بين الاقتصاد والسياسة صقلت شخصية الدكتور "غالب الصالح" الذي درس علم الاقتصاد السياسي، ليتابع بعد انتهاء دراسته نشر مفاهيم هذا العلم في ميادينه المناسبة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيلول 2018، تواصلت مع الدكتور "غالب الصالح" ليحدثنا عن البدايات بالقول: «درست المراحل الدراسية الأولى في مدينتي "جبلة"، وكنت حينئذٍ ممثّل الطلبة في الاجتماعات ومسؤول النشاطات في شبيبة "جبلة"، ثم تابعت دراستي في كلية الحقوق بجامعة "دمشق"، ونتيجة ضعف الحال، قمت بالتدريس وأنا طالب جامعي عدة سنوات في ثانويات ريفي "جبلة، واللاذقية"، ثم انتقلت إلى "دمشق" وأنا طالب، ونتيجة حاجتي للعمل التحقت بالعمل الوظيفي بإحدى مؤسسات الدولة، متحملاً المسؤولية وأنا صغير السنّ أتابع دراستي ووظيفتي ومسؤولية بناء أسرتي، فيما بعد تمّ تعييني مديراً في عملي، وتبوأت العديد من المواقع، منها: مستشار ومدير للتدريب والتأهيل، ومدير مراكز التمنية الإدارية، ومنسق عام للبرنامج الوطني للإصلاح الإداري في الإدارة المحلية، وقبلها معاون مدير عام ومدير لفرع التوجيه السياسي والإعلام، وغيرها من المناصب. ولكوني خريج حقوق وهذا الفرع متعدد الاختصاصات؛ تمّ قبولي في الدراسات العليا في الأكاديمية العليا الروسية في مجال الاقتصاد، وحصلت على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد السياسي، وكان البحث بعنوان: "مكانة الدول العربية في سوق النفط العالمية"، وسبب اختياري لهذا العنوان بالتنسيق مع الأستاذ المشرف على الأطروحة "فلاديمير ألكسندر وفيتش اليسايف" بعد الدخول العراقي إلى الكويت عام 1991 وأثر هذا الغزو في أسواق النفط العالمية، ثم قدمت بحثاً عن بداية الحرب على "سورية" لجامعة "الحياة" الافتراضية، بعنوان: "القائد الاستثنائي وفن إدارة الأزمات"، حيث حصلت على دكتوراه في الإدارة. ومسيرة حياتي المتعثرة والصعبة نتيجة تحملي العديد من المسؤوليات، إلا أنها تركت أثراً بليغاً في نفسي وصقلت تجربتي وزادتني تصميماً وإرادة على تحدي الصعاب وتحمل أعباء كبيرة، كما أنني دفعت الثمن غالياً في واقع ليس سهلاً».

انطلاقاً من مقولتي: (ليس الجندي وحده الذي يحارب، بل كل إنسان وطني شريف يستطيع أن يحارب ويدافع عن الوطن انطلاقاً من موقعه ومكانته وإمكانياته)، أجِد أن الدكتور "غالب" كان جندياً سورياً بامتياز؛ وذلك من خلال موقعه الإعلامي والأخلاقي والإنساني والوطني في الدفاع عن "سورية"؛ من خلال محاضراته وندواته ولقاءاته التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإلكترونية والصحافة المكتوبة، واستحق تكريماً خاصاً من مركز "التوازن الإعلامي" في "السويد"؛ وذلك تقديراً لإنسان وهب علمه وثقافته ووقته في خدمة الحق دوماً

ويكمل: «مفهوم الاقتصاد السياسي هو أحد أهم العلوم الاجتماعية الإنسانية التي تركز على حالة الإنسان في المجتمع، وتبحث وتحلل الظروف التي يعيش فيها، والبحث عن كل مكامن القوى العقلية والمادية لتوظيفها في التفاعل وبناء المجتمع، ولا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، فكلاهما متلازمان لا غنى لأحدهما عن الآخر، وما نشاهده من صراعات سياسية تحت أي عناوين تحت ذرائع خلافات آيديولوجية أو غيرها هدفها اقتصادي، وكل الحروب العالمية التي تحدث نتيجة أطماع وتحت تأثير أزمات اقتصادية، وبالنتيجة الاقتصاد القوي لأي دولة يجعلها لاعباً أساسياً على الساحة الدولية، والمجتمع القوي هو المجتمع المنتج الذي يبني اقتصاده من خلال الإدارة الناجحة، والإدارة الناجحة هي التي تخلق بسياستها الناجحة المناخات السليمة لاستثمار العقول واستنهاض عوامل القوة لبناء الاقتصاد، وعلى رأسها تبني الأفكار الخلاقة واستثمار مواردها البشرية والمادية من خلال سياسة تخطيط استراتيجية».

الكاتب "يعقوب مراد"

ويضيف: «بطبعي رجل جدّي ولديّ إرادة صلبة وهمّة دائمة لمواجهة صعوبات الحياة، وأغلب مراحل حياتي لا تخلو من المتاعب، لكنني دوماً كنت أكثر صبراً وصلابة ومواجهة للتحديات؛ لأنني مؤمن بأن الحياة وخاصة في واقعنا تحتاج إلى إرادة وصبر، خاصة إن كان الإنسان مخلصاً لوطنه، محافظاً على سمعته وسمعة آبائه وأجداده، وما صقل من شخصيتي وجعلني دوماً شغوفاً حيال نهل المزيد من العلوم أنني أنتمي إلى أسرة مثقفة، وقرية خرّجت الكثير من الأسماء التي شكلت مفاصل مهمة في حياتها، مع أن عدد سكانها لا يزيد على ثلاثة آلاف نسمة، ولها اسم كبير ومنذ مئات السنين، هذه البيئة لا شك لها أثر في حفاظي على الاجتهاد الشخصي».

الكاتب "يعقوب مراد" عنه يقول: «انطلاقاً من مقولتي: (ليس الجندي وحده الذي يحارب، بل كل إنسان وطني شريف يستطيع أن يحارب ويدافع عن الوطن انطلاقاً من موقعه ومكانته وإمكانياته)، أجِد أن الدكتور "غالب" كان جندياً سورياً بامتياز؛ وذلك من خلال موقعه الإعلامي والأخلاقي والإنساني والوطني في الدفاع عن "سورية"؛ من خلال محاضراته وندواته ولقاءاته التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإلكترونية والصحافة المكتوبة، واستحق تكريماً خاصاً من مركز "التوازن الإعلامي" في "السويد"؛ وذلك تقديراً لإنسان وهب علمه وثقافته ووقته في خدمة الحق دوماً».

يذكر أن الدكتور "غالب الصالح" من مواليد محافظة "اللاذقية" عام 1960، وهو ‏باحث ومفكر في الشؤون السياسية والاقتصادية، وخبير في الإدارة‏، درس ‏دكتوراه في فلسفة الاقتصاد السياسي‏ في ‏الأكاديمية الروسية العليا بـ"موسكو".‏