النحل في الثمانينات بأربع خلايا معتمداً على ثقافة واسعة وإلمام ومعرفة في عالم النحل، وكان لموسوعة ألف ياء النحل بنسختها الأميركية الدور الكبير في هذه المعرفة، حيث كنت أدرس وأترجم كتب النحل، ثم تطور العمل إلى اثنتي عشرة خلية، كنت أعتني بها بنفسي وأقوم بنقلها إلى محافظات عدة باستمرار، وأخذت أزيد عدد الخلايا حتى أصبح لدي مئة خلية، وأنتجت العسل عام 1992 تسع مرات، وهي حالة نادرة في عالم النحل، واستخدمت أساليب ووسائل مختلفة في تربية النحل وقطاف العسل من خلال التجربة والمتابعة الدائمة، كما لم أبخل على النحالين والنحالات في محافظة "اللاذقية" بالمعلومات، وأقدم محاضرة من عالم النحل كل شهر منذ اثنين وثلاثين عاماً».

المهندس الزراعي "فؤاد شعبية" رئيس جمعية النحالين في "اللاذقية" وعضو مؤسس، يتحدث عنه قائلاً: «يعدّ "ميهوب كشي" من النحالين القدامى، وذا خبرة غنية في عالم النحل، كما أنه متعاون ومجتهد ومواضيعه تحمل قيمة وفائدة عالية للنحالين والمهتمين بالنحل؛ فهو يقدمها بمحبة وسخاء لهم، ويعرض تجارب النحالين حول العالم من خلال المحاضرات التي يقدمها في الجمعية مستعيناً بخبراته والكتب التي ترجمها».

م. فؤاد شعبية

يُذكر، أن "ميهوب كشي" من مواليد مزرعة "الجماسة" شرقي "وادي قنديل" التابعة لمحافظة "اللاذقية" عام 1939، ويقيم في "مشروع الزراعة".